لماذا ينجح الأشرار ويعانى الأبرار
ولكني دائمًا معك. أمسكت بيدي اليُمنى. برأيك تهديني، وبعدُ إلى مجدٍ تأخذني ( مز 73: 23 ، 24)
وَرَدت هذه العبارة المُعزية في مزمور73،
وهو المزمور الذي كتبه آساف بعد مُعاناته وحيرته التي سجلها في المزمور،
بسبب نجاح الأشرار ومُعاناة الأبرار. وهي مشكلة مزدوجة:
لماذا يعاني الأتقياء في هذه الحياة؟ ولماذا في مقابل هذا، يهنأ الأشرار في الحياة ويسعدون؟
ولقد ظل آساف في حيرة وارتباك، في مرارة ومُعاناة حتى دخل مقادس الله.
والواقع أنه لا مكان لنتعلم الدروس الروحية الحقيقية إلا في المقادس.
هناك تنحني الإرادة الذاتية، وهناك يُعرف الله ويُقدَّر، هناك لا يعود القلب يُخدع ببُطل العالم وزيفه،
هناك نعرف صفات الله أنه صبور، ولكنه بار. يمهل ولكنه لا يهمل.
قد يكون شخص أمامنا في منتهى الصحة بحسب الظاهر،
لكن الطبيب بعد أن يكشف عليه بالأشعة، يعلم أنه في أيامه الأخيرة.
الظاهر لا يقول ذلك، ولكنها الحقيقة المُستترة عن العيون.
أو قد يلمع المعدن مؤكدًا أنه ذهب، ثم يفحصه الخبير فيكتشف أنه لا يساوي شيئًا.
المظهر يقول شيئًا، ولكن الحقيقة شيء آخر.
إن مظهر الناس الأشرار يُغري، لكن هذا المظهر هو في الحقيقة محض زيف.
أما حقيقتهم فهي مؤسفة للغاية. فلا سلام لقلوبهم في الدنيا،
لأنه «لا سلام قال الرب للأشرار» ( إش 48: 22 ).
ثم هناك تعاسة وعذاب أبدي في الآخرة. وأيام العمر تمر بهم سريعًا.
ولقد سجَّل آساف هذه الحقيقة الخطيرة عنهم إذ قال:
«كحلم عند التيقظ يا رب، عند التيقظ تحتقر خيالهم» (ع20).
الحياة تمضي سريعًا كحلم، وماذا بعد أن يستيقظ الأشرار؟
والأبرار أيضًا تمر بهم الأيام سريعًا، وسيستيقظون،
ولكن طوباهم في ذلك الصباح المجيد، فعندما يستيقظون سيشبعون بمنظر الرب.
وحقًا ما أرهب استيقاظ الأشرار ليُفاجأوا بالحقيقة المُرّة!
وما أسعد استيقاظ المؤمنين ليستمتعوا مع الرب بالأبدية السعيدة!
اخى ..اختى ..
أن الرب في صلاحه ما زال متمهلاً عليك. كثيرون انتهت حياتهم،
واستيقظوا ليواجهوا الحقيقة الرهيبة. وأما بالنسبة لك، فما زال يوم النعمة ممتدًا أمامك،
ولو أن أحدًا لا يعلم متى ينتهي هذا اليوم،
فأين أنت من إلهك؟ هل تصالحت معه؟