20 - 04 - 2013, 08:19 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
حوار مسلسل في قانون الإيمان (12)
كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة
السبت 20 ابريل 2013
لقداسة البابا تواضروس الثاني
58-ولكن...ألم يكن ممكنا للأعمال الصالحة التي يمارسها الإنسان...كالصلاة والصوم الصدقات أن تغفر خطايا الإنسان؟
لاقيمة علي الإطلاق للأعمال الصالحة مهما كانت بدون أساس الإيمان بالمسيح وعمل الفداء الذي قدمه لنا.
وحسبما يقول الكتاب:
لأنه إن كان بالناموس (الأعمال الصالحة) بر(غفران) فالمسيح إذا مات بلاسبب(غلاطية2:21).
إنهم يشبهون أعمال الإنسان بالأصفار مهما كثر عددها,فإن قيمتها العددية صفر,والإيمان بربنا يسوع يشبهونه بالواحد الصحيح,إذا وضع أمام الأصفار أصبحت عددا,وكلما كثرت الأصفار أمام الواحد الصحيح كلما كثرت القيمة العددية,هكذا الإيمان ولزومه بالنسبة للأعمال.
وبالمثل,فإن التوبة والندم علي الخطية لاقيمة لها في مغفرة الخطية بدون الإيمان بالمسيح,لأن توبة الخاطئ لاترد لله كرامته ومجده.
فهل إذا اختلس إنسان مبلغا من المال,فهل إحساسه بالخطأ وحزنه وندمه وحتي أعماله الصالحة بعد ذلك تعفيه من عقوبة الاختلاس,كلا بالطبع.
59-وهل يمكن تحديد صفات من يقوم بالعمل المطلوب أمام سقطة آدم؟
يمكن تحديد أربع صفات لمن يقوم بعمل الفداء كحل شامل ووحيد أمام سقطة آدم:
أ-أن يكون إنسانا...
لأنه نائب(ممثل) عن الإنسان العاصي(البشرية الساقطة).
ب-أن يكون قابلا للموت...
لأن أجرة الخطية (خطية آدم) هي موت...
جـ-أن يكون بلا خطية...
لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
د-أن يكون غير محدود.
لأن خطية آدم غير محدودة.
ونلاحظ أن...الصفتان:أ,ب يمكن أن توجدا في أي إنسان.والصفتان:ج,د لايمكن أن توجدا في أي إنسان ونجدهما فقط في الله.
60-مادام الأمر كذلك...فما السبيل لاجتماع هذه المواصفات الأربع في شخص واحد؟
السبيل الوحيد هو أن الله يرتضي ويأخذ شكل إنسان فيصير هناك اتحاد بين الله والإنسان فيواحد تجتمع فيه هذه الصفات,وفي شخص السيد المسيح فقط يتحقق ذلك لأنه:بناسوته هو إنسانا وقابل للموت(المواصفات:أ,ب).
وبلاهوته هو بلا خطية وغير محدود(المواصفات:ج,د).
طبعا الملائكة لاتصلح لأن الملاك ليس إنسان والملاك محدود.
كما أن الإنسان لايصلح لأنه لا يوجد إنسان بلاخطية ليفدي غيره والإنسان أيضا محدود.
إذن الله ظهر في الجسد في الإنسان يسوع المسيح ليرفع حكم الموت الذي صار بسبب خطية آدم الأول,وقد جاء في الجسد ليغير فساد الإنسان إلي عدم فساد.
هو وحده المخلص ولأنه إنسان أخذ صفة عدم المحدودية نتيجة اتحاد اللاهوت بالناسوت وبذلك تتحقق فيه صفات المخلص الفادي.
61-ولماذا نعتبر هذا هو الحل الوحيد؟
إن الإنسان عندما سقط تنازعه مطلبان:
العدل يطلب تنفيذ الحكم كاملا ولاتساهل فيه ولا تفريط.
والرحمة تطلب من جانبها الصفح عنه صفحا تاما لا حساب فيه ولاعتاب,وكلا المطلبين يغاير الآخر بل يناقضه,ونشأت عن هذا الموقف مشكلة لم يحلها سوي حلالتجسد,لأن في هذا الحل نجد:
كل الرحمة فليس حب أعظم من أن يقبل الله بذاته القدوس أن يتخذ جسدا ترابيا لأجلنا.
وكل العدل:لأن الله قبل علي نفسه تنفيذ الحكم الذي أصدره هو بنفسه علي الإنسان.
ومن هنا كانت ضرورة التجسد حيث يحتجب الله في جسد إنسان ليقبل فيه نفس الحكم الصادر علي الإنسان,وبذلك يتحقق الفداء الذي ليس له طريق آخر.
|