منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 10:25 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,593

أفنيكي وابنها تيموثاوس
أفنيكي وابنها تيموثاوس
وعلى قدر ما أصاب أفنيكي من الفشل في الحياة الزوجية، على قدر ما أصابها من النجاح مع ابنها العظيم تيموثاوس، وقد ساعدنا بولس إلى حد كبير، في إدراك سر هذا النجاح الباهر، وأغلب الظن أن ثلاثة عناصر أساسية مكنتها من الوصول إليه، وهي الزمن، والمعلم، والكتاب! أما الزمن فواضح أنه «منذ الطفولية» أي منذ اللحظات التي تفتحت عيناه فيه على الحياة، أو كما يقال منذ نعومة أظفاره، أو عندما بدأ مع الأيام عودا رقيقًا رطبًا لينًا سهل التوجيه والتهذيب والتقويم، ولعل المرأة وأمها وقد أدركتا مبلغ المعاناة والصعوبة التي لاقياها، وهما تحاولان المحاولات المتعددة اليائسة مع أبيه الوثني، لم تريا بدا من البدء مع الصغير من المهد حتى تقتربا من النجاح الذي عز عليهما، وهما تحاولان شتى المحاولات مع الكبير المتقسي المتصلب العنق والإرادة، وربما يذكرنا هذا بجواب ذلك الغلام الذي سئل ذات يوم عما يتصور أن يكون مستقبله مع الأيام، فقال: سأكون أما مرسلاً أذهب إلى حقول الخدمة المسيحية أو بائعًا للخمور، ولما أظهر السامع تعجبه أجاب الصغير: إن الأمر يتوقف على من يستلمني أولاً وهل هو يسوع المسيح أو الشيطان؟ ولعل أفنيكي أرادت أن تقطع الطريق على الشر وهي ترى زوجها يدب بقدميه فيه، فآلت على نفسها، أن تأتي بصغيرها إلى الله، قبل أن يتعامل معه الشيطان أو يستلم حياته ليفسدها ويهدمها ويدمرها، إن المأساة القاسية أن الكثيرين من الآباء أو الأمهات لا يحسنون التصرف في الزمن الأول من أعمار أولادهم الصغار، أو كما قال واحد: متى نبدأ بتربية الولد وأجاب: قبل أن يولد بثمانين سنة أو بتربية جده أو جدته، كما نرى هنا الجدة لوئيس والأم أفنيكي.. وتساءل آخر عن نصيب التربية الدينية في كل أسبوع، وقال إنه من المثير حقًا أن يحظى النوم عند الطفل بسبعين ساعة أسبوعيًا، والأكل واللعب والعمل بسبع وستين ساعة، والدرس بثلاثين ساعة، وكل هذه لفترة حياته القصيرة الأرضية، في الوقت الذي لا يعطي فيه أكثر من ساعة في مدرسة الأحد، لاعداد حياته المسيحية والأبدية الطويلة التي سينتهي إليها، ولا حل أو علاج على الإطلاق الا بأن يعطي الصغير أفضل الأوقات وأحلاها وأجملها على الإطلاق، للربط بينه وبين سيده، على النحو الذي فعلته لوئيس وأفنيكي منذ الطفولية مع الابن الحبيب الحلو تيموثاوس، ولكن هل يدرك الكثيرون أن مأساة عصرنا الحاضر، أن التربية الدينية أن وجدت عند ملايين الأطفال، تأتي في المركز الخامس كما قال أحدهم بعد الأكل والملبس واللعب والمدرسة.. ومع أن الشريعة اليهودية تعتبر الابن الآتي من زواج مختلط يهوديا، وتنادي بالبدء في تربيته ابتداء من الثالثة من عمرة، إلا أنني اعتقد أن أفنيكي ربت ولدها قبل هذا التاريخ، اذ أرضعته مع لبنها الحق الإلهي، تماماً مثلما فعلت يوكابد مع موسى، وحنة مع صموئيل، واليصابات مع المعمدان، وكل أم عظيمة تحرص على سلامة وسلام ابنها أمام الله والناس، والحياة الحاضرة والعتيدة أيضاً، فإذا أضفنا أن الفتي وقع تحت يد ثلاثة من المعلمين الممتازين العظام، وهم لوئيس، وأفنيكي، وبولس وأن الثلاثة أعطوه أصفى تعليم وأتقاه، ومن ثم شب على الصورة الحلوة الرائعة