"لوفيجارو" الفرنسية تكشف كواليس لقاء المتحدث العسكري بصحفيين أجانب

[Mary Naeem]

"لوفيجارو" الفرنسية تكشف كواليس لقاء المتحدث العسكري بصحفيين أجانب






كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن كواليس لقاء عشرات الصحفيين الأجانب الخميس الماضي مع المتحدث العسكري للقوات المسلحة في مبنى حكومي حديث في وسط مدينة نصر. وقد ترأس الاجتماع رسمياً المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية أن مهمة العقيد أحمد محمد علي لم تكن سهلة على الإطلاق. فقد كان يتعين عليه الدفاع عن الجيش على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي. استراتيجياً، قامت القوات المسلحة في الثالث من يوليو بعزل الإخواني الإسلامي محمد مرسي رئيس الجمهورية الذي فاز في الانتخابات الرئاسية منذ عام. وتكتيكياً، قامت قوات الحرس الجمهوري فجر الثامن من يوليو بإطلاق الرصاص الحي على مظاهرة للإخوان المسلمين الذين كانوا يعتصمون أمام أبواب المقر، مما أسفر عن مقتل أكثر من خمسين شخصًا.
وشددت صحيفة "لوفيجارو" على أنه لا ينظر داخلياً إلى مفهوم "الانقلاب العسكري" بالطريقة غير اللائقة التي ينظر بها الغرب. فيكفي وصف ما حدث بـ"الثورة"، مثلما كان الحال لـ"حركة الضباط الأحرار" التي كان يقودها جمال عبد الناصر والتي أطاحت بالنظام الملكي الدستوري للملك فاروق في عام 1952. ونتحدث عن "ثورة الثلاثين من يونيو" وهو اليوم الذي خرج فيه ملايين المصريين في مختلف أنحاء البلاد من أجل المطالبة برحيل مرسي.
وكانت المرحلة الأولى مما عرضه العقيد أحمد علي على الشاشة للصحفيين هي الصور الجوية التي صورتها المروحيات العسكرية في الثلاثين من يونيو في القاهرة والإسكندرية وفي العديد من مدن الدلتا. وكانت الحشود ضخمة في الواقع. وأوضح العقيد أحمد: "لقد كنا في مأزق. لم تعد هناك عملية سياسية ممكنة لأن الرئيس السابق كان في حالة من الإنكار النفسي. معتقدًا أن الأمر يتعلق بمشكلة اجتماعية واقتصادية، كان يرغب مرسي في توزيع المساعدات المالية على الشعب. لم يكن يرغب في رؤية أن الأمر كان انتفاضة سياسية!"
وأشار العقيد أحمد علي إلى أن الجيش حذر مرسي عدة مرات من أنه يخطئ الطريق ويخلق فتنة من خلال تصريحاته، قائلًا: "لقد كان هناك 22 مليون مواطن مصري وقعوا على عريضة تمرد، والإخوان المسلمون يطلقون عليهم "كفار". لم يكن ذلك مقبولًا! لقد كان يمثل خطرًا على الوحدة الوطنية التي يكمن واجبنا في حفظها قبل أي شيء! تحركنا من أجل منع البلاد من الانزلاق في الحرب الأهلية".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الانفصال الحقيقي بين الجيش ومرسي بدأ في الحادي والعشرين من عام 2012 عندما أعطى الرئيس مرسي نفسه جميع السلطات التشريعية في إعلان دستوري. واليوم، يرحب الجيش بالدستور الجديد الذي يجري إعداده والذي لن يشعر فيه أحد بإقصاءه من المجتمع المصري بحجة جنسه أو ديانته. فلم يتحمل الجيش رغبة الإسلاميين من تحويل النساء والمسيحيين إلى مواطنين من درجة ثانية.
وقال العقيد أحمد محمد علي بلغة انجليزية ممتازة: "يجب أن تفهموا جيدًا أن دورنا السياسي انتهى، ولسنا مؤهلين للحكم، وأننا محايدون، وأن ممارسة السلطة لا تهمنا".
وفيما يتعلق بإطلاق النار في الثامن من يوليو، يبرر الجيش موقفه مذكرًا ببياناته التي تطالب الإخوان المسلمين بعدم الاقتراب تمامًا من الثكنات العسكرية. وعرض العقيد أحمد علي صور نشطاء إسلاميين يطلقون النار من مسدس باتجاه ثكنة الحرس الجمهوري. وقال العقيد أحمد: "قُتل أحد جنودنا. ولم نقم سوى برد فعل من خلال تطبيق قواعدنا الصارمة بفتح النار". وترى الصحيفة الفرنسية أن الواقع أكثر تعقيدًا. فقد كان هناك استفزازات إسلامية بشكل لا يمكن إنكاره، ولكن لم يكن هناك رباطة جأش من جانب قوات الحرس الجمهوري.
واختتم العقيد أحمد علي تصريحاته قائلًا: "اليوم، الإخوان المسلمون يقولون لنا: أفرجوا عن مرسي ولن يكون لديكم المزيد من المشكلات في سيناء! هل يسيطرون على هؤلاء الجهاديين؟" فقد قُتل ضباط شرطة أو جنود على يد إسلاميين في سيناء خلال عدة أسابيع. فتسائلت الصحيفة الفرنسية: هل يقوم الإسلاميون بابتزاز أقدم جيش في افريقيا؟ وسوف يفهم الإسلاميون سريعًا أنهم غير قادرين على ذلك.

الفجر