منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 02 - 2013, 09:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

الأنبياء

ظهر الأنبياء المدونة نبواتهم في العهد القديم في أزمنة عصبية مرت فيها الأمة. فقد كانوا هم رجال الله في زمنهم وتناولت رسالاتهم على وجه الإجمال أزمنة وأمكنة محدَّدة. إلا أن رسالاتهم تظلُّ نافعة ونافدة لأن مثل تلك الأوضاع عادت فسادت مرة بعد مرة في التاريخ.
الأنبياء الأولون:

برز الأنبياء كجماعة أول مرة في أيام صموئيل الذي يوصف غالباً بأنه "آخر القضاة وأول الأنبياء". آنذاك شكَّل الفلسطيون خطراً عظيماً على بني إسرائيل. فهؤلاء الأنبياء الأولون، بغيرتهم لإله إسرائيل، غذوا تصميم الشعب على أن يكون حراً ومستقلاً. ولما التقاهم شاول الشاب أسره شعورهم بقوة الله القهارة، فانضم إليهم وتنبأ معهم إذ سيطرت عليه قدرة الله.
ولا يبدو أن صموئيل نفسه انخطف في نشوات جماعة الأنبياء تلك. فقد أدى دوراً هاماً كقاضٍ للشعب. كذلك وبخهم على عبادة آلهةٍ غريبة وصلى إلى الله لأجلهم طلباً للمغفرة (وذلك كله من النواحي المهمة أيضاً في خدمة الأنبياء المتأخرين). وواضح أن صموئيل كان حاصلاً أيضاً على مواهب أخرى غير معتادة. فلما كان شاول يبحث عن أتُن أبيه الضائعة أستطاع صموئيل أن يخبره بأنها وُجدت وينبئه أيضاً بما سيجري له في الطريق. لكن مثل هذه المسائل هي أمورٌ يسيرة نسبياً. فقد خلد ذكر صموئيل بحقيقة كونه، ككثيرين غيره من الأنبياء، قد أعلن اختيار الله لملك معين. وهو مسح شاول، وداود من بعده، ملكين اختارهما الله.
وبينما كان داود ما يزال ملكاً، انهمك النبي ناثان كذلك أيضاً بقضية تعيين الملوك. ولكن لم تبرز خدمة النبوة إلى المقدمة قبل منتصف القرن التاسع ق م على يدي إيليا وأليشع.
وقد كانت أزمة وقعت في المملكة الشمالية هي ما دفع عمل هذين النبيين إلى الواجهة. فقد استوردت إيزابيل زوجة الملك أخآب عبادة الآلهة الغريبة، مستقدمةً من صور مسقط رأسها 850 من أنبياء بعل وآشيراه، وهما إلهٌ وإلاهة كنعانيان. إذ ذاك تيقن إيليا أن عليه أن يتحدى هذه الديانة الباطلة ويصون الإيمان الحقيقي.
وهكذا دعا إيليا الأنبياء الكنعانيين إلى مواجهةٍ فوق جبل كرمل حيث أثبت الله بإنزال نار أنه الإله الحق- "الرب هو الله؛ الرب هو الله!" وقد تابع أليشع رسالة إيليا، وقام بمعجزات شفاء، كما أنه دبر مسح ياهو ملكاً على المملكة الشمالية. وجمع أليشع عدداً من التلاميذ ("بني الأنبياء") حفظوا ذكرى أعماله.
1 صموئيل 7: 3- 17؛ 9 و10؛ 2 صموئيل 7؛ 1 ملوك 1: 11- 40؛ 17- 19؛ 2 ملوك 1- 9.
الأنبياء المتأخرون:

لم يدون أي واحد من الأنبياء الأقدمين سفراً يجمع نبواته، وإن كنا نعرف القليل مما قالوه وفعلوه. ولكن في الفترة "الكلاسكية" للنبوة، أي من القرن الثامن إلى القرن الخامس ق م، دوِّنت مجموعة كبيرة من رسالات الأنبياء ضُمت لاحقاً إلى أسفار العهد القديم الذي لدينا الآن: أشعياء، إرميا، حزقيال، كتاب الاثني عشر نبياً (الأنبياء "الصغار" من هوشع إلى ملاخي)، فضلاً عن سفر دانيال.
والأزمنة الكامنة وراء هذه الفترة الجديدة للنبوة كانت الحال السياسية المتغيرة التي أدت أولاً إلى سبي المملكة الشمالية (الأسباط العشرة) بعد سقوط عاصمتها السامرة في 721 ق م، ثم إلى سبي يهوذا (المملكة الجنوبية)، بعد خراب أورشليم في 586 ق م.
تركز رسالة هؤلاء الأنبياء على السبي. فمنهم من توقع حصوله. ومنهم من تأمل مدلوله. وقد شجع قسمٌ من الأنبياء المتأخرين الذين ظهروا لاحقاً الأمة على إعادة بناء ذاتها والنهوض من سقوطها.
قبل السبي:

