رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حزقيا وغيمة الغروب وجاءت الغيمة الغريبة التى طالما لفت الكثيرين من الأتقياء من ملوك يهوذا عند الغروب ، ونحن ما نزال نلح فى السؤال : لماذا يصر الكتاب على ذكر هذه الغيمة التى خيمت على حياة حزقيا والتى وصفها كاتب سفر الأخبار " وهكذا فى أمر تراجم رؤساء بابل الذين أرسلوا إليه ليسألوا عن الأعجوبة التى كانت فى الأرض ، تركه اللّه ليجريه ليعلم كل ما فى قلبه "2 أى 32 : 31 " .. لقد جاء هؤلاء من بابل موفدين من قبل الملك لتهنئة حزقيا على شفائه ، وأعجب به الظل الراجع فى المزولة !! ... وأراهم حزقيا مجده وكنوزه وعظمته !! .. وعادوا إلى بابل وعيونهم مفتوحة على هذه الكنوز، حتى يأخذوها ويسلبوها فى يوم من الأيام !! ... وقد أوضح الكتاب هذه الحقيقة ليؤكد أكثر من مغزى ومعنى ، أولهـــا وأهمها : أن الترك الإلهى لأقوى مؤمن فى الأرض ، أشبه بالتيار الكهربائى الذى ينتهى من السلك فى نفس اللحظة التى يعزل فيها التيار عنه فنضحى فى الحال لعبة الشيطان مهما كانت قوتنا واختبارنا السابقين ، ونحن، نرى هنا كيف يفشل الإنسان الذى : " تركه الرب ليجربه ليعلم كل ما فى قلبه " ... كما أن الغيمة فصلت الرجل الذى أخذ بالإعجاب بنفسه بعد الأعجوبة الكبرى ، ومركز القوة الذى وصل إليه ، ... وهى للأسف تجربة الناجحين عندما يأخذهم الشيطان بالغرور والكبرياء ، وقد نسو للحظة دموع الألم والفشل والقنوط التى كانوا عليها ، ... لقد عاد الرجل من أبواب الموت ، وهز اللّه من أجله الأرض كلها ، وارجع الشمس إلى الوراء ومن مثله بين الناس ؟!! .. وفى ظل الغيمة دخل الرجل فى الحماقة القاسية إذ فتح كنوزه أمام اللص الذى يسيل لعابه ، وطرح القدس للكلاب ، والدرر أمام الخنازير التى تدوسها بالأقدام ، وترجع لتمزقه !! ... مسكين حزقيا إنه واحد منا جميعاً أمام ذاك الذى " السماء ليست بطاهرة أمام عينيه وإلى ملائكته ينسب حماقة فكم بالحرى سكان بيوت من طين الذين أساسهم فى التراب ويسحقون مثل العث " !! ... وهو واحد منا نحن الذين نحتاج على الدوام لحكمته وسنده وقوته وعونه ورحمته صارخين مع موسى : " إن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا " ومـــع داود : " لا تطرحنـــى من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه منى " .. !! ... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إيليا وغيمة قدر كف |
الجواب الأكثر أهمية وعجلة |
نساء هزت عرش الإخوان وعجلت برحيلهم |
نشكر ام نعيمة |
ميخائيل نعيمة |