منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 06 - 2013, 01:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

راحاب وإيمانها المرتفع
راحاب وإيمانها المرتفع
لعله من المناسب أن نلاحظ أن التغيير - أي تغيير - يحدث في الإنسان نتيجة إيمانه برأي أو فكر أو مبدأ ومعتقد، فاذا حدث انقلاب في حياة فرد أو جماعة، فلابد أن يكون لهذا الانقلاب ما يبرره من بواعث أو أسباب وقد رد كاتب الرسالة إلى العبرانيين كل ما حدث في حياة راحاب إلى الإيمان أو يقول : «بالإيمان راحاب الزانية»! فما هو يا ترى هذا الإيمان الذي أحدث مثل هذا الأثر الثوري في حياة المرأة القديمة!! لقد بدأ هذا الإيمان خوفًا من الله وقدرته الباطشة العجيبة، اكتسحت في طريقها كل الشعوب الآثمة الوثنية والتي كمل شرها وجاء يوم دينونتها والقضاء عليها... ولم تعد راحاب ترى في الأمر مجرد معارك عادية، يمكن أن يكون فيها الغالب أو المغلوب، بل بدا الأمر أمامها بوضوح لا شبهة فيه، أن يد الله تمتد لتقتص من الشرير والآثم والفاجر والطاغية!! وأنه اذا كانت هذه اليد القادرة، تأتي على الأشرار كجماعات على هذه الصورة المرهبة المفزعة، فإن الفرد لا يمكن أن يفلت بالضرورة من عقوبة آثمه وشره وخطيته، ولعل هذا ما أفزعها وروعها كزانية وفاسقة وخاطئة. والخوف في العادة قد يكون مرحلة أولى في اتجاه الإنسان أو عودته نادمًا تائبًا إلى الله إذ هو في الواقع عودة به إلى إدراك وضعه الصحيح كمذنب ضعيف عاجز أمام الله القادر العادل القدوس ولا بأس على الإنسان أن يخاف أو يرتعب إذا كان هذا الخوف دافعاً له للتأمل في المأزق القاسي الشديد الذي بلغه عندما وقع في الإثم أو أوغل في الخطية. على أن الخوف إذا توقف عند هذه النقطة، دون أن يحرك صاحبه خطوات أخرى في الطريق الصحيح إلى الله، انما ينتهي به إلى عذاب رهيب لا يوصف، ومن ثم فإن الإيمان الحق يتقدم بالمؤمن خطوات تالية متلاحقة فيكشف له لا عن جرم الخطية وبشاعتها وقسوتها فحسب بل ليظهر له شخص الله في عظمته وجلاله وجوده وإحسانه، وأغلب الظن أن راحاب رأت الله على هذه الصورة، فلم تعد تراه إلهاً صغيرًا محدودًا كهذه الآلهة المحلية الصغيرة التي كان يتعبد لها الوثنيون، بل رأته الإله الحي الحقيقي الذي يبس بحر سوف والقادر على كل شيء، وهو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت، هذا الخوف من الله واليقين بقدرته وعظمته قاداها في الطريق إلى خطوات أبعد، إذ قاداها إلى طرح الآلهة الوثنية، والتنكر لها والتمسك بالله وحده، والمجيء إلى حبه وحنانه وجوده ورحمته والإدراك الكامل بأن لا فرق عند الله بين إنسان وآخر، كل من يقصد بابه ليلوذ برحمته، ويستظل بجناحيه أو يأخذ حمايته، من دون ما تمييز بين يهودي وأممي، أو ذكر وأنثى، أو ساقط في الخطية أو غارق فيها إلى ما فوق الأذنين.
على أن السؤال الجوهري الذي لا بد منه، ونحن بصدد هذا الإيمان، ولكن كيف وصل النور إلى راحاب بهذه الصورة وهل بلغها على مراحل متعاقبة، أو ومض أمام عينيها كما يسلك البرق أو يأتي الشهاب، إن الحقيقة كثيرًا ما تنبلج أمام الإنسان فجأة، كما جاءت إلى اللص التائب في لحظة، أو كما بلغت بولس عندما أبرق حوله نور من السماء، أو كما وصلت أوغسطينس عندما وقعت عيناه على الكلمات الأخيرة من الأصحاح الثالث عشر من رسالة رومية «قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور...» أو عندما قرأ توماس بليني للمرة الأولى : «صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا». أو كما قال لاكوردير عن نفسه : «غير مؤمن في المساء، ومسيحي في اليوم التالي بيقين لا يتزعزع» على أنها مرات أخرى قد تأتي كما قال سليمان في سفر الأمثال : «أما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل» أو تبلغ النفس في هدوء وأناة وعمق وتأمل.. إن الواضح أن راحاب استقبلت النور فجأة وكانت أقرب في إيمانها إلى سجان فيلبي الذي هزه الزلزال من الأعماق دون أن تكون كليدية بياعة الأرجوان التي فتح الله قلبها لتصغي إلى بولس!!.. وأيا كان الأمر، فإنها مثل السجان القديم قد تداعت أسوار نفسها وقلاع الشيطان المتمكنة منها لفتح الطريق أمام حق الله ليصل إلى قلبها!!.. فاذا كانت ثمة حقائق أخرى قد جاءتها بعد ذلك، فإنما جاءت لكي تمكن وتثبت ما آمنت به دون ريب أو شك أو تردد!!...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نازفة الدم وإيمانها
نازفة الدم وإيمانها الحي
رَاعُوثُ وإيمانها
يوكابد وإيمانها
راعوث وإيمانها


الساعة الآن 01:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024