منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 07 - 2013, 03:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

هوشع والعهد المنقوض
هوشع والعهد المنقوض
لم يقف هوشع ، وهو يتحدث عن الخطية ، عند بعض مظاهرها السلبية أو الإيجابية، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ، إلى نبعها التعس القذر ، ورآه فى نقض العهد مع اللّه ، ... ومن المؤكد أنه وهو يكتب وثيقة الاتهام قائلا : « اسمعوا قول الرب يابنى إسرائيل . إن للرب محاكمة مع سكان الأرض » ( هو 4 : 1 ) ، لم يكن يكتب هذا الاتهام بقلمه ولسانه فحسب ، بل كتبه ، أكثر من ذلك ، بحياته ومأساته ، ولقد استمد من ذوب هذه الحياة الحزينة مداد وثيقته الدامغة ، ... أجل ، فإن هوشع صالح بقول الرب من أعماق نفسه الممزقة الدامية ، ... وهو بذلك يعطينا صورة للخادم العظيم المثالى ، الذى لا يبقى على شئ فى حياته دون أن يقدمه على مذبح الرب ، ... فالحياة والخدمة والشرف والكرامة ، وكل مقومات النفس الإنسانية فى أعظم وأرهب وأدق وأروع وأقسى أوضاعها ، ينبغى أن توضع على المذبح النارى فى كل ولاء وخضوع وتسليم دون تردد أو تذمر أو تقهقر أو تراجع !! ..
كانت خطية إسرائيل الأولى ، أو بالحرى ، نبع كل خطاياها ، هى - التعدى على عهد اللّه ونقضه ، كما تعدت جومر بنت دبلايم على عهد الحياة الزوجية مع زوجها هوشع !! .. ولم يقف النبى عند هذه الصورة الخاصة به ، بل رمى ببصره إلى الوراء ليراها خطية الإنسان الأولى فى الحياة : « ولكنهم كآدم تعدوا العهد هناك غدروا بى» " هو 6 : 7 " والنبى يريد أن يذكر الشعب بأن اللّه صنع مع إسرائيل ما صنع مع الأبوين الأولين ، إذ يسر لهما كل سبل الحياة ، وأودعهما جنة جميلة بهيجة ظليلة ، ولكنهما مع ذلك ، تجاوزا عهده وخانا وصيته ، وهكذا الإسرائيليون الذين أحسن اللّه إليهم وظللهم بحياة البهجة والنعمة والرضى ، ولكنهم مع ذلك تمردوا عليه ، وخانوا العهد الذى قطعه بينهم وبينه !! .. فإذا استطاع الإنسان أن يغدر بالعهد مع اللّه ، فلا يمكن أن يستقيم أو يستقر فى عهده مع أخيه الإنسان ، وسيبعد عن كل وفاء مع اللّه أو الناس على حد سواء ، ومن ثم ، سيرتكب كافة الخطايا سواء كانت سلبية أو إيجابية ، وحق لهوشع أن يرى من الوجهة السلبية الفضائل الضائعة : « لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة اللّه فى الأرض » " هو 4 : 1 " والأمانة موقف الإنسان من نفسه ، والإحسان موقفه من الآخرين ، ومعرفة اللّه موقفه من الذات العلية المباركة !! ... والخطية فى الواقع ليست وقفاً على ارتكاب الإنسان للرذائل والآثام والشرور بل هى أولا وقبل كل شئ ترك الواجب النبيل العظيم ، أو كما وصفها الرسول يعقوب : « فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له » " يع 4 : 17 " كانت صلاة الأسقف أثر : « ربى اغفر لى خطايـا النسيان والإهمال » ..
وما أسرع ما جاءت الخطايا الإيجابية فى إثر الخطايا السلبية ، فعجت الأرض بخطايا رهيبة : « لعن وكذب وقتل وسرقة وفسق . يعتنفون ، ودماء تلحق دماء » " هو 4 : 2 " وهل هناك مجتمع أشر وأقسى من مثل هذا المجتمع الفائض بالمرارة والخداع والأغتصاب والنهب والعنف وإراقة الدماء ، وفى مثل هذا المجتمع يتساوى رجل الشارع والكاهن والنبى ، فالكل قد ضلوا وزاغوا وليس لأحد امتياز على آخر ، ولا يستطيع أحد أن يحاكم آخر أو يعاقب آخر ، لأن الكل فى الموازين إلى فوق ، وعلى حد سواء ، ألم يرفض الكاهن المعرفة ، وينسى الشريعة ؟ ، وقد هلك الشعب لعدم المعرفة ، وتعثر الجميع فيما انتهوا إليه من شرور ؟ ! ..
وقد تعاظمت المأساة ، لا بالخطية وحدها ، بل أكثر من ذلك ، بتلك القطرات القليلة من التوبة الزائفة ، إذ أن العقاب عندما حل بإسرائيل ، حاولوا التوبة ، ولكن توبتهم كانت ضعيفة وقتية ، أشبه بسحاب الصبح أو الندى الذاهب سريعاً : « فإن إحسانكم كسحاب الصبح وكالندى الماضى باكراً » .. " هو 6 : 4 " وعيب هذه التوبة أنها تبدو جميلة المظهر ضائعة المخبر ، وأليست هذه توبة الكثيرين الذين إذ يسمعون الكلمة يقبلونها بفرح ولكن ليس لهم أصل فى ذواتهم ؟؟ فما أسرع ما تضيع وتتلاشى وتنتهى!! . مثل هذه تقرضها وتقرض أصحابها أقوال الأنبياء إذ تشهد عليهم بالعقم والكذب وعدم الأثر : « لذلك أقرضهم بالأنبياء اقتلهم بأقوال فمى والقضاء عليك كنور قد خرج » .. " هو 6 : 5 "
