منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 06 - 2013, 07:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

أيوب والسبى المردود
أيوب والسبى المردود


وفى الأصحاحات الأربعة الأخيرة ، تأتى نهاية القصة العظيمة . ويظهر اللّه من خلال العاصفة ، ليتحدث إلى أيوب ، وإذا كان أصدقاء أيوب جميعاً ، قد صمتوا ، ولم يعد لهم كلام ، ولم يكن لأيوب سوى كلمات قليلة ، فإن اللّه يتكلم ، وهو لم يأت ليتحاجج مع أيوب أو ليعطيه جواباً على أسئلته ، بل أخرجه إلى الطبيعة الواسعة ليعرف منها كيف يكون الجواب !! .. وكان السؤال : هل يستطيع أيوب وهو يرى السماء والنجوم ، والبحار والنور ، والزوبعة والجليد ، والضباب والوحوش ، والحيوانات البرية وفرس البحر ، والتمساح وغيرها ، هل يستطيع أن يخلفها ، ويقودها، ويوجهها ! ؟؟ وهل له القدرة والحكم والسلطان على تسييرها وضبطها وفق النظام الدقيق العظيم الذى تسير به كما يلمح ويشاهد !!؟ ... ومع أن أيوب سبق أن صاح : " من يعطينى أن أجده فأتى إلى كرسيه . أحسن الدعوى أمامه وأملأ فمى حججاً فأعرف الأقوال التى بها يجيبنى وأفهم ما يقوله لى " " أيو 23 : 3 - 5 " ... إلا أنه - وقد جاء أمام اللّه فى جلاله العظيم - لم تعد له كلمة أو حجة واحدة يجاوب بها، إذ أدرك حقارته ووضع يده على فمه إذ لا يجد الجواب !! .. وإذا كان اللّه يدير الكون بهذه القدرة الواسعة ، والحكمة العظيمة ، فهل يستطيع أيوب أمام أسرار اللّه الفائقة أن يبحث سراً واحداً ، ويهتدى فيه إلى حل !! ؟ .. لقد أدرك أيوب ، ما ينبغى أن يدركه الإنسان فى كل العصور والأجيال ، إن الحياة مفعمة بالأسرار ، وأن الإنسان مهما يبلغ من معرفة أو فهم ستأتى عليه اللحظات التى يقف فيها أمام الجلال الإلهى ، عارى القدم ، مغطى الوجه ، لأن الأرض التى يقف عليها أرض مقدسة ، وأن أسرار اللّه التى يطويها ، ( ومن بينها سر الألم ) ستبقى مكنونة ، ومحفوظة ، ومهما قال الإنسان إزاءها : لماذا !! ؟ لماذا !! ؟ فإنه يجمل به على الدوام أن يقول : " لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت أفطن ... ولكن لما صرت رجلا أبطلت ما للطفل . فإننا ننظر الآن فى مرآة فى لغز لكن حينئذ وجهاً لوجه ، الآن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت " !! " 1 كو 13 : 11 و 12 " .
نسى أيوب كل حججه أمام اللّه ، وإذ سمع صوت القدير انجابت عن نفسه الزوابع والأعاصير ، وسكنت مشاعره وقرت نفسه ، ... إن سر عاصفته هو أنه كان يتكلم عن الرب ويبحث عنه دون أن يجده ، ولكنه الآن قد رآه وسمعه ، وهناك فرق شاسع بين أن يتكلم الإنسان عن الرب ، وأن يكلم الرب ، ... وبين أن يسمع عن الرب ، وأن يسمع الرب . إن سر الشقاء والتعاسة الدائمة للانسان ، هو أنه لا يستطيع أن يتبين اللّه أو يسمعه من خلال تجاربه ، ولكن أيوب تعلم بعد أن سمعه ، أنه وإن كان لا يفهم شيئاً فمن واجبه أن يثق فيه ويؤمن به ، وهو إذ يصل إلى هذه النتيجة ، يندم على ما فرط منه دون فهم ، بل يلتتصق بالتراب والرماد فى الخضوع والتسليم للّه !! .. ملك الشيطان الزمام مؤقتاً ، ولكنه خسر المعركة ، وسيخسرها على الدوام ، لأن اللّه محبة، ولأن السبيل إليه ، على الدوام ، هو سبيل الإيمان ..
لم يؤخذ أيوب مع أملاكه إلى الأسر ، ولم يذهب بعيداً عن المكان الذى عاش فيه . فلماذا يقال : " ورد الرب سبى أيوب ؟ " .. إن الكلمة تعنى نهاية الألم والتعب ، والضيق والمشقة ، والعسر والمرض ، .. أو فى - لغة أخرى - إن عودة الحياة والصحة والأصدقاء والظروف الطيبة ، كمن أفلت من الأسر والغربة والبؤس والتشريد ، ليعود إلى السلام والبهجة والهدوء والراحة بعد طول البلوى والمعاناة ، وهو لم يعد إلى هذه جميعاً ، إلا بعد أن جلس مستضعفاً على التراب فى حضرة اللّه ،.. ولن يرد اللّه سبينا أو يعيد إلينا المجد والجلال والحياة ، إلا ونحن فى وادى الوداعة والتصاغر والاتضاع أمام عظمته الكلية ومجده الأسنى ، وهو لن يفعل ذلك قبل أن نغفر لإخوتنا ، ونزيل كل مرارة من نفوسنا تجاههم ، .. ولم يرض اللّه على أليفاز وصوفر وبلدد ، رغم ما تكلموه أو ظنوا أنه يتكلمونه من أجل اللّه ، .. ومع أنهم تكلموا جميعاً عن المبادئ السليمة عن اللّه وحقه ومجده العظيم ، لكنهم أخطأوا ، إذ تحدثوا عن أيوب ، وظلموه بما لم يكن لهم به علم ، واللّه لا يقبل دفاعاً يستند إلى ظلم ، أو حقاً يتمشى إلى جانب القسوة فى الحكم على البائس المسكين . وعفا اللّه عنهم بالذبيحة التى قدمها أيوب من أجلهم !! .. وانتهت قصة أيوب بالبركة المضاعفة ، والأولاد السبعة والبنات الثلاث البارعات الجمال ، .. وبالحياة الصابرة التى عوضها اللّه كل شئ بسخاء عظيم !! ..
فى أحد معسكرات أسرى الحرب العالمية الأخيرة ، وجدت هذه الكلمات التى كتبها أحدهم : إنى أؤمن بالشمس حتى لو لم تكن ساطعة ، وأؤمن بالمحبة حتى ولو لم أحس بها ، وأؤمن باللّه حتى ولو صمت ولم يتكلم !! ... حقاً نحن لا نعلم ماذا سيأتى به الغد . ولكننا نعلم من يمسك بالغد !!..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رجوع يوسف والصبي يسوع وأمه من مصر إلى أرض إسرائيل
زوّادة اليوم: الصيف والشتي : 2 / 2 / 2020 /
إختفي القمر والصبح خلاص طلع
تكلموا الان او جهزوا الجلاليب والسبح
السمن والزبد واللبن


الساعة الآن 02:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024