رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" لكل شيء زمان، ولكل أمر تحتَ السموات وقت، للولادة وقت وللموت وقت، للغرس وقت ولقلع المغروس وقت... للهدم وقت وللبناء وقت، للبكاء وقت وللضحك وقت، للنوح وقت وللرقص وقت... للسكوت وقت، وللتكلُّم وقت... للحرب وقت وللصلح وقت " (جامعة 3 : 1 – 8). لكل شيء زمان، والله هوَ من أعدَّ زمانًا لكل شيء، والخطر هوَ عدم إدراكنا بالأوقات، ومحاولتنا أن نقوم بالأمور وفقًا لتوقيتنا البشري، وعندما نفشل نُلقي بالمسؤولية على الله، ونتفاجأ ونغضب و... لكل أمر تحتَ السماء وقت، فلا ينفع أن تقوم بأمرٍ ما في توقيت تختارهُ أنت، وإن كانَ هذا الأمر جيِّدًا، ومطلوب منَّا من قبل الله بالمُطلق، لأنَّهُ هناكَ أمورًا عديدة يريدنا الله أن نقوم بها، وهوَ قد أعدَّها لنا لكي نسلك فيها أو نقوم بها، لكن في وقتهِ هوَ، وليسَ وقتنا نحن.. أن نحيا خارج توقيتات الله لنا، يُشكل خطرًا كبيرًا علينا وعلى الآخرين، وهذا سوفَ يُبعدنا عن خطَّة الله لحياتنا، وعن تحقيق وعود الله في حياتنا. يُكمل الإصحاح الثالث من سفر الجامعة ليقول: " فأي منفعة لمن يتعب ممَّا يتعب به " (جامعة 3 : 9). فليسَ هناك من منفعة أن نتعب بما نتعب بهِ، إذا لم يكن في وقته !!! لا ينفع أن نقوم بأعمال كثيرة ولو كانت في الظاهر ذو أهميَّة كبيرة، إذا لم تكن في وقت الله. هناكَ وقت للغرس ووقت لقلع المغروس.. هناكَ وقت للحرب الروحية، وهناكَ وقت للتشفُّع، وهناكَ وقت للتسبيح، وهناكَ وقت للجلوس بصمت عند أقدام الرب.. لا ينفع أن تُسبِّح كل الوقت، وتُهمل باقي الأمور.. ولا ينفع أن تُبشِّر كل الوقت وتُهمل باقي الأمور.. لأنَّ الله: " صنعَ الكل حسنًا في وقته " (جامعة 3 : 11). لكي تنجح بما تقوم بهِ، ويكون حسنًا ونافعًا ويأتي بثمر يدوم، لا بُدَّ أن يكون في وقت الله. لا تتعب ولا تُحاول أن تُنجح الأمور، إذا لم تكن في توقيت الله، لأنَّكَ ستهدر وقتك وطاقتك، وبالنهاية ستفشل.. علينا أن نتعلَّم كيفَ نستثمر وقتنا وطاقتنا حسب توقيت الله، علينا أن نضبط ساعاتنا على ساعة الله، فلا نكون متأخرين عنهُ ولا مُتقدِّمين عليه.. " وأجعلهم وما حول أكمتي بركة، وأُنزل عليهم المطر في وقته، فتكون أمطار بركة " (حزقيال 34 : 26). لاحظ معي، فعندما يأتي المطر في وقته.. تكون أمطار بركة.. فكل المُزارعين يقولون: أنَّ الأمطار التي تأتي خارج وقتها، تُتلف الزرع وتؤذي الأشجار !!! " فلا نفشل في عمل الخير، لأنَّنا سنحصد في وقته، إن كنَّا لا نكلُّ " (غلاطية 6 : 9). لا نفشل ولا نتوقَّف عن الغرس وعمل الخير، لأنَّهُ لا بُدَّ أن نحصد.. لكــن.. في وقته. وهنا نرى مكافأة ﭐنتظار توقيت الله.. لكننا