منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2012, 12:37 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701



سؤال سألته العذراء مريم، عندما قال لها الملاك جبرائيل بأنها ستحبل وتلد يسوع..
وقد شغلني الروح القدس بهذا السؤال ليكون موضع تأملنا اليوم.. فتعالوا نتأمل معاً.

" وفي الشهر السادس أُرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك مباركة أنت في النساء... لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع... فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلاً؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله... لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله. فقالت مريم: هوّذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك. فمضى من عندها الملاك. فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها. وامتلأت أليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت: مباركةٌ أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك... فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب، فقالت مريم تعظّم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلّصي. لأنه نظر إلى اتضاع أمته " (لوقا 1 : 26 - 48).

عندما أبلغ الملاك العذراء مريم بأنها ستحبل وتلد يسوع، كانت ردّة فعلها ردّة فعل منطقية وطبيعية، إذ أنها كانت تُدرك بأن الحبل يحتاج إلى علاقة مع رجل، ولهذا السبب سألت الملاك: كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلاً؟
وجاء جواب الملاك الحاسم والواضح: الروح القدس يحلّ عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله...
وبطريقة تفسيرية أوضح، وكأن الملاك أراد أن يؤكد لمريم، بأن هذا العمل ليس منها، ليس لها دور عملي في تحقيقه، بل هو عمل الله، وأضاف قائلاً: لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله.
فقالت مريم: هوّذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك.
في البداية نرى التواضع الواضح عند مريم: أنا أمة الرب أي خادمته.. ثمّ نرى الإيمان البسيط والواضح عندها: ليكن لي حسب قولك..
ونرى أيضاً في هذا المقطع عمل الروح القدس الواضح.. فما لا يستطيعه الإنسان، لا سيّما الأمور الكبيرة والمعجزية، يقوم به الروح القدس وحده..
وتكمل كلمة الله لتؤكد لنا هذا التفسير، إذ أنّ اليصابات وعندما رأت مريم قالت لها: طوبى أي هنيئاً للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب..
وتؤكد الكلمة أيضاً ما ذكرناه عن تواضع مريم، إذ أنها تقول: وتبتهج روحي بالله مخلّصي. لأنه نظر إلى اتضاع أمته.
ما الذي يريد الرب أن يكلمنا به من خلال هذا المقطع؟
أحبائي: لا أريد أن تمتلئ أذهاننا بالمعلومات، وحتى بالحقائق الروحية وتبقى دون ثمر، أي أنها لا تؤدي إلى تغيير في سلوكنا وحياتنا..
كلنا كمؤمنين حقيقيين بالرب يسوع، نعاني من مشاكل عديدة على مختلف الصُعد، وإن تفاوتت بين شخص وآخر..
فهل السؤال التي سألته مريم للملاك: كيف يكون هذا؟ لا نسأله نحن مراراً وتكراراً للرب أو لأنفسنا عندما نتواجه مع مشاكل وصعوبات وقيود وخطايا متكررة؟ أو عندما نتواجه مع مواقف خطيرة أو أمور صعبة تهدد حياتنا؟ أو عندما نكون بحاجة لشفاء أو لتسديد احتياج مادي كبير؟ أو عندما نحاول مراراً كثيرة إصلاح أنفسنا؟ أو النجاح بخدمتنا أو بأية أمور أخرى؟
قيد صعب وقاسي تعاني منه منذ سنوات: قلق، خوف، أفكار مخيفة ونظرة متشائمة للحياة، حزن، فشل، إحباط، عدم قدرة على الفرح والتمتع بالحياة، خطايا صعبة، عادات سيئة، غيرة، حسد، صغر نفس، شعور بالرفض... وتستطيع أن تضيف ما تعاني منه بالتحديد على هذه اللائحة... وقد حاولت الكثير لكي تتحرر من هذه الأمور الصعبة، لكن دون جدوى.. وتصرخ كيف أتخلّص من هذا القيد؟
أو كيف يكون هذا؟

أو ربما تعاني من مرض صعب، وقد عجز الأطباء عن أيجاد العلاج المناسب له، أو ربما لديك احتياج لعمل، لمنزل، لسيارة، لكن وضعك المادي صعب، أو ربما تحتاج إلى ارتباط وقد تقدّم بك العمر وحاولت لكن دون جدوى.. وتصرخ كيف أجد حل لهذه المشكلة؟
أو كيف يكون هذا؟

