رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محاضرات في الخدمة ماهي الخدمة روحيا لقداسة البابا شنودة الثالث ليست الخدمة مجرد تدريس أو تعليم, وإلا كانت عملا عقليا بحتا والخادم ليس هو مجرد مدرس, ولا مجرد حامل معلومات ينقلها الي آذان وأذهان تلاميذه... فما هي الخدمة إذن. 1- الخدمة محبة إنها محبة تملأ قلب الخادم نحو الله وملكوته, ونحو الناس وبخاصة الصغار منهم. هو يحب الله, ويريد أن الجميع يحبونه. وهو يحب الناس, ويريد أن يوصلهم الي الله... وتعبيره عن هذه المحبة التي في قلبه, هو الخدمة وفالخدمة هي نتيجة طبيعية لشئ أعظم من الخدمة, هو المحبة. الخدمة اذن هي حب في القلب, فاض علي هيئة خدمة. هي شهوة في قلب الخادم, أن يوصل الناس إلي الله علي قدر ما يستطيع, وبخاصة الذين ائتمن علي خدمتهم. وإذا خلت الخدمة من الحب, تصبح خدمة جافة , وعملا روتينيا, أو عملا آليا خاليا من الروح. وتتحول إلي مجرد تدريس معلومات. أو الي مجرد نشاط علمي أو نشاط اجتماعي. أما عندما نحب المخدومين كما يحبهم الله, وعندما نحبهم كما يحبنا الله... فحينئذ نصل الي مثالية الخدمة... وما دمنا لانستطيع أن نصل الي هذه الدرجة من الحب .. فلنحاول أن تمتلئ قلوبنا بالحب نحو المخدومين, علي قدر ما تتسع قلوبنا للحب.... وإذا تأملنا خدمة السيد المسيح, نجد دعامتها المحبة. فقد قيل عنه إنهأحب خاصته الذين في العالم,أحبهم حتي المنتي (يو 13:1). وحتي عمل الفداء, قيل عنه أيضاهكذا أحب الله العالم, حتي بذل ابنه الوحيد, لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية (يو3:16). وأنت: لا تستطيع أن تكون ذا تأثير روحي في إنسان, إلا إذا كانت هناك محبة بينك وبينه. وبهذه المحبة, يثق بك, ويقبل كلامك, ويفتح لك قلبه, فتعرف احتياجاته الروحية. وبكل ذلك يمكن أن توصل إلي الله وملكوته... الخادم إذن في مدارس الأحد, هوإنسان محب ومحبوب. يحب تلاميذه, وتلاميذه يحبونه. ويحب الخدمة, وتسري محبتها في قلبه وفي كل كيانه. الخادم الذي يحب مخدوميه, تكون خدمته لهم ممزوجة بالعاطفة: أذا غاب واحد منهم, يحزن لغيابه, لأنه مشتاق اليه, وقد حرم منه في ذلك الأسبوع. وإن حضر في فصله 28 تلميذا من ثلاثين, يكون مشتاقا الي الاثنين الباقين. وعنما يفتقد أحد تلاميذه, تظهر عاطفته في الافتقاد. ليست خدمته خدمة رسميات ولا شكليات, بل محبة لله والناس. وهو في كل نشاط خدمته, لا يركز علي ذاته, لكي يبدو أمام نفسه خادما صالحا وأمينا في الخدمة, وليس خوفا من محاسبة الله له, إنما يخدم حبا لمخدوميه. وعندما يحضر درسا, يكون كل همه أن يعطي تلاميذه كل ما عنده. لذلك يبحث علي القصص التي يسرون بسماعها. ويجمع كل الأفكار النافعة لهم, وكل المعلومات المشوقة... لا لكي يكون الدرس ممتازا ومثاليا, وإنما لأن المحبة من طبيعتها إسعاد الآخرين والعمل علي منفعتهم, والتعب والبذل لاأجل ذلك. 2- الخدمة عطاء للكل الخدمة هي طبيعة عطاء عند الخادم يفعل ذلك بلا تغصب, ولا يضغط علي إرادته لكي يخدم. بل يفعل ذلك بتلقائية وبحكم طبيعته... مثلما الشجرة من