مر رجل ذات مرة من إحدى الشوارع الغير مطروقة كثيراً فوجد غلاماً تظهر عليه علامات
الذكاء و الفطنة بالرغم من أنه كان يبدو هزيلاً ربما بسبب مرض ما أو حزنا .
فما كان من الرجل إلا بأن اندفع يسأله برفق : ماذا تبغي من الوقوف هنا يا ولدي؟
فأجابه: أنا في انتظار الله ليأتي و يعتني بي يا سيدي !
ذهل الرجل من إجابة الغلام و قال في تعجب : تنتظر الله ؟!
فأجاب الولد : نعم، فإن الله أرسل إلي أمي و أخذها إليه و كان قد سبق و أخذ أبي و أخوتي
و قالت لي أمي إن الله بعد ذهابها سيحضر للعناية بي و أنا هنا في انتظاره يا سيدي.
ثم التفت الغلام إلي الرجل و قال: ألا تعتقد أن الله سيأتي؟ إن أمي لم تكذب أبداَ و إنها لا
تعرف إلا الحق لقد قالت أن الله سيأتي و أنا أؤمن أن الله سيأتي مهما تأخر.
إمتلأت عيني الرجل بالدموع و أجاب الغلام: إن أمك لم تكذب يا بني فقد أرسلني الله لأجلك.
فأشرق وجه الغلام بإبتسامة حلوة و قال: ألم أقل لك؟ ألم أقل لك؟
و لكنك تأخرت كثيراَ في الطريق يا سيدي.
" اطلبوا الرب مادام يوجد ادعوه و هو قريب "