ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الزوجة الواقفة إلى جانب المسيح أذكر أن اسبرجن كان يتأمل مرة الآلام الهائلة التي عاناها مخلصنا يوم الصليب، وقد اشتد به الحزن وضاقت نفسه، وهو يرى مولانا في عذاباته الهائلة وكأنما يصيح في لغة نبوته القديمة: «أما إليكم يا جميع عابري الطريق تطلعوا وانظروا إن كان حزن مثل حزني الذي صنع بي الذي أذلني به الرب يوم حمو غضبه». لقد مثلت ساعتئذ أمام الواعظ الكبير تفاصيل الصلب المخيفة، حتي لم يعد يحتمل منظرها فصاح فزعًا: مولاي إنني لا أستطيع أن أبصر كل هذا! ترفق بي فإن هذا كثير على! وفي تلك اللحظة أطل عليه وجه رائع جميل، وجه ندى بالحنان، فائض بالعطف، رائع بالحسن، يهتف بكلمات تسيل رقة ودعة وعذوبة، وجه أنساه الألم العميق الذي ران على قلبه وضغط عليه، وكان هذا الوجه وجه زوجة بيلاطس التي وقفت إلى جانب السيد بكلمتها العظيمة الخالدة: «اياك وذاك البار». ألا ما أجل هذه العبارة السامية تلفظها هذه السيدة الكريمة في هذا الموقف الدقيق! سنذكر بكل امتنان بنات أورشليم اللواتي سرن وراءه يبكين وينحن عليه، فنثرن بذلك في طريق الألم والصلب أجل زهور بعثها القلب الإنساني الرقيق!! ولا نمل أبدًا أن نجد في شهادة اللص التائب أروع الشهادات وأعظمها وأنبلها!! وسوف تتحدث بكل تقدير وتوقير وإعجاب عن قائد المئة الذي أخذ بجلال موت المسيح فهتف حقًا كان هذا الإنسان باراً، كل من قدم خدمة لمولانا يوم الصليب سنذكرها بكل شكر وعرفان ولكننا لن ننسى أن نذكر قبلها جميعاً شهادة زوجة بيلاطس ذلك لأنها كانت أسبق الكل في الوقوف إلى جانب مولانا. وأجرأ الشهود وأشجعهم عامة هو الشاهد الذي يقف في الطليعة في طريق العاصفة ولا يحنى رأسه، فيشجع الجنباء والمرددين على الاحتذاء والمشابهة، كما أنها المرأة التي غلبت صوت ضميرها على أمر القانون الروماني الذي كان يحرم تحريمًا باتاً أي إشارة أو وإيعاز يأتي إلى القاضي حين يجلس في منصة القضاء، كما كان يفرض أشد العقوبات على من يحاول ذلك، وبذا أظهرت أن قانون الضمير للنفس النبيلة هو أعلى من أي قانون بشري، وأن النفوس التي لا تخطيء ضد الضمير هي أنبل النفوس إطلاقًا على هذه الأرض، كما ينبغي ألا يغيب عن الذهن ارستقراطية هذه المرأة والارستقراطيات بحكم مركزهن قلما ينزلن إلى ميدان الخدمة والبذل، ألم يشتك عاموس قديمًا من بقرات باشان، السيدات اللواتي لا يعرفن سوق الأكل والشرب واللهو والاضطجاع على أسرة العاج؟ لكن زوجة بيلاطس لم تكن كذلك، بل كانت الرائدة الأولى لكل المترفات اللواتي لفظن حياة التنعم والدعة والمسرات، ووقفن إلى جانب السيد وفي سبيل خدمته. أيتها السيدات الغنيات في كنيستنا، آني أفخر بالكثيرات منكن لروح الشهادة عندكن ولكني أخشى أن توبخ زوجة بيلاطس أغلبكم، كم مرة أهين المسيح أماكن ولم ترفعن أدنى صوت احتجاجاً؟ كم مرة وقف المسيح ليحكم عليه بضعة حقيرة من الناس والدهماء دون أن تسمع منكن كلمة دفاع واحدة؟ كم مرة صمتن عن الشهادة معتذرات بأنكن لا تستطعن مناهضة التيار الجارف؟ كم مرة حاولتن اسكات الضمير بأن كلمتكن لن تجد من يصغي إليها وستذهب مع الهواء هباء؟ اذكرن امرأة بيلاطس تجدن أسبابًا كثيرة لشجاعة الشهادة وقوتها وعظمتها وروعتها.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|