في أماكن أخرى نرى خطورة التأخُّر أو ﭐستباق توقيت الله: " لكـن مـن كان طاهرًا وليسَ في سفـر، وتركَ عمـل الفصـح، تُقطع تلكَ النفـس مـن شعبهـا، لأنَّها لم تُقرِّب قربـان الـرب فـي وقتـه، ذلك الإنسان يحمل خطيئته " (عدد 9 : 13). كُن حذرًا من عدم القيام بعمل الرب في وقته، لا قبل التوقيت ولا بعده، بل في الوقت المُحدَّد من الله بالضبط، ولا تستبدل أعمالاً بأعمال أُخرى، مخالفًا توقيتات الله لكل عمل، فلا تغرس وقت القلع، ولا تقلع وقت الغرس، ولا تُحارب وقت الراحة، ولا ترتاح وقت الحرب، فداود الذي كانَ حسب قلب الله، أخطأَ في هذا المجال، ودفعَ الثمن غاليًا، فقد ﭐستراحَ في وقت الحرب، وإليكَ النتيجة: " وكان عند تمام السنة، في وقت خروج الملوك، أنَّ داود أرسلَ يوآب وعبيده معهُ وجميع إسرائيل، فأخربوا بني عمون وحاصروا ربّة، وأمَّا داود فأقامَ في أورشليم، وكـان فـي وقـت المسـاء أنَّ داود قام عن سريـره وتمشـى علـى سطـح بيـت الملك، فرأى من على السطح ﭐمرأة تستحمّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًّا " (2 صموئيل 11 : 1 – 2). وباقي القصة أنَّ داود زنى مع تلكَ المرأة، فحبلت منهُ، فٱضطرَ أن يقتل زوجها، ثمَّ مات الطفل، وثمَّ تعرَّضَ داود لعقاب مُكلف جدًّا من الله.. لم يُحارب في وقت الله بل ﭐستراحَ.. فحاربهُ إبليس وهزمهُ.. فكن حذرًا !!! وعدَ الله إبراهيم أنَّهُ سيُعطيه نسلاً ووريثًا، وقالَ لهُ: " لا يرثك هذا (أي خادمك) بل الذي يخرج من أحشائكَ هوَ يرثك " (تكوين 15 : 4). لكن عند تقدُّم الوقت، وقبلَ تنفيذ الله لوعده، قالت سارة لإبراهيم، أنها لن تستطيع أن تلد لهُ أبناء كونها كانت عاقر، وأقنعتهُ بأن يدخل على جاريتها هاجر، لتلد لهُ ﭐبنًا.. حكمة بشرية.. وتوقيت خاطئ، مبني على العيان والتحليل والمنطق، لكنهُ يفتقر إلى الثقة بالله، وﭐنتظار من وَعَدَ لكي يُتمِّم وعدهُ، في الوقت الذي يختارهُ هوَ.. إحذر من الحكمة البشرية، والتوقيت الخاطئ، لأنَّهُ لن يأتي لكَ سوى بإسماعيل آخر، كما حصل مع إبراهيم وسارة !!! الانتظار والصبر هما علامة ثقة وإيمان، فكلما ﭐزدادت الثقة يزداد معها الصبر وعدم المحاولة لتحقيق الوعود بالطريقة الخاطئة وبالتوقيت الخاطئ.. لأنَّهُ عندما تثق كثيرًا ستفكِّر أقل وستسأل أقل وستحاول بمجهوداتك البشرية أقل.. عندما علمت هاجر أنَّها حبلى: " صغرت مولاتها (أي سارة) في عينيها " (تكوين 16 : 4). لقد نسيت سارة ما يقولهُ سفر الأمثال: " تحتَ ثلاثة تضطرب الأرض، وأربعة لا تستطيع ﭐحتمالها... أَمَةٍ (أي جارية) إذا ورثت سيدتها " (أمثال 30 : 21 – 23). الوعد كانَ من الله لإبراهيم، ولكن من خلال سارة وليسَ هاجر، لقد