رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاتحزنوا الروح القدِّيس مار فيلوكسينوس: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14). يوصي بولس الرسول بهذا: "لا تُحزنوا الروح القدس الذي به ختمتم" (أف 4: 30)، وقد سمعتم كيف علمنا بولس عن أمرين: يبقى الروح القدس فينا عندما نخطئ ويكون حزينًا بسبب الخطية، فيقول: "لا تُحزنوا روح الله الذي فيكم"، فهو فينا، ويحذرنا ألاَّ نخطئ، وبالتالي لا نحزنه، ولا نطفئ العمل السري لنفوسنا. وكما يقول بولس الرسول في موضع آخر: "لا تطفئوا الروح" (1 تس 19: 5). أي لا تُحزنوه بالخطية وإلاَّ سينطفئ نوره من نفسك. هذا النور الذي عندما يضيء في داخلك، يهبك اقتناء قوة تفوق إدراك العقل، وتستطيع أن تصارع ضد "السلاطين والقوات" (أف 6: 12)، وتحارب ضد الأرواح الشريرة تحت السماء، وترفض العالم بكل ملذاته وأوجاعه. تتأثر كل تلك الأشياء بتوهج واشتعال الروح داخلنا. يحذرنا بولس الرسول الذي أدرك القوة العاملة للروح في تعاليمه: "غير متكاسلين في الاجتهاد، حارين في الروح، عابدين الرب". وأيضًا: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14). إذًا عند وجود الروح القدس داخلنا، أي في المعمَّدين، لا يقيِّد الشخص الذي يريد أن يخطئ بالقوة، بل ببساطة يرشده ويحثُّه علي عدم فعل ذلك. ولا يهرب الروح من النفس الساكن فيها حينما تخطئ ويعود إليها عند التوبة كما يقول الجهلاء، بل بالحري يبقي فينا عاطلاً بلا عمل. يا عزيزي، لأي سبب يفارقنا عندما نخطئ؟ كأن خطيتنا يمكن أن تؤذيه أو كأن قداسته قد اشتركت أو تلطخت بالتراب، أو كأنه لم يستطع منع الأذية عن نفسه بسبب خطيتنا عندما يكون فينا. + ها الرب يخاطب كل واحد وكل واحدة فينا : قائلا: "وهبتك روحي القدُّوس قائدًا لك في طريق القداسة.يبكت أعماقك، ويملأها رجاء فيّ! يهبك استنارة، فتكتشف أسرار حبي. يقدسك ويهيئك، لأحِل أنا وأبي فيك. يرفع قلبك إلى السماء، فلا تُستعبد لأحدٍ أو لشيءٍ ما. يقودك ويقدم لك إرادتي إردة خاصة لك." |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|