رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المجوسي الرابع هذه قصة من التقليد الكنسي القديم، غالبا هذه القصة مجرّد أسطورة، لكنها تحمل معاني سامية. تحكي إحدى القصص القديمة إن المجوس الذين زاروا يسوع كانوا في البداية أربعة مجوس وليس ثلاثة ، انطلقوا مع بعضهم من ارض المشرق وهم يحملون الهدايا للطفل يسوع الملك المولود في ارض اليهودية ، كان كل منهم يحمل هدية خاصة وثمينة ينوي تقديمها ليسوع ، كان الأول ينوي تقديم الذهب والثاني اللبان والثالث المر أما الرابع الذي تدور حوله قصتنا فكان ينوي تقديم ثلاثة جواهر ثمينة جدا وغالية ، انطلق الرفقاء الأربعة في الرحلة نحو الأراضي البعيدة التي لم يكن لديهم دليلا يقودهم إليها سوى نجم غريب لامع عرفوا من خلال التنجيم انه الإشارة إلى ميلاد الملك العظيم. وفي الطريق التقى المجوس بطفل وطفلة يتيمين كانا يرتجفان من البرد الشديد ولم يكن لهم مأوى أو مال ليستأجرا مكانا للمبيت ، أجتازهم المجوس الثلاثة دون أن ينتبها لوجودهما على قارعة الطريق ، أما المجوسي الرابع فرق قلبه لهما وتوقف ليعرف ما قصتهما ، فعرف إنهما يتيمان وقد طردهما صاحب البيت بعد أن توفي والديهما بالمرض ولم يعد لهما مكانا ليبيتا ، فرق قلب المجوسي الرابع لهما وفكر كيف يساعدهما ، لم يكن هناك سوى المجوهرات الثلاثة الثمينة ففكر في أعطائهما إحداهن ، ولكنها جوهرة الملك ، كيف سيعطيهما إياها ؟ ولكنه بعد تفكير قليل قرر إعطائهما إياها قائلا في نفسه " على أية حال هو لن يعرف كم جوهرة نويت أن أقدم له " ، ذهب المجوسي وباع الجوهرة واستأجر بيتا للطفلين واشترى لهما طعاما وحطبا ثم أعطاهما ما تبقى من ثمن الجوهرة ليصرفا منه . ثم أسرع للحاق برفقائه اللذين كانوا قد ابتعدوا مسيرة يوم كامل عنه . بعد مسيرة يوم واحد وصل إلى قرية صغيرة فسأل فيها عن رفقائه فاخبروه أهلها بان المجوس الثلاثة قد اجتازوها مسرعين فقرر الإسراع للحاق بهم إلا انه توقف عند أرملة تبكي بحرقة شديدة في احدى زوايا الأزقة ، فتوقف عندها وسألها : ما الذي يبكيك يا امرأة؟ فأجابته : ابني الوحيد مريض وليس لدي مال لأخذه للطبيب أو اشتري له الدواء فهو سيموت لا محالة ، فرق لها قلب المجوسي وفكر بإعطائها إحدى الجوهرتين إلا انه تردد قليلا وقال في نفسه " إنهما جوهرتا الملك ولكن يا ترى ألا يمكنني إعطاء إحداهما لهذه المرأة المسكينة ؟ ، لا أظن انه سيعرف بذلك ، على أي حال سيتبقى له جوهرة واحدة وهي غالية بما فيه الكفاية ليقبلها " فاخذ المجوسي الجوهرة الثانية وباعها واخذ طفل الأرملة إلى الطبيب ثم اشترى له الأدوية وأعطى ما تبقى من ثمنها لها ثم انطلق مسرعا ليلحق برفقائه ، وقبل أن يصل إلى مشارف بيت لحم اجتاز في إحدى القرى على الطريق وبينما هو يسير في الطريق الرئيسي مسرعا استوقفه رجل زاحف على الأرض تبدو عليه إمارات الفقر المدقع والحاجة الشديدة واخذ يتوسل إليه قائلا " يا سيدي يبدو انك رجل نبيل أرجوك ساعدني ، أتوسل إليك " واخذ الرجل يبكي كما يبكي الأطفال فحن عليه المجوسي وقال له " كيف أساعدك ؟" فأجاب الرجل " يا سيد ، أنا رجل مقعد وقد منعني المرض من العمل فاستدنت بعض المال من احد الأغنياء لكي أسد حاجة بيتي ، إلا إن الرجل الغني استغل الدين الذي علي وهو ألان يريد أن يأخذ ابنتي الصغيرة جارية له وان يجعلني وبقية أفراد العائلة عبيدا لديه ، والدين ثقيل لا استطيع دفعه ، فان كنت تستطيع أن تساعدني بشيء فأرجو أن تنظر إلي بعين الرحمة والإحسان " نظر المجوسي إلى الرجل البائس الممتد قرب قدميه فأحس بالشفقة الشديدة عليه وفكر كيف له أن يساعده؟ مد يده داخل حقيبته ، كانت لا تزال هناك جوهرة واحدة ، فلمسها برفق وفكر مع نفسه قائلا " ما العمل ؟ لم يتبقى لدي سوى هذه الجوهرة وهي الشئ الوحيد الثمين الذي لدي لأقدمه للملك ، ولكن هذا الرجل بحاجة إليها " بعد تفكير طويل قال المجوسي للرجل " أسف لا استطيع مساعدتك بشيء " ومضى في طريقه ليكمل الطريق ، إلا أن صورة الرجل وعائلته قفزت أمامه وكان هناك صوت في داخله يدعوه إلى العودة وإعطاء الجوهرة للرجل ، ففكر في نفسه " ما الذي سأقدمه للملك ؟ لاشيء ؟!!! هل يليق أن ازور ملكا عظيما دون أن أقدم له هدية ؟ حسنا سوف أعطي الرجل الجوهرة ولن اذهب لزيارة الملك ، لقد سبقني رفاقي على أية حال وسوف يخبرونني عنه عندما يعودون " اخرج المجوسي الجوهرة من الحقيبة ونظر إليها بحزن شديد ، إلا أن صورة الرجل وعائلته وابنته قفزت مرة أخرى أمام عينيه فرجع مسرعا وأعطى الجوهرة للرجل قائلا له " خذ أيها الرجل الطيب هذه الجوهرة وبعها ، أنها ستكفي لتسديد ديونك وسيتبقى لديك ما يمكنك من بدء عمل صغير تسد به رمق عائلتك دون أن تستدين " اخذ الرجل الفقير الجوهرة وهو غير مصدق واخذ بتقبيل يدي المجوسي ، إنها أكثر مما كان يحلم . ابتسم المجوسي ابتسامة حزينة ورغم شعوره بالحزن لعدم قدرته على رؤية الملك الا انه شعر بالارتياح لما فعله من خير في الطريق واخذ يفكر في طريق العودة وكيف سيفتقده رفقائه ، وبينما هو يهيئ نفسه للرجوع إلى طريق العودة سمع صوت النجم اللامع الذي كان لازال يسير معه قائلا : " أيها المجوسي ، اذهب إلى زيارة الملك " فنظر المجوسي بحزن إلى النجم وقال بصوت خافت : " كيف اذهب وانأ لا املك ما أقدمه للملك ؟ كان لدي ما أقدمه ولكنني خسرته في الطريق ، كلا لن اذهب " فأجابه النجم : " اذهب أيها المجوسي فالملك في انتظارك " ، تعجب المجوسي من كلام النجم إلا انه قرر الأخذ به وإكمال الرحلة فسار على هدي النجم إلى أن وصل إلى المغارة ، وقف مترددا أمام باب المغارة ، إلا أن النجم أمره بالدخول فدخل ، ويا لشدة دهشته لما رآه ، رأى طفلا صغيرا فائق الجمال مضجعا في مذود وكانت أمه مريم وراعيه يوسف يقفون هناك يتأملون به ، وقف المجوسي مندهشا مأخوذا بجمال الطفل الوليد وشعر بجلاله وعظمته ، إلا انه بعد لحظات من التأمل لاحظ هدايا رفقائه المجوس الثلاثة الذين كانوا قد غادروا قبل يومين ، رأى الذهب والمر اللبان فشعر بالحزن الشديد ، وخاطب الطفل الصغير قائلا :" يا سيدي الملك ، أنا اشعر بالخجل الشديد لأنني لم أقدم لك أي هدية ، كانت لدي ثلاث جواهر ثمينة كنت انوي تقديمها لك ولكن ..." واغرورقت عيناه بدموع الخجل وبينما هو لا يزال يتكلم كان هناك صوت خافت من السماء يقول :" أيها المجوسي الطيب لا تهتم ، فأنت قد قدمت لي أعظم هدية ، انا اعرف كلشئ ، اليتيمين اللذين ساعدتهما كانا أنا ، والأرملة التي وقفت بجانبها كانت أنا ، والفقير العاجز الذي سددت حاجته كان أنا ، لقد قدمت الجواهر لي من خلال كل هؤلاء المحتاجين ولكنك قدمت لي ما هو أعظم من الجواهر ، لقد قدمت لي قلبك المحب ، وهو أعظم هدية لي في ميلادي ، بالحقيقة كلما ما فعلته بأحد هؤلاء أخوتي الاصاغر فبي قد فعلت " . . اعطى قلبك هدية لربنا يسوع المسيح فى عيد ميلادة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اسكتش المجوسي الرابع |
قصة رائعة عن المجوسي الرابع |
المجوسى الرابع |
المجوسى الرابع ؟!! |
قصة المجوسي الرابع |