كانَ الوعد لسارة، لكنَّها لم تنتظر توقيت الله لتحقيقه، فصغُرَت في عيني جاريتها، لأنَّها لم تُدرك أهميَّة التوقيت الذي عيَّنهُ الله، وحاولت ﭐستباق الأمور، وتحقيق وعد الله بحكمتها وبمجهودها. وتُكمل القصة لتقول، أنَّ الله تكلَّمَ مُجدَّدًا إلى إبراهيم وقالَ لهُ: " ... ساراي ﭐمرأتك لا تدعو ﭐسمها ساراي، بل ﭐسمها سارة، وأُباركها وأُعطيكَ أيضًا منها ﭐبنًا، أُباركها فتكون أُممًا وملوك شعوب منها يكونون ". (تكوين 17 : 15 – 16). لذا لا تخف إن شككتَ بوعد الله، ولم تنتظر توقيته وفوَّتَّ عليك ذلكَ الوعد، لأنَّ الرب إمين وإله الفرص الثانية، وسوفَ يُعوِّض عليك.. فالوعـد كـانَ مـن خلال سارة، وسيتحقَّق مـن خلالهـا، لكـن فـي الوقت المُحدَّد.. ولكـن إبراهيـم لم يُدرك ذلكَ في البداية، وقالَ للرب: " ليتَ إسماعيل يحيا أمامك " (تكوين 17 : 18). لكـن إجابة الله كانت: " بـل سارة.. وعهدي أقيمهُ مع إسحاق الذي تلدهُ سارة في هذا الوقت من السنة الآتية ". وﭐنتظرَ الله حتى ماتَ جسد إبراهيم، وماتت كل قدرة إنجاب عندهُ وعند سارة، فحقَّق وعدهُ عندها بالضبط، لأنَّ الجسد لا يستطيع إرضاء الله، ولا ﭐنتظار توقيتاته: " لأنَّ ﭐهتمـام الجسد هوَ عداوة لله، إذ ليسَ هوَ خاضعًا لناموس الله، لأنَّه أيضًا لا يستطيع " (رومية 8 : 7). هل تُريد أن تنتظر توقيت الله صابرًا وواثقًا فيه؟ إذًا أُطلب من الروح القدس أن يُميت جسدك كل يوم !!! ولا تكن مستعجلاً، حتَّى لا تحصل على نتائج مُزيَّفة لوعد صادق !!! " وﭐفتقدَ الرب سارة كما قال، وفعلَ الرب لسارة كما تكلَّمَ، فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ﭐبنًا في شيخوخته، في الوقت الذي تكلَّمَ الله عنهُ ". (تكوين 21 : 1 – 2). في شيخوخته.. نعم.. لكن لأنَّهُ الوقت المُحدَّد من الله، لم تقف تلكَ الشيخوخة عائقًا أمام الإنجاب، لأنَّهُ توقيت الله، وهوَ الذي لا يعسر عليه أمر.. لماذا هذا الوقت وليسَ قبل أو بعد؟ لستُ أدري بالتحديد، ويُمكنك دائمًا أن تسأل الله، فربما يُجيبك ويشرح لكَ، وربما لا يُجيبك ويطلب منكَ أن تثق فقط، ويقول لكَ ليسَ المطلوب أن تعرف كثيرًا.. بل أن تثق كثيرًا.. لأنَّهُ دون إيمان لا يُمكن إرضاؤه.. وليسَ دون معرفة لا يُمكن إرضاؤه !!! ولو ذهبنا معًا إلى رسالة غلاطية، لأدركنا أيضًا أنَّ مجيء الرب يسوع إلى أرضنا لفداء البشرية، كانَ لهُ وقتًا مُحدَّدًا بدقة من الله: " ولكن لمَّا جاءَ ملء الزمان، أرسلَ الله ﭐبنهُ... " (غلاطية 4 : 4). وُلِدَ الرب في اليوم الذي كان ينبغي أن يولد فيه، لا قبل ولا بعد أبدًا.. لا ندري لماذا جاء الرب في هذا الوقت بالتحديد، لكنني أؤمن أنَّهُ كانَ هناكَ أمورًا في