طبيعتها أن تعطي ظلا أو زهرا أو ثمرا, وللكل... وأيضا مثلما الينبوع من طبيعته أن يعطي ماء وريا, وللكل هكذا الخادم من طبيعته أن يعطي حبا وتعليما وافتقادا أو مواساة ومعونة للكل... يعطي لكل أحد, في كل مناسبة, وفي كل مكان في البيت في محيط الأسرة. وفي محيط الدراسة أو العمل, وفي الكنيسة, وفي النادي, في كل مكان ... إنه.. كسيده- يجول يصنع خيرا(أع 10:38) ... كل إنسان يقابله في الحياة, أو كل إنسان يلقيه الله في طريق حياته, يحاول التعبير بطريق غير مباشر... أن يعمل معه عملا يقربه الي الله بالأكثر... الخدمة إذن هي خير متحرك هي خير متحرك نحو الناس , يدفعهم الي الله, بكافة الطرق:بكلمة منفعة, أو بركة, أو معونة. يتحرك بها قلب الخادم نحو سائر القلوب حيثما يلتقي بهم. ذاته ليست ثمينة عنده... وهو لا يركز عليها. إنما يبذلها بذلا لأجل خير الناس... 3- الخدمة هي غذاء الروح غذاء يقدمه الخادم لأرواح مخدوميه, ليشبعهم بكلمة الله الصالحة. حسبما قال الرب يا تري من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده علي عبيده, ليعطيهم طعامهم في حينه...(لو12:42)... يعطيهم وجبة دسمه من الكتاب والتأملات وسير القدسين, ومن التراتيل والألحان , بل ومن اللاهوت والعقيدة... كل ذلك في أسلوب روحي مبسط محبب للنفس, يربطهم بالله وبصفاته الجميلة... ولعل سائلا يسأل. كيف يستطيع خادم أن يقدم وجبة روحية دسمة لأولاده, في ساعة واحدة كل أسبوع؟ والجواب هو أن التأثير الروحي لا يركز علي طول الوقت وإنما علي قوة الكلمة... الكلمة الروحية الصادرة من لسان روحي يتكلم روح الله من فمه. أو كلمة الله القوية الفعالة, التي شبهها الكتاب بسيف ذي حدين. إن كلمة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس في الكنيسة, غيرت حياته كلها . وصارت سببا في إيجاد حياة ملائكية في الكنيسة كلها ... الخدمة لا يعوزها الكلام الكثير , إنما الكلام الروحي المؤثر ..... الكلام الذي يحمل قوة الروح , القوي في إقناعه وفي تأثيره, والذي يدفع إلي التنفيذ . أما الخدمة التي لا تأثير لها ولا روح , فإنها تشبه بذارا فقدت أجنتها... والمطلوب هو الخدمة التي تدخل إلي العمق , وتحرك القلب , وتعمل عملا وتكون لها قوة دافعة.... 4- الخدمة هي غيرة مقدسة هي شعلة من النار داخل القلب , تجعله ملتهبا بمحبة الناس, والسعي إلي خلاصهم. بحيث لا يهدأ إلا اذا استطاع توصيلهم إلي الله . وكما قال المرتل في الزمور غيرة بيتك أكلتني . وكما قال القديس بولس الرسول من يعثر, وأنا لا ألتهب؟!(2 كو 11:29) فالذي يحب الناس, وتملكه الغيرة نحو خلاص نفوسهم , لا تتقيد خدمته بمجموعة معينة, بل يحب الكل, ويخدم الكل.. ويضع أمامه قول الرسولصرت للكل كل شئ لأخلص علي كل حال قوما (1كو 9:22) هذا من جهة الخادم, وماذا عن الله؟ 