أنذر الأنبياء بقرب وقوع الكارثة. وقد فعل هذا عاموس وهوشع في المملكة الشمالية خلال القرن الثامن، وإرميا في المملكة الجنوبية في أواخر القرن السابع. ودعا الأنبياء الشعب إلى التوبة. فلم يكن بعد قد فات الوقت كي يغير الله فكره. إلا أن الأنبياء اضطروا إلى الاقتناع بأن الشعب لم يكونوا ينوون التوبة. فقد مُنحوا فرصاً عديدة لكنهم رفضوا انتهازها. إذ ذاك تحدث عاموس ممثلاً جميع الأنبياء: هذه هي رسالة الله- استعدوا لمواجهة دينونتي.
تُرى، ماذا فعل بنو إسرائيل حتى أغضبوا الله هكذا؟ لقد تولّى سائر الأنبياء فضح خطايا الشعب المتنوعة. فندّد عاموس بالظلم الاجتماعي، وهوشع بعدم أمانة الشعب نحو الله، وميخا بخطايا الحكّام، وإرميا بالآلهة الزائفة وفساد بني يهوذا المستشري. إزاء هذه الخطايا كان لا بد أن يعاقب الله الشعب، وإن آلمه ذلك في الصميم.
عاموس 9: 1- 4؛ هوشع 11: 5- 7؛ إرميا 25: 8- 11؛ عاموس 5: 14 و15.
خلال السبي وبعده:

ما إن أصبح بنو إسرائيل ويهوذا في السبي حتى بدأ بعضهم، على الأقل، يدركون أنهم استحقوا هذا العقاب. ومنذئذٍ فصاعداً أتيح للأنبياء أن يحركوا الرجاء. فتنبأ حزقيال بيومٍ فيه تبدأ الأمة تحيا من جديد إذ ينفخ فيها روح الله حياة جديدة بعد أن تكون عديمة الحياة ككومة من العظام اليابسة. وتطلع أيضاً بناء الهيكل من جديد والعودة إلى الاستقرار في الأرض. كذلك أتت النبوات الواردة في أشعياء 40- 55 برسالة رجاء ويقين إلى الشعب. فقد كان الله على وشك أن يرد المسبيين من بابل إلى أورشليم.
وبعد رجوع طلائع المسبيين، وجمود بهجة البدء بترميم الهيكل، دعت الضرورة إلى قيام جيل جديد من الأنبياء لمواجهة أزمة اليأس وخيبة الأمل. ولو لم يشجع حجي وزكريا الشعب على العمل في الهيكل، لما كان أنجز قط. ولولا استعادة عبادة الله على النحو المطلوب لكانت العودة من السبي فشلاً ذريعاً.
حزقيال 37؛ 40- 48؛ أشعياء 40: 1، 9 و10.
دور الأنبياء:

خيرُ فهمٍ لدور الأنبياء يقوم في اعتبارهم مُرسلين من لدن الله. فغالباً ما تبدأ أقوالهم أو رسالاتهم بالعبارة "هكذا قال الرب" أو "كان كلام الرب قائلاً" وما شابه. بهذه الطريقة كانت تبدأ قديماً الرسائل الشفهية التي ينقلها رسولٌ ما. وقد دعا الله الأنبياء لسماع خططه ورسالاته. ومن ثم أرسلهم لتبليغ بني إسرائيل وسائر الأمم تلك الرسالات. وكان الأنبياء أحياناً يرون رؤى، أو يعظون مواعظ، أو يستخدمون الشعر أو التمثيل في تكليمهم الشعب. وقلما أخبروا عن الطريقة التي بها يتلقون رسالاتهم. إلا أنهم كانوا متيقنين تماماً من أن ما قالوه صادرٌ من لدن الله.
وكان الأنبياء في العادة ضد تيار الرأي العام. ففيما بدا كل شيءٍ بخير، كانوا يندّدون بشرور مجتمعهم وينبئون بمصيره السيء. وحينما أبدى شعبهم التشاؤم. كانوا يتنبأون بالرجاء. وقد أتوا بهذا الكلام المنطوي على تحدٍ وإزعاج، من لدن الله، لأن دعوة الله تغلغلت في أعماق حياتهم وأحدثت فيهم تغييراً عجيباً.
كذلك كان الأنبياء أيضاً معلمين يدعون الشعب للرجوع إلى طاعة شرائع الله. لم يكونوا يبشرون بدينٍ جديد، بل كانوا يطبقون كلمة الله على زمنهم.
يدين العهد القديم بالكثير للأنبياء. فقد كتب الأنبياء، أو الرجال الذين تعلموا من تعليم الأنبياء أموراً كثيرة، لا أسفار الأنبياء وحدها بل عدة أسفار تاريخية، ولا سيما تلك الممتدة من يشوع إلى الملوك الثاني. إنهم كتبوا التاريخ من وجهة نظر الله.
إرميا 23: 18، 21 و22؛ عاموس 7: 1 و2؛ زكريا 1: 7- 21؛ إرميا 7؛ 18؛ 19؛ أشعياء 1؛ حزقيال 5: 17؛ 1 ملوك 18: 19؛ عاموس 7: 14- 16؛ أشعياء 6؛ إرميا 1.
الأنبياء الكذبة:

شهد تاريخ الشعب القديم على مداه أنبياء كذبةً زعموا أن رسالاتهم جاءتهم من الله، وهي في الواقع ليست من لدنه. فربما استهل نبيٌ كلامه بالقول: "هكذا قال الرب..." ولكن هذا لا يضمن كونه ينقل فعلاً كلام الله. وقد كان الأمر في بعض الأحيان يحتاج إلى بصيرة روحية لمعرفة ما جاء من عند الله فعلاً. والناموس في سفر التثنية نبه إلى هذه المشكلة وقدم قاعدتين نافعتين بشأنها. فإن تنبأ النبي بشيء ولم يحدث، فهو نبي كاذب. وإن أضلت رسالته الشعب عن الله وعن شريعته، كانت رسالة باطلة.
1 ملوك 22؛ إرميا 28؛ ميخا 3: 5- 7؛ إرميا 23: 13- 32؛ تثنية 13؛ 18: 21 و22.
رسالة الأنبياء:

رأى إرميا أن السبي نقض عهد الله مع الشعب: "قد نقض بيت إسرائيل وبيت يهوذا عهدي الذي قطعته مع أبائهم". ولكن الأنبياء أكدوا أن الله لن يتخلى عن شعبه مع أنه لم يعد لهم حقٌّ في شيءٍ من عنده. ولهذا استطاع حتى الأنبياء الذين رسموا صورة مروعة للمستقبل أن ينظروا إلى ما وراء المأساة فيجدوا رجاءً. ففي عاموس وعدٌ بإعادة بيت داود إلى المُلك، وفي هوشع بشفاء الله لارتداد الشعب، وفي إرميا بتجديد الله للعهد.
وهكذا نظرت رسالة الأنبياء إلى الماضي، داعيةً الشعب إلى الطاعة كما في القديم؛ وإلى الحاضر، معالجةً أزمة الإيمان التي تورطوا فيها؛ وإلى المستقبل، اعتقاداً منهم بأن الله ارتبط بشعبه. هذا الارتباط قد يستدعي معاقبة الشعب إلى حين، لكن الأمر سينتهي بإعادة البناء. وأحياناً دُعي الوقت الذي فيه يُعاد بناء الشعب بعد هدمه "يوم الرب". والرجاء بمجيء مسيحٍ يردُّ الشعب هو رجاءٌ له جذوره في العهد القديم، لكنه قوي وصار مهماً فقط في القرون الأخيرة قبل المسيح. وقد رأى الأنبياء أن الله سيتدخل إنقاذ شعبه وردِّه.
إرميا 11: 10؛ عاموس 9: 11 و12؛ هوشع 14: 4؛ إرميا 31: 31- 34؛ عاموس 9: 9؛ زكريا 13: 8 و9؛ أشعياء 2: 12- 17؛ صفنيا.
النبوة في العهد الجديد:

بانسكاب الروح القدس على جميع المؤمنين، صار في وسعهم جميعاً، رجالاً ونساءً، أن يُعلنوا رسالة الله. ولكن هناك موهبة "نبوّة" خاصة مذكورة في العهد الجديد. وهذه من المواهب التي أعطيت لبعض الأفراد في الكنيسة لأجل البنيان. وهي تُعنى لا بكشف المستقبل بل بإعلان فكر الله من خلال كلمته.
أما نبوات سفر الرؤيا، مثلها مثل بعض ما جاء في سفر دانيال، فهي تنتمي إلى النبوات المتعلقة بالآخِرة. وتحتوي على نوع خاص من الرموز والصور البيانية التي لا تُفهم إلا بتطبيقها أولاً على ما كان شائعاً زمن كتابتها.
أعمال 2: 17؛ 1 كورنثوس 11: 5؛ 14: 24؛ 29؛ 1 كورنثوس 12: 10، 29.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إذ تتمسك بالمسيح ابن الله، ليس كواحدٍ من الأنبياء، بل رب الأنبياء الواحد
في العهد القديم قد أدان الأنبياء الحقيقيون الأنبياء الكذبة
كم عدد كتب الأنبياء ؟
هذا نهج الأنبياء
مصر في عصر الأنبياء


الساعة الآن 01:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024