ولم ينسى هوشع أن يتحدث عن التوبة الصحيحة الصادقة ، والتى فيها يدعو أبناء شعبه للعودة إلى الرب ، دعوة جماعية : « هلم نرجع إلى الرب » " هو 6 : 1 " والدعوة الجماعية أساس كل قوة وحياة ونهضة ، لأن الأفراد فى العادة يتشجعون بعضهم بالبعض ، وتسير فيهم موجة عارمة كالتى حدثت يوم الخمسين ، عندما آمن عدد كبير فى يوم واحد ، ... والذى يشجع على العودة أن عقاب اللّه وتأديبه لأولاده ، لم يقصد به قط الانتقام ، بل هو عقاب الأب لابنه ، وأنه بعد أن يفترس يريد أن يشفى ويعالج الجروح التى حدثت فينا ، وبعد أن يضرب يريد أن يجبر الكسور التى ألمت بنا!! ... وهو على استعداد أن يقصر فترة العقاب ، فلا تزيد عن يومين ، أو فى عبارة أخرى ، لا تزيد عن فترة قصيرة جداً ... بل أكثر من ذلك ، هو على استعداد أن يأخذ مكاننا فى الألم . والمفسرون اليهود والمسيحيون متفقون على أن العبارة : « يحينا بعد يومين فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه » تحدث عن المسيح المنتصر المقام ، وإن كنا نحن نرى فيها ، على خلافهم ، الام الصليب التى تسبق القيامة ، ... على أن العودة إلى الرب لا يمكن أن تتم إلا بالمعرفة الفكرية والاختبارية له : « لنعرف فلنتبع لنعرف الرب » " هو 6 : 3 " أو فى لغة أخرى ، ينبغى أن نعرف الرب بعقولنا ، ولكن هذه المعرفة ينبغى أن يلحق بها ، ويتبعها على الدوام السير وراء الرب ، وقد أراد النبى أن يشجع هذا السلوك ، فبين أنه سيصحب ببركة الرب ، إذ أن اللّه يأتى إلى شعبه ليرويه كما ترتوى الأرض الجافة بالمطر المتأخر الذى طال انتصاره ... ولعل النبى خاف أن يكون هذا السلوك مجرد طقوس وفرائض ، فبين أن اللّه يهتم بالرحمة أكثر من الذبيحة ومعرفته أكثر من المحرقات : « إنى أريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة اللّه أكثر من محرقات » "هو 6 : 6 " إن الرحمة هى الحياة الخفية للإنسان التقى والمعرفة هى التتبع السليم لوصايا اللّه !! ..
فإذا رفض الإنسان التوبة ، وسلك فى عناد قلبه ، فإن العقاب سيكون الجزاء القاسى الرهيب الذى سيتناول الأرض والحيوان والناس ، أما الأرض فتصاب باللعن والقحط والجدب ، والحيوانات والطيور والأسماك ستذيل وتنتزع نتيجة للمجاعة والجفاف ، وكما حدث فى أيام آدم إذ لعنت الأرض بسببه ، وفى أيام نوح إذ أغرق الطوفان الإنسان والحيوان وكل شئ معاً ، هكذا فى أيام هوشع ، وفى كل الأيام ، هناك علاقة ثابتة بين الإنسان وسائر المخلوقات فبركته بركتها ، ولعنته لعنتها ، وذلك وفقاً لناموس العلاقة القائمة بينهما ... لذا ينبغى أن نتوقع دائماً ضياع الخير والدسم والبركة من الأرض كلما ازداد الناس إمعاناً فى الشر والإثم والخطية ، ... أما الناس أنفسهم فسيكون عقابهم من كل جانب ، ومن كل لون من ألوان حياتهم ، أذ سيتناول الصحة فتذبل أجسامهم ، والطعام عندما تجدب الأرض ، وتقل المخلوقات فيها ، ... والنعمة عندما يرفضون النصيحة والإرشاد وكلمة اللّه ، وعندما يضل الأنبياء والكهنة فيهم ،... والكرامة عندما تسرى بينهم الضعة والهوان ، والخراب عندما يلحق بأمهم إسرائيل : « وأنا أضرب أمك » " هو 4 : 5 " وعندما يبصر الناس كل هذا قد يقول قصار البصر والمعرفة والإدراك إنها الصدفة أو الظروف السيئة أو يد آشور التى عاثت فى الأرض فساداً ، ... وأما هوشع فيؤكد أنها يد الرب إذ : « أن للرب محاكمة مع سكان الأرض » .. " هو 4 : 1 " ..
رد مع اقتباس
قديم 28 - 08 - 2013, 07:22 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هوشع والعهد المنقوض

ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
  رد مع اقتباس
قديم 31 - 08 - 2013, 09:06 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هوشع والعهد المنقوض

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بطلب منك هوشع لو كنت جومر و لو كنت هوشع اديني جومر
هوشع وجومر ( هوشع 1: 2 )
سفر هوشع والعهد الجديد
هوشع والعهد الجديد
الرب يأمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى هوشع 1عدد 2-3


الساعة الآن 11:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024