التي قال عنها أحدهم أنه يشك في أن واحداً كان أقرب إلى قلب بولس من تيموثاوس، ولا شبهة في أن أمومة أفنيكي كان لها الأثر المعلي في هذه التربية القويمة، والأم تعلم بحياتها قبل قولها، وبصلاتها قبل كلامها، وبحبها قبل تعليمها، وما أكثر ما جاءت الشهادات المتواترة في كل الحقب والعصور عن هذه الحقيقة الرائعة في حياة أعظم الأبطال في المدنية والحضارة والتاريخ،.. كانت أم تشارلس كنجلسي تأخذ ابنها الصغير إلى مناظر الطبيعة الرائعة في هولن ودارتمور، وهي تأمل أن السعة والجمال والشاعرية تأخذ بلباب ابنها من مطلع الحياة، وقد صدقت، إذا أن الولد تربي ليكون واحدا من أصفى النفوس وأرقها وأزكاها في هذه الأرض!... وقد قال أحدهم، وهو يتأمل حياة روبرت لويس استفنسون: «ان الوراثة تفعل أثرها العميق في الحياة الدينية، كما تفعل في سائر الأمور سواء بسواء».. وقد لاحظ واحد وهو يقرأ خطابات توماس كارليل خطابا كتب بيد مرتعشة وتحت عنوان «خطابي الأخير لأمي» وفيه يقول «لقد سرت مع الأيام في خطى واسعة نحو الشيخوخة، وقد كان لي الكثير، مما عملته أو احتملته في السنين الكثيرة من حياتي، ولكن ليس هناك ما يعدل شكري في الحياة عن أمي الحبيبة! ليكافئك الله يا أمي لأني لا أقدر على هذه المكافأة!!»... وكتب يوحنا ويسلي عن أنه يقول: «كان فهمها جيداً مثل قلبها سواء بسواء، وقد أخذت عنها يقظة الذهن، وسرعة الإدراك، وكان من المستحيل بدونها أن أنجز نصف ما وصلت إليه أو ما أتيح لي أن أقوم به من أعمال؟!» أجل وهذا حق تمامًا، ويفسر ما قاله نابليون عندما سأل: «ما الذي يحتاجه الشعب حتى يتعلم تعليمًا صحيحاً سليماً؟ وردت عليه في الحال مدام كامبان: «الأمهات» وإذ سمع أجاب : «أجل.. هنا نظام من التعليم في كلمة واحدة»... ولا شبهة في أن أفنيكي بحياتها وحكمتها وسهرها وصبرها ودقتها ورقتها، وجمال أسلوبها وهي تنحني على ولدها في مهده، أو في الإصباح والإمساء الكثيرة وهي تنتقل به هنا وهناك، تصلي معه، وتعلمه روائع القصص الكتابية، وسير الأبطال، وتفتنه بحياة يوسف وموسى وداود وصموئيل ودانيال وغيرهم، كانت تزرع فيه أحلى حياة وأجملها، على الصورة التي عرفناه عليها فيما بعد! أجل كانت أفنيكي معلمًا عظيمًا وأمينًا وحكيمًا معًا، وهي نموذج رائع للأمهات والمعلمين الدينيين في كل زمان ومكان!.
لم يكن الزمن أو المعلم، بل كان هناك الكتاب أيضًا، وقد أحسنت أفنيكي عرضه على ولدها، لقد أكلته هي وتشربته، فسرى في شرايينها مسرى الحياة والدم، وكان هو الحياة بعينها للأم والولد جميعًا، أليس هو كلمة الوحي التي لا يوجد كما يقول - الفرد بلامر - لها ضريب أو مثيل في تاريخ العالم. وحتي ما يحسب منافسًا من آداب العالم أو تعاليمه لا يمكن أن يرقي البتة إلى مستواها العظيم.. فإن لها من السمة أو القيمة الروحية أرفع المستويات وأعلاها، وأى كتب أخرى يمكن أن تمنح الرجاء والتعزية لقارئيها، وصلاحيتها لكل العصور أو الأحوال، ومجابهتها لأرفع لاحتياجات القلب وآماله مثل الكتاب المقدس، قد يجد المرء في الكتب الأخرى ما يفيد في المعرفة أو التقدم أو المسرة أو البهجة أو الثروة، أو ما أشبه، لكن هذا الكتاب وحده هو الذي يدفع إلى الحكمة التي تعمل على خلاص الإنسان ومجده الأبدي، إذ تقدمه لحياة البر، بما له من قدرة تعلم الجاهل، وتقنع المذنب، وتقيم الساقط، وتدرب الجميع على