لهذا الأسباب مجتمعة جاءنا الرب بهذا التأمل اليوم..
ولهذه الأسباب قلت لك أنني لست أهدف من خلال هذا التأمل أن أملئ ذهنك بمعلومات أو حتى بحقائق روحية تبقى دون ثمر..
لأن كلمة الله علمتنا أن: " ... الحرف يقتل ولكن الروح يُحيي " (2 كورنثوس 3 : 6).

ما هي مفاتيح الحل؟
المفاتيح نفسها التي ذكرتها لنا كلمة الله في المقطع الذي نتأمل فيه !!!
أو كيف يكون هذا؟!

الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله...
عمل الله.. الروح القدس.. قوة العليّ.. ولهذا السبب الذي سينتج سيدعى ابن الله، أي وبصورة تأملية هو عمل مباشر من يد الله..

ما هو دوري؟
" غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله " (لوقا 18 : 27).

نقطة أساسية هامة..
فقبل أن يصبح تحقيق هذه الأمور غير مستطاع عندك 100% لن تصبح مستطاعة عند الله..
أي عندما تتخلى عن كافة محاولاتك البشرية المعتمدة على ذراعك أو برّك الذاتي أو استحقاقك أو فهمك وحكمتك البشرية.. فأنت لن تُفسح المجال أمام الله لكي يتدخل..
لأن غير المستطاع فقط عندك.. يصبح مستطاعاً عند الله..
الرسول بولس أدرك هذه الحقيقة، فهو مرّ بهذه المعاناة، وهذا ما سجلته لنا رسالة رومية، إذ بعد صراع مرير مع ضعف جسده على الخضوع لمشيئة الله، صرخ قائلاً:
" ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟ " (رومية 7 : 24).

وتأتي الإجابة في الرسالة نفسها:
" لأنّ ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت " (رومية 8 : 2).
روح الحياة.. الروح القدس هو الحل.. قوة العليّ هي الحل.. عمل الله وحده فقط..

أحبائي: السبب واضح، الجسد ومحاولاته وجهوده لا يمكنهم إرضاء الله:
" لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله، لأنه أيضاً لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يُرضوا الله " (رومية 8 : 7 – 8).
لا تحاول.. لا تضيّع الوقت.. لا تُجهد نفسك.. لا تسمح للشيطان أن يستنزفك في معارك لا نتيجة منها.. الجسد لا يستطيع أن يرضي الله ولا أن يخضع له !!!

من جديد.. السؤال نفسه.. ما هو دوري؟
والجواب القاطع: الدور نفسه الذي قامت به العذراء مريم.. ودوّنته لنا كلمة الله:
1- الاقتناع التام أن العمل هو لله، والتخلي عن الاتكال على ذراعك البشرية لتحقيق الأمور وإيجاد الحلول، وإعلان حاجتك الملحّة للروح القدس، لشركة جديدة وحقيقية معه، للامتلاء من ثمره ومواهبه، وتسليمه كل أمورك.
2- التواضع تحت يد الله.
3- الإيمان البسيط.

أين نجد هذه المفاتيح في المقطع الذي نتأمل فيه:
1- الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله... لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله.
2- فقالت مريم: هوّذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك.
3- فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب.

هل هذا ممكن؟ هل حصل مع مؤمنين قبلنا؟
تعالوا نتأمل بقصة إبراهيم وسارة، ونعرف كيف تغيّرا، ونتعلّم منهما دروساً، فيرتفع إيماننا، ونُدرك أنه ليس أمراً غير مستطاع عند الله:
" وقال الله لإبراهيم ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي بل اسمها سارة. وأباركها وأعطيك أيضاً منها ابناً. أباركها فتكون أمماً وملوك شعوب منها يكونون. فسقط إبراهيم على وجهه وضحك. وقال في قلبه هل يولد لابن مئة سنة؟ وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة؟... فقال إنّي أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه. وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام. وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة في باطنها قائلة: أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ؟ فقال الرب لإبراهيم: لماذا ضحكت سارة قائلةً: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت. هل يستحيل على الرب شيء. في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن. فأنكرت سارة قائلةً: لم أضحك... " (تكوين 17 : 15 - 18 : 15).
الاثنان معاً.. وفي البداية ضحكا عندما سمعا وعد الله بأنه سيعطيهما ولداً وهما قد شاخا..
إبراهيم ابن مئة سنة، وقد مات جسده.. وسارة بنت تسعين سنة وقد انقطع أن يكون لها عادة النساء..
وفقاً للمنطق البشري الصرف.. مستحيل !!!

