رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعطيتم… أما هم فلم يعطوا
(مت 11:13) يزيد حوار يسوع مع تلاميذه في إنجيل القديس متى (مت 10:13-17) اتساعاً منه في إنجيل القديس مرقس (مر 11:4-12). توضح الإضافات والتعديلات التي أجراها إنجيل القديس متى مزاياه وأهدافه التي يمكن تلخيصها في ثلاثة فروق: - التلاميذ والجموع - رؤية وسماع بلا فهم، ورؤية وسماع وفهم - التلاميذ الذين يرون، والأنبياء والصديقين الذين تمنوا أن يروا ولم يروا. يرد الفعل أُعطي في المبني للمجهول ويشير هذا الأمر إلى أن الإنسان لا يستطيع، بقواه الذاتية، الحصول على معرفة أسرار ملكوت الله: إن الله وحده يهبه هذه المعرفة. كما يشير الفعل في الوضع التام Parfait إلى استمرار هذه الهبة. الأولوية تعود دائماً لله حتى في حالة عدم الإيمان: "لم يُعطوا". يركّز القديس متى بشدة على أولوية الله في المثل وبذلك يضفي عليه صيغة لاهوتية واضحة. ولكن الكاتب لا يتوقف عن هذا الحد، إذ يسارع ليأخذ الاحتياطات التي تبعد أي احتمال أو أي ميل إلى الوقوع في القدرية. بعد أن أوضح يسوع المسيح الفرق بين التلاميذ والجماعة، حدد ما هي الأمور التي يُسأل عنها الإنسان. إن أولوية الأمور الإلهية لا تنقص مساحة مسؤولية الإنسان؛ لأن يسوع يكلّم الجموع بالأمثال لأنهم "ينظرون ولا يبصرون- يسمعون ولا يسمعون.. ولا يفهمون" (مت13:13). هناك فرق بين إنجيلي القديس مرقس والقديس متى: ففي إنجيل القديس مرقس يتكلم يسوع بالأمثال لكي لا يفهموا: "فينظرون نظراً ولا يبصرون ويسمعون سماعاً ولا يفهمون لئلا يرجعوا فيغفر لهم" (مر12:14). أما في إنجيل القديس متى فإنه يكلمهم بالأمثال لأنهم في الواقع "ينظرون ولا يسمعون ولا يفهمون" (راجع مت 13:13). لا يكفي القول إن التلاميذ يفهمون الأمثال لأن يسوع يشرحها لهم، بل أن يسوع يشرح لهم الأمثال لأن لديهم الاستعداد لفهمها. إن الله ظاهر، جلي، واضح لمن لديه الاستعداد للفهم. بذلك نستطيع أن نقلب ترتيب الألفاظ والمعاني ونقول: لا يكلّم يسوع الجموع بغموض (أي بالأمثال) بل الجميع هي التي تسمع ولا تسمع تنظر ولا ترى، وبذلك تحول وضوح كلام يسوع إلى غموض وإبهام، وتلقي عليه ظلال عدم الرؤية وتشويش السماع وعدم الفهم. يكلم يسوع الجميع: التلاميذ والجموع بنفس الطريقة ونفس الوضوح. يؤكد هذا الرأي استشهاد يسوع بنص أشعيا النبي (مت 14:13-15// أش 9:6-10). ومن الملاحظ أنه بالرغم من كثرة استشهاد إنجيل القديس متى بنصوص العهد القديم فإن النص الوحيد الذي يضعه الإنجيلي على فم يسوع هو هذا أي أش 9:6-10. تدل الأفعال في هذا المقطع على واقع (هو هذا الواقع) وليس غاية (لكي...). لقد غلّظ الشعب قلبه ولم يغلظ الله هذا القلب. |
19 - 04 - 2013, 11:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: أعطيتم… أما هم فلم يعطوا (مت 11:13)
شكرا على المشاركة الجميلة
|
||||
20 - 04 - 2013, 10:48 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أعطيتم… أما هم فلم يعطوا (مت 11:13)
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله لا يعطنا روح الفشل |
لأن الله لم يعطنا روح الفشل، |
الله لم يعطنا روح الفشل |
أنتم أعطيتم... الذين في الخارج (مر10:4-12) |
لم يعطنا روح الفشل |