العالم الروحي ينبغي أن تحصل وتتحقَّق قبل مجيء الرب.. وعندما يقول بولس الرسـول " عند ملء الزمان " فهذا يعني أنَّ الزمان لم يكن قد ﭐكتملَ بعد لكي يأتي الرب، ويكون مجيئه وفقًا لتوقيت الله، وبحسب خطة الله.. ولو تأملنا بحياة الرب على أرضنا، لاكتشفنا بشكل واضح أنَّهُ كانَ يتحرَّك بحسب توقيت الآب.. بدأَ الرب خدمتهُ في توقيت مُعيَّن: " وفي ذلكَ الزمان ﭐبتدأَ يسوع يكرز ويقول: قد كَمُلَ الزمان وﭐقتربَ ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " (متى 4 : 17 ومرقس 1 : 15). وقبلَ أن يبدأ خدمتهُ ﭐقتادهُ الروح إلى البريَّة، فصامَ أربعينَ نهارًا وأربعينَ ليلة.. لا تنسى أنَّهُ هناك تحضير وتنقية وتجارب ينبغي أن تُواجهها قبل البدء بأي أمر، فتوقيتات الله ليست عشوائية أو صدفة، بل هناك قصد وهناكَ ﭐنتظار لاكتمال الزمن، أي الزمن المناسب لكل واحد منَّا.. فإن كنتَ تسير وفقًا لتوقيت الله لحياتك، أي في الطريق الصحيح والآمِن، فلن ينجح أي شيء في إعاقة تحقيق وعود الله لكَ، أو لتحقيق مشيئة الله في حياتك: ليسَ من حكمة، ولا من مشورة، ولا من فطنة بقادرة على مقاومة الله " (سفر الأمثال 21 : 30). لم تكن ساعتهُ قد جاءَت بعد: " فطلبوا أن يُمسكوه، ولم يُلقِ أحد يدًا عليه، لأنَّ ساعته لم تكن قد جاءت بعد " (يوحنا 7 : 30). وعندما جاءَت الساعة: " أمَّا يسوع قبلَ عيد الفصح، وهو عالمٌ أنَّ ساعتهُ قد جاءت... " (يوحنا 13 : 1). كانَ الرب يتحرَّك وفقًا لتوقيت الآب، ولذلكَ كانت خدمتهُ ناجحة ومؤثِّرة، وقد فعلَ ذلكَ ليكون مثالاً نحتذي بهِ.. وسر نجاحك في معرفة توقيت الله والتحرك بهِ، يأتي من خلال العلاقة الحميمة واليومية معهُ، وذلكَ لكي يُرشدك ويقودك على الدوام.. أُصبر لهُ وﭐنتظرهُ ولا تيأس.. لأنَّهُ مكتوب: " لأنَّ الرؤيـا بعـد إلى الميعاد، وفي النهاية تتكلَّم ولا تكذب، إن توانت فٱنتظرها، لأنَّها ستأتي أتيانًا ولا تتأخَّر " (حبقوق 2 : 3). لأنَّها لو توانت.. فهيَ ستتوانى بالنسبة لكَ فقط.. لكنها لن تتوانى بالنسبة لله.. بل ستتحقَّق في وقت الله.. وعندها ستأتي أتيانًا أي بسرعة هائلة.. لا تتمسَّك بإسماعيل.. بالأمور المُزيَّفة.. أمور ليست في وقت الله.. أمور من صنع بشر وحكمة بشرية.. ﭐنتظر إسحاق.. ﭐنتظر الله.. ﭐنتظر وعوده.. تمسَّك بإسحاق لأنَّهُ ولو توانى سيأتي أتيانًا ولن يتأخَّر.. وعندما سيأتي سيجلب معهُ النسل الكثير.. الذي إن ﭐستعطتَ أن تعد نجوم السماء ورمل الشاطئ، ستستطيع أن تعد نسله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فـ إن توانت فأنتظرها |
إن توانت فانتظرها |
إن توانت فانتظرها |
ان توانت فانتظرها |
إن توانت فأنتظرها |