لكن جواب الرب كان لهما، كجواب الملاك لمريم: هل يستحيل على الرب شيء؟
وحقق الرب وعده.. وولد اسحاق.. وتمم الرب قصده العظيم من خلاله، كما تخبرنا الكلمة..
والرائع هو ما تخبرنا به رسالة العبرانيين:
" بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت، إذ حسبت الذي وعد صادقاً. لذلك وُلد أيضاً من واحد، وذلك من ممات، مثل نجوم السماء في الكثرة... " (عبرانيين 11 : 11 – 12).
ما أورع هذه العبارة: سارة نفسها.

أحبائي: لا توجد تفاصيل في كلمة الله سقطت سهواً.. بل هناك قصد للروح القدس من ذكرها..
لقد تعمّد الروح القدس في ذكر كلمة " نفسها " بعد كلمة " سارة " لكي يقول لنا:
سارة التي لم تكن تؤمن بوعد الله، وضحكت على ما قاله لها.. هي نفسها آمنت وأخذت قدرة على الإنجاب في شيخوختها وبعد ممات جسدها، إذ حسبت أن الله صادق وقادر على تتميم وعوده..

واليوم ما يهمّني هو أنك تستطيع أن تضع اسمك مكان اسم سارة، وتقول:
سمير نفسه الذي عاش لسنين طويلة يتخبط في الحزن واليأس.. آمن وأخذ قدرة على الفرح والتمتع بالحياة..
منير نفسه الذي عاش لسنين طويلة في الخوف والقلق.. آمن وأخذ قدرة على التمتع بالسلام والطمأنينة..
فادي نفسه الذي عاش لسنين طويلة عبداً لخطايا وقيود صعبة.. آمن وأخذ قدرة على العيش بقداسة وحرية من كل القيود...

هل تنقصك القوة؟ هل تنقصك المحبة؟ هل تنقصك الحكمة؟ لا بأس.. فاسمه روح القوة والمحبة والبصيرة:
" لأنّ الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح " (2 تيموثاوس 1 : 7).

هل ينقصك الإيمان؟ وتراه أمراً صعباً عليك، وتُدرك أن الحصول على كل ما تحتاجه يحتاج إلى إيمان، لكنك لا تجده بداخلك، وتُدرك أنّه دون إيمان لا يمكن إرضاء الله.. لا بأس.. فاسمه روح الإيمان:
" فإذ لنا روح الإيمان عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت. نحن أيضا نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً " ( 2 كور 4 : 13).

أصرخ إلى الروح القدس في هذا اليوم، وقل له:
"... لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود " (زكريا 4 : 6).
أطلب منه أن يملأك بفيض جديد، بالإيمان.. بأنهار مياه حية، بمواهبه بثمره...
وتواضع تحت يده وقل له كما قالت مريم للملاك: هوّذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك.

لا تستسلم.. حتى ولو حاولت مراراً كثيرة وفشلت.. حتى ولو عملت بهذا التأمل وتأخرت بعض الأمور في أن تتحقق.. استمر وتشجع إنه الطريق الوحيد والصحيح، وحتى لو حوربت من الشيطان استمر واتكل على الروح القدس وسوف يخرجك من كل ما تعاني منه..
للرب كل المجد !!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فَهُم في الواقع أبناء، لأنّه حيث يكون الابن، يكون هناك أيضًا
طبيعي أن الذي يحب أن يكون الأكبر، يكره أن يكون هناك من هو أفضل منه
كنز الصلاة | لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً
وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ
يفشل أن يكون رئيسًا فيحاول أن يكون فرعونا بقلم إبراهيم عيسى


الساعة الآن 11:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024