منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 10:55 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,534

الأعمى والنظرة الفلسفية
الأعمى والنظرة الفلسفية

وهي نظرة التلاميذ التي لم تر في الأعمى إلا موضوعًا للنقاش والتساؤل: «أأخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى» وقد كان حريًا بهم أن يستوقفهمالرجل بتعاسته وبؤسه، لقد كان أعمى منذ ولادته، حرم نور البصر، وكان إلى جانب ذلك فقيرًا يستعطى، وكان واجب التلاميذ أن ينظروا إليه بقلوبهم قبل عقولهم، ولكنهم مع ذلك جعلوه مادة لنقاشهم وجدلهم... ولعل موطن الغرابة في هذا الجدل، ليس الربط بين الخطية والألم أو العقاب، فهذه حقيقة قديمة متغلغلة في الفكر الإنسان، وقد ربطها أصدقاء أيوب بالمعاناة التي كان يعانيها الرجل، وأنه لابد قد ارتكب من الآثام ما يحصد معه النتيجة الرهيبة التي انتهى إليها : «اذكر من هلك وهو بريء وأين أبيد المستقيمون. كما قد رأيت أن الحارثين اثمًا والزارعين شقاوة يحصدونها. بنسمة الله يبيدون وبريح أنفه يفنون» (أيوب 4 : 7 - 9) .. وقد احتج أيوب ما وسعه الاحتياج على ذلك، وبين أن الشر يلحق بالأبرار، في الوقت الذي يتمتع فيه الأشرار بالكثير من رغد الحياة ومتعها وشهواتها وعطاياها، وفي الحقيقة إن الشر سيلحق إن آجلاً أو عاجلاً بالأشرار لأن هذا ناموس الله الطبيعي في الحياة، لكن الحجة مع ذلك ليست قاطعة في ارتباط الألم بالخطية، فقد يتألم البار أيضًا نتيجة تمسكه بالحق والإصرار عليه، وقد يكون الألم نوعًا من التدريب أو الامتحان أو التقديس أو لإظهار مجد الله، كما ذكرالسيد هنا، والإنسان لذلك لا يجوز له القطع بهذا أو ذاك من الأحكام القاسية الشديدة، لكن التلاميذ مع ذلك ألقوا السؤال بحثًا عن المجهول، والأمل في الوصول إلى العلة، وقد كان سؤالهم في الشطر الأول أغرب منه في الشطر الثاني، إذ كيف يخطئ الإنسان وهو في بطن أمه، يقول البعض إن التلاميذ أرادوا أن يناقشوا المعتقد اليهودي الذي تمسك به بعضهم، والذي يزعم أن الجنين يتعرض للخطية، وفي بعض تقاليدهم أن واحدًا سأل أحد الربين اليهود، من أي وقت يبدأ الشيطان عمله مع الإنسان، هل منذ لحظة تكوينه في بطن أمه، أو منذ ولادته، وقد أجابهالربي: منذ لحظة تكوينه، واعترض للسائل قائلا: لو كان هذا حقًا لتضايق الجنين في بطن أمه، ويعتبر المكان سجنًا. ويبتديء برفس ويمزق أحشاء أمه، وربما يؤدي ذلك إلى موتها، وحاول الربي أن يجد دليلاً كتابياً، وزعم أن قول الله لقايين إن هناك خطية رابضة عند الباب، يمكن أن تشير إلى باب الرحم حيث تكمن الخطية، وتنتظر اللحظة التي يتكون فيها الإنسان، لتلازمه طيلة فترة الحمل، ومن المحتمل أن اليهود في أيام المسيح، تأثروا بالفكر اليوناني عن الوجود السابق للروح، وأن جميع الأرواح موجودة من أيام الإنسان الأول، على ما يتصور أفلاطون وغيره، وأنها تنتظر أن تلبس الأجساد لتأخذ قصتها الأرضية في الحياة، ومع أننا نعتقد أن التلاميذ لم يقصدوا كل هذا في السؤال الذي ألقوه لمجرد الاستطلاع أمام السيد، إلا أنهم كانوا أوفى إلى التصور اليسير السهل بأن الأطفال يرثون خطايا آبائهم على أساس القول: «افتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي» (خر 20 : 50).. «مفتقد إثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع» (خر 34 : 7).. «بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع» (عد 14 : 18). «لتنقرض ذريته في الجيلالقادم ليمح اسمهم، ليذكر إثم آبائه لدى الرب ولا تمح خطية أمه» (مز 109 : 13 ، 14).. ولعل التلاميذ رأوا في الرجل الذي يستعطي نوعًا من السخط الإلهي الذي كان أساسه الأبوين، ولحق بالابن الذي مازال يعاني من الوراثة والغضب الإلهي، لأنه مثل أبويه من مبغضي الله!! على أي حال، إن المسيح في جوابه لم يربط بين الخطية والنتيجة، لا لأنه ليست هناك خطية، لكن لأن الله كثيرًا ما يتمهل على الخطية، فما أكثر النتائج التي يوجلها الله لمن يفعل الشر والإثم والدنس، ولا شبهة في أن هناك ناموسًا مكسورًا خرج بسببه هذا الإنسان إلى العالمدون أن يبصر، عندما تحدث قوم إلى المسيح عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم، ولعلهم تساءلوا أليس هذا بسبب خطاياهم الكثيرة ارتكبوها. وجاء الجواب : «أتظنون أن هؤلاء الجليلين كانوا خطاة أكثر من كل الجليليين الذين كابدوا مثل هذا. كلا أقول لكم. بل إن لمتتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. أو أولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم، كلا أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لو 13 : 2 - 5).. وجواب السيد يؤكد أنه توجد أسئلة كثيرة ليس من السهل على الإنسان أن يجد جوابها في الوقت الحاضر، ويكفي أن ننظر إليها بقلوبنا أكثر من عقولنا، وبعطفنا أكثر من نقاشنا، ان المتألم الذي يتلوي من آلامه هو في حاجة إلى أن تهتم بهذه الآلام، أكثر من أن تشرحه لتفهم سر الألم الذي يعانيه، أو تجعله مثار نظريات فلسفية يمكن أن تمتع الذهن على حساب تعاساته وآلامه وأحزانه!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هي الحجج الفلسفية/اللاهوتية للإيمان بإله واحد؟
الأعمى والنظرة الحنون
الأعمى والنظرة المنتقدة
الأعمى والنظرة الخائفة
الأعمى والنظرة المتفرجة


الساعة الآن 04:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024