رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصائح للعنيد: ضع نفسك مكان الشخص الذي يحدثك، لتعرف وجهة نظره، وكيف يفكر، وماذا ستفعل إذا كنت أنت الذي تتعامل مع الشخص العنيد؟ هل كنت ستفضل أن يكف عن عناده الغير مبرر ويعترف بسهولة؟ الاعتراف بالحق فضيلة كما يقول المثل الدارج، وليس ضعف كما تظن.. فشكلك أمام الآخرين عندما تعترف بالحق وتسير فيه أفضل بكثير من شكلك لو ظللت سائرًا في طريق الخطأ على الرغم من معرفتك به.. قد يُتهم الشخص الأول بالجهل.. أما الأخير فقد يوصَم بالغباء! ربحك في حالة الاعتراف بالأمر السليم بدون عناد، سيكون أكثر من ربحك إذا ظللت متشدد الرأي، صلب الرقبة.. ففي الحالة الأولى ربما تشعر بضيق قليل لأنك كنت على خطأ، ولكنك بالفعل بدأت تسير في الطريق السليم، وتجني ثماره. أما في الحالة الثانية، فضيقك يكون أكثر، لأنك تعاند لمجرد العند، والضيق سيستمر لأنك ستظل سائرًا في طريق الخطأ! مما يبعدك أكثر وأكثر عن الحق. ربما عنادك يكون سببه أنك لا تنظر إلى مصالح الناس الآخرين، مثلما تقدر مصلحتك الشخصية.. فيجب عليك أن تتدرب قليلا قليلًا أن تعطي الآخرين الأولوية في بعض الأمور.. حتى تتعود على أن تنظر إلى مصلحة الجماعة، ولا تضرب بها عرض الحائط في مقابل ذاتك فقط.. ضع أمامك المواقف والأمور التي كنت عنيدًا بها، وكيف خسرت الكثير بسببها (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. سواء خسرت آخرين، أو احترامهم لك، أو صورتك أمام ذاتك.. ثم ابدأ تأمل ماذا كان قد يحدث ويكون عليه الحال الآن، إذا لم تعاند، واعترف بالخطأ ببساطة، وبدأت تسير في الطريق الذي تعرف انه هو الطريق السليم؟ من الأمور السيئة الأخرى، أن الآخرين سيتعودوا أنك تعاند لمجرد العناد، بدون أي تفكير أو تبصُّر بالأمور.. وهذا سيجعلهم لا يعتدون برأيك في كثير من الأحيان.. حيث يعرفون أنه ناتج عن مجرد فكرتك أن رأيك هو الرأي السليم فقط! كذلك لا تنسى أنك عندما تعاند.. فأنت تخسر في مقابل العناد! مثلًا طالب يطلب منه والديه أن يذاكر، فقد يعاند لمجرد العناد، وهو أول الخاسرين! أو أن ينصحك البعض بألا تخجل بأن تُطالِب بحقك.. ولكنك تصر على موقفك، ويضيع حقك.. ويبلور ذلك الحكيم يشوع ابن سيراخ قائلًا: "لا تستحي حياء به هلاكك" (سيراخ 27:4). يفيدك أيضًا أن تعرف الرأي والرأي الآخر.. وتتفهم طبيعة الاختلاف.. وتحضرني هنا مقولة قالها المرحوم د. عادل أبو زهرة في أحد منتديات الحوار في مكتبة الإسكندرية، وهي مأخوذة من شخصية قديمة لا أتذكرها، قال: "إني مختلف معك تمامًا، ولكني على استعداد لأن أضحي بحياتي، في سبيل حريتك لأن تقول رأيك". فافهم أن الدنيا ليست تسير بطريقة واحدة، ولا كل الناس يرون الحق ذاته.. فقد تختلف وجهة نظرك أنت ذاتك من آن لآخر، فكيف لا تتقبل الاختلاف بين شخص وآخر؟! ولو كنا كلنا لنا نفس الرأي، لما تطورت الحياة خطوة واحدة.. أنا مسيحي، ولكني أفهم جيدًا الحرية الدينية.. وأقدر معتقدات الآخرين، سواء أكان الإسلام أو البهائية أو حتى الديانة الهندوسية!! فلا أحقر من عقائد الآخرين لأسمو بديني، فهذا خطأ.. أنا مؤمن، ولكني أؤمن كذلك بحق الآخر في اختيار إيمانه.. ونقطة أنني أرى خطأ في دين آخر، أو بساطة في معتقد الآخر، لا يعطيني ذلك الحق أن أرفضه كشخص.. أرفض المعتقدات، ولكن الفرد ذاته أقدره، وأحترم اختياراته |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|