حياة القداسة، حتى يضحي الكل كاملين كأبناء الله، مستعدين تمامًا لكل عمل صالح، أو كما ذكر دكتور سكوفيلد: «هذا الكتاب المقدس يواجه كافة الاحتياجات للقلب البشري المعقد، وهو يمسك تمامًا بهذا التركيب المحير والسري والذي يطلق عليه الإنسان! افتح الكتاب، وستجد أنه يتحدث إليك في لحظة عن حياتك، مالا تستطيع أن تصل إليه بالبحث الذاتي طوال حياتك على هذه الأرض! إنه يتحدث بالحق عن الإنسانية، ويرشدك بالنصيحة الصادقة والأمينة، ويجيب على كل ما تحتاج إليه النفس من كل أسئلة في هذه الحياة، إنه ليس بالكتاب الأثري، الذي ينظر إليه ككتاب قد انقضي عهده إذ أنه يخاطب القلب العصري، تمامًا مثلما خاطب قلب الآباء فيما بين النهرين، وليس هناك كتاب أكثر تقدما منه، وفي كل التقدم والتطور الحضاري ليست هناك تجربة صادفت الإنسان حتى اليوم، ولم يكن لها علاج عنده، ولم يحدث أن ظهرت حالة عند إنسان مالم يعطها الكتاب جوابًا، مع أن العالم العصري ممتليء بالتعقيدات، والحياة الحضارية المرتفعة، والكتاب الذين كتبوه عاشوا في الشرق في ظروف أكثر بساطة واستقراراً، وهذا يؤكد بكل يقين أنه كتاب الله، ويعطي التفسير الوحيد الصحيح لأثره وفاعليته في الحياة البشرية».. ومن المعروف أن كولردج آمن بالوحي الإلهي لأنه وجده، وهو في الواقع يجدنا، لأنه يجد حاجتنا، ويجد أعماقنا، ويصل إلى قلوبنا، ويلمس آلامنا!!.
في إحدى الصور القديمة الجميلة نرى أفنيكي تجلس على مقعد، وأمامها منضدة، بسطت عليها الكتاب المقدس، وعلى مقربة منها تجلس أمها، بينما يتكيء ابنها الصبي تيموثاوس بمرفقية على المنضدة، وهو ينصت إلى أمه، في تأمل ورقة ووداعة، وهي تتحدث إليه، بما شكل حياته، وجعل منه فيما بعد الخادم العظيم، الذي حمل الراية، من بولس، وأبى أن تسقط إلى الأرض يوم سقط الرسول العظيم، وهو يصبغ الشهادة الأمينة، بدمه الذكي، من أجل الخدمة المقدسة ومجد يسوع المسيح في هذه الحياة.
ولعلنا لا نستطيع أن نختم قصة أفنيكي وأمها وتيموثاوس، دون أن نذكر ذلك الغلام الذي وقف يحدق في أبيه، وهو ينظف زجاج النافذة في كاتدرائية عظيمة، وإذ سقطت قطعة من الزجاج من يد الأب العجوز المرتعش الحركة، أسرع الولد والتقطها وأعادها مرة أخرى إلى أبيه، وهو يقول: لقد تسلم أبي من جدي هذا العمل، وهو باق فيه وسيبقى حتى يذهب كما ذهب جدي، وأستلمه أنا، وتمضي الأيام هكذا متسلسلة متوالية... ألا يمكن أن نقول بهذا المعنى، وعلى صورة أجمل وأكمل وأبهر وأجل ما قاله الرسول لتلميذه الحبيب في آخر رسالة له على هذه الأرض: «إني أشكر الله الذي أعبده من أجدادي بضمير طاهر كما أذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلاً ونهارًا مشتاقًا أن أراك ذاكرًا دموعك لكي امتليء فرحًا اذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي سكن أولا في جدتك لوئيس وأمك أفنيكي ولكني موقن أنه فيك أيضًا».
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إيمان جدة تيموثاوس لوئيس ثم في أمه أفنيكي ثم فيه أيضا
صورة القديس تيموثاؤس والقديس بولس 🔸وجدته لوئيس، 🔸وأمه أفنيكي
صورة القديسة أفنيكي وابنها تيموثاوس
أفنيكي وابنها تيموثاوس
البولس رسالة القديس بولس الرسول إلى تيموثاوس (2 تيموثاوس 3 : 10 - 4 : 18) يوم الثلاثاء


الساعة الآن 03:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024