5- الخدمة هي عمل الرب نفسه الخدمة هي عمل روحي . فهي أصلا من عمل الله نفسه. لأن الله هو الراعي الصالح (يو 10:14,11). وهو الذي قال أنا أرعي غنمي وأربضها.... وأطلب الضال, وأسترد المطرود, وأجبر الكسير, وأعصب الجريح(خر 34:16,15). وعنه قال داود النبي الرب لي راع, فلا يعوزني شئ(مز23). وإنه تنازل من الله ان يشركنا معه في العمل وفي الاهتمام بأولاده. وإنه قادر أن يقوم وحده بكل عمل الرعاية والاهتمام. ولكنه من فرط تواضعه منحنا أن نعمل معه في هذا المجال , تبارك اسمه... واستطاع بذلك القديس بولس الرسول أن يقول عن نفسه وعن زميله أبللوس :نحن عاملان مع الله(1كو 3:9) ومن هنا كانت الخدمة هي شركة مع الروح القدس. الروح القدس هو الذي يعمل لبناء الملكوت, ونحن مجرد ألات في يديه. يعمل فينا, ويعمل بنا, ويعمل معنا. يعطي كلمة للمتكلمين, ويعطي تأثرا للسامعين . وما الخادم سوي أداة في يد الروح..... أما اذا كانت الخدمة مجرد عمل بشري, فإنها تكون باطلة بلا نفع... لذلك نقول عن العظة: نسمع كلمة الرب من فم (فلان)... لأنه حسب قول الرب لستم أنتم المتكلمين, بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم (متي10:20) . ولذلك ما أجمل ما قيل عن كل رسالة من الرسائل المقدمة إلي الكنائس السبع التي في آسيامن له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس(رؤ3,2). ونحن نفرح بعبارة ما يقوله الروح... إنها تعطي معني للخدمة هو : 6- الخدمة هي جسر بين الله والناس ليتك تكون جسرا صالحا في خدمتك, توصل ما يقوله الروح... الخدمة هي جسر يوصل الناس الي الله, أو جسر تنتقل عليه عطايا الله الي الناس ... فالخادم الروحي هو الذي يأخذ من الله ليعطي تلاميذه. لا يعطي من ذاته .لأن الرب أمر أن لا تقدم علي المذبح نار غريبة, بل النار المقدسة التي نزلت من عند الله. الخدمة تشبه بسلم يعقوب الواصل بين السماء والأرض هذا الذي قيل عنه إن ملائكة الله صاعدة ونازلة عليه(تك 28: 12) صاعدة بطلبات الناس , ونازلة بالاستجابة من عند الله.. ألم يقل الرباسألوا تعطوا(متي 7:7). هنا الملائكة صاعدة بكلمة( اسألوا) , ونازلة بكلمة (تعطوا). هكذا الخدام في خدمتهم كملائكة الله في السماء .... يرفعون صلواتهم الي السماء, لكي يعطيهم الله كلمة عند افتتاح أفواههم(ان 6:19) ومن سلم يعقوب تنزل إليهم الكلمة التي يقولونها لأولادهم وتلاميذهم... وهم في ذلك يتشبهون بالملائكة. 7- فالخدمة هي عمل الملائكة والرسل هكذا قال القديس بولس الرسول عن الملائكة :أليسوا جميعا أرواحا خادمة, مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص(عب 1:14). وقال عن نفسه وعن سائر الرسل إن الربأعطانا خدمة المصالحة... إذن نسعي كسفراء للمسيح, كأن الله يعظ بنا . نطلب عن المسيحتصالحوا مع الله(2 كو 5 : 20,18) . وبعد, إن موضوع الخدمة موضوع طويل, سأحاول أن أتابعه معك في الأسبوع المقبل وما بعده, إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
13 - 05 - 2012, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
ميرسي كتير لموضوعك الجميل ربنا يباركك |
||||
24 - 08 - 2016, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: محاضرات في الخدمة لقداسة البابا شنودة الثالث29 نوفمبر 2009
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|