669 - احيانا ً كثيرة نتحير ولا نفهم معاملات الله لنا خصوصا ً وقت الشدائد . تحل بنا الشدائد ونمر في التجارب وتتراكم علينا المشاكل وتمتلئ حياتنا بها . وترفع رؤوسنا الى الرب ونبتهل ، تبتهل قلوبنا له وتصرخ اليه وتدعوه . وننتظر الاستجابة . نطلب الخلاص فاذا به يرسل لنا المزيد من الاثقال . ننتظر القوة والقدرة فنجده يبتعد عنا ويتركنا وسط التراب والرماد . نطلب الصبر فيرسل لنا الضيق ، ونطلب الراحة فيرسل الشدائد والآلام . نطلب السماح يرسل الثورة ، نطلب المحبة يرسل الغيرة والحقد .. ولا نفهم ، نحتار ، نهتز ، نرتبك ونخاف ، هل يعاندنا الله ؟ هل يرفضنا ؟ هل تركنا ؟ هل نسينا ؟ هل أغلق قلبه عنا ؟ هل اقفل باب الرجاء امامنا ؟ ونقرأ قول الله الى النبي دانيال الشاب الصالح ، قال الله : " لاَ تَخَفْ يَا دَانِيآلُ ، لأَنَّهُ مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ الَّذِي فِيهِ جَعَلْتَ قَلْبَكَ لِلْفَهْمِ وَلإِذْلاَلِ نَفْسِكَ قُدَّامَ إِلهِكَ ، سُمِعَ كَلاَمُك َ، وَأَنَا أَتَيْتُ لأَجْلِ كَلاَمِكَ." ( دانيال 10 : 12 ) حين نصلي ، نصلي بايمان وبفهم وباذلال النفس . نصلي بايمان ، نثق أن الله لا بد أن يستجيب لأنه هناك ويسمع . وحين يسمع يستجيب . قد يستجيب استجابة تختلف عما نتوقع . نطلب الصبر ، فيستجيب بالضيق لأن " الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا " ( رومية 5 : 3 ) نطلب الراحة ويستجيب بالشدائد والآلام لأننا نتعلم الطاعة مما نتألم به . استجابته تبدو لنا غريبة إن لم نتعمق في الفهم والفحص . الايمان يجب ان يصاحبه فهم ، فهم محبة الله ، فهم حكمة الله . يتصدى لك ابليس وانت تصلي ، يهاجم ايمانك ويهاجم فهمك . توجه اليك سهام الشك والقلق والريبة وعدم الفهم . زد ايمانك في الصلاة . زد اصرارك وتذللك امام الله . كافح ، جاهد ، صارع مع الله ، لا تتوقف ، استمر في الصلاة ، ويرى الله عرقك يسقط مثل قطرات الدم من حرارة الصراع . ويسمع الله دقات قلبك قوية ً متتابعة ً عالية من صدق الجهاد . ومن اليوم الأول ، من اللحظة الأولى ، من الكلمة الأولى ، سمع الله ورأى الله ، ويرسل لك ملاكه ، ويرسل لك استجابته . قد يغلف الله استجابته في ورق خشن أو في غلاف ٍ باك ٍ . افتح الورق ، قص الغلاف تجد في داخله استجابة تلمع كالماس . الورق يخفي للوهلة الأولى الاستجابة الثمينة الغالية النفيسة . الغلاف يبعد عنك المحبة والحنان والسخاء والغنى الذي بداخله . تأكد ان الله هناك وهو يستجيب ، آمن به