رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
كيف ندرك مقدار عظمة محبتك لنا يارب ولكي نحيا الحياة الأبدية مع الله، كما سبق وقلنا، يجب أن نجد حلاً لمشكلة خطايانا، ونجد ذلك الحل في موت المسيح الكفاري عنا، ففي الصليب التقت قداسة الله وعدالته ومحبته. هناك ظهرت قداسته، وتجلَّت عدالته، واحتضنت محبته الخطاة مثلي ومثلك. قال أوزوالد تشمبرز: «احترس من موقف الذين يقولون: الله رحيم ومحب، وبالتأكيد سيغفر لنا، فلا مكان في الإنجيل لمثل هذا القول. ولكن الأساس الوحيد لغفران الخطية هو في صليب المسيح. ولم يقدم لنا الإنجيل طريقاً سواه.. وحتى عندما ندرك صدق هذه الحقيقة وننال غفران خطايانا على أساسها، فإننا معرَّضون لنسيان التكلفة الباهظة التي تكلفها الله لخلاصنا». في المرات السابقة قد ذكرنا تضحية «ويلي هولت» وهي تقدم لنا صورة باهتة للآلام التي تحمَّلها المسيح على صليب الجلجثة بسبب محبته لنا. ويقول لنا الكتاب المقدس، الموحى به بالروح القدس، إن الله في الصليب قد أزاح الستار ليُرينا محبته الباذلة، فتأسر محبته الفائقة قدرتنا المحدودة عن الفهم. وعندما نركز النظر على عمل المحبة العظيم هذا يمكننا تقدير جزء ضئيل من طول محبة الله وعرضها وعلوّها وعمقها. وعندما مات المسيح لأجلنا على الصليب تألم لأجل خطايانا بثلاث طرق، جسدياً ونفسياً وروحياً. فعلى الصليب تألم بجسده، وانفصل عن نور الله ومجده وسلامه الذي كان له في وحدانيته مع الآب منذ الأزل. ويؤكد لنا التاريخ كما يؤكد الكتاب المقدس تاريخية صلب المسيح وقيامته بالجسد. ولقد قام البعض من الموت قبل قيامة المسيح، لكنهم عادوا وماتوا، وهم الآن ينتظرون مجيء المسيح ثانية ليقيمهم إلى حياة أبدية. أما هو فقد قام ولا يسود عليه الموت بعد. إنه «رَئِيسِ ٱلإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِ ٱلسُّرُورِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ ٱلصَّلِيبَ.. إِنْ يُؤَلَّمِ ٱلْمَسِيحُ، يَكُنْ هُوَ أَوَّلَ قِيَامَةِ ٱلأَمْوَاتِ» (عبرانيين ١٢: ٢ وأعمال ٢٦: ٢٣). آلام جسدية: تألم المسيح على الصليب آلاماً تفوق إدراكنا. ولا يمكن أن نقارن موت المسيح الإنسان الكامل بموت أي إنسان آخر غيره. ومما يساعدنا على تقريب الصورة لأذهاننا نقارن تدمير لوحة فنية لا تُقدر بثمن لرمبرانت بتشويه مجرد قطعة ورق ملونة! وهناك نبوَّة في التوراة تتكلم عن تشويه جسد المسيح على الصليب تقول: «كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ ٱلرَّجُلِ» (إشعياء ٥٢: ١٤). فقد عومل بقسوة حتى تشوَّه جسده، فلم يعُد يشبه الإنسان. ربما عانى آخرون تشويهاً مشابهاً، ولكنهم لم يكونوا في كمال المسيح. فإن المعاناة التي عاناها بسببنا شوَّهت منظره الجسدي كلياً، وهو ما تنبأ هو بحدوثه في قوله: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى ٱلأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ» (مرقس ١٠: ٣٣ و٣٤). وهذا ما تحقق تماماً، فيقول البشير مرقس إنهم استهزأوا به وجلدوه وضربوه على رأسه وبصقوا عليه ثم صلبوه (مرقس ١٥: ١٩ و٢٠ و٢٤). وكان الرومان زمن المسيح يجلدون المجرمين بسياط من سيور جلدية تنتهي بقطع عظام أو رصاص، تمزق الظهر والصدر أيضاً، وبهذا تنبأ المرنم في مزاميره: «ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ» (مزمور ٢٢: ١٦ و١٧). لقد تألم المسيح بالجسد حتى تشوَّه جسده. فهل يساعدك هذا لتدرك مقدار عظمة محبة الله لك؟ آلام نفسية: مع أن آلام المسيح الجسدية تفوق إدراكنا البشري إلا أنها كانت جزءاً واحداً من آلامه الحقيقية، ولم تلمس إلا الغلاف الخارجي لآلامه العميقة على الصليب، ومنها آلامه النفسية. ويصف البشير يوحنا أحداث ساعات الصلب الرهيبة فيقول: «وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. لٰكِنَّ وَاحِداً مِنَ ٱلْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ» (يوحنا ١٩: ٣٣ و٣٤). وهذا يعني أن المسيح مات كسير القلب. ويقول بعض خبراء أمراض القلب إن قلب المسيح انكسر حرفياً فانساب دمه إلى غشاء القلب، فلما اخترقت الحربة جنبه خرج دم وماء. والحقيقة الروحية هي أن صدمة المسيح النفسية كسرت قلبه المحب الذي حمل كل آلام الجنس البشري، وهو صاحب النفس الكاملة الذي انفصل عن الخطاة بكماله (عبرانيين ٧: ٢٦)، فحمل كل قذارات الجحيم التي لا توصف، ومات كسير القلب. فهل يساعدك هذا لتدرك مقدار عظمة محبة الله لك؟ آلام روحية: لما كنا كبشر ذوي أجساد من لحم ودم، فليس غريباً أن يسهُل علينا إدراك آلام المسيح الجسدية والنفسية، دون أن ندرك آلامه الروحية. وعندما نفكر في الموت تتَّجه أفكارنا إلى الآلام النفسية والجسدية التي تصاحب الموت الجسدي. ولكن الكتاب المقدس يحدثنا عن ثلاثة أنواع من الموت: الروحي والجسدي والأبدي. وليس واحد من هذه الأنواع الثلاثة يعني توقُّف الحياة، لكنه يعني الانفصال. (أ) الموت الروحي: وهو الانفصال عن الله الذي خلق الناس ليعبدوه. ولن يجد الإنسان نفسه الحقيقية إلا في عبادة الله. ولكن الإنسان الميت روحياً لا يقدر أن يعبد الله الذي قال المسيح عنه إنه روح، وإن الساجدين له ينبغي أن يسجدوا له بالروح والحق (يوحنا ٤: ٢٤). (ب) الموت الجسدي: وهو نوع ثانٍ من الانفصال، فيه تفارق الروحُ والنفسُ الجسدَ. ولكن الموت الجسدي لا يعني انتهاء وجود الإنسان. (ج) الموت الأبدي: وهو الانفصال الأبدي عن الله مصدر كل حياة ونور ومحبة، فيكون الإنسان الميت أبدياً في ظلمة ويأس ودينونة للأبد. وهو يعني العذاب اللانهائي، وقد تحمَّل المسيح شيئاً منه وهو على الصليب. احتمل المسيح على الصليب الآلام الجسدية والنفسية، إلى جوار الآلام الروحية، التي جعلته يصرخ: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» (متى ٢٧: ٤٦). ويُقال إن مارتن لوثر وهو يتأمل آلام المسيح الروحية استلقى في كرسيِّه كجثة هامدة مدة طويلة بدون طعام. ولما انتهى من تأملاته قال في جزع: «الرب متروك من الرب! من يدرك هذا؟». في ظهر يوم الجمعة العظيمة كان الابن الأزلي معلَّقاً على صليبه نحو ثلاث ساعات. ثم صار مصدر الحياة فريسة للموت، وكان ذروة ذلك لما تركه الآب، فصار الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا (٢كورنثوس ٥: ٢١). ليس خاطئاً، بل خطية! فانفصل عن الأُنس بالله. ولا غرابة أن تسود الظلمة الأرض آنذاك مدة ثلاث ساعات. وما أجمل ما قال إسحاق واتس: «عندما مات المسيح الخالق عن خطية الإنسان المخلوق احتجبت الشمس المجيدة في الظلمة الحزينة». ولكن مجداً لله، فقد قام المسيح من بين الأموات. وكما أن موته حقيقة تاريخية ثابتة، هكذا قيامته، فلم يتمكن القبر والموت أن يبقياه تحت سيطرتهما، فقام في اليوم الثالث، ولا يعود يرى الموت بعد. وهو حي إلى الأبد جسدياً وروحياً، وهو مستعدٌّ أن يمنح هذه الحياة لكل من يقبل خلاصه، كما قال الرسول بولس: «اَللّٰهُ ٱلَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي ٱلرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِٱلْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ ٱلْمَسِيحِ - بِٱلنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ - وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أفسس ٢: ٤-٦). وفي هذا كتب تشارلس وسلي ترنيمة يقول مطلعها: «أيتها النعمة المذهلة، كيف حدث أنك أنت يا ربي يجب أن تموت لأجلي؟». فهل يساعدك هذا لتدرك مقدار عظمة محبة الله لك؟ يسوع المسيح هو الحياة والخلاص هو يحبك بيدو |
31 - 01 - 2013, 10:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كيف تدرك مقدار عظمة محبة الله لك؟
موضوع مثمر ميرسى كتير على الموضوع الجميل |
||||
01 - 02 - 2013, 09:46 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كيف تدرك مقدار عظمة محبة الله لك؟
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
01 - 02 - 2013, 11:00 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: كيف تدرك مقدار عظمة محبة الله لك؟
|
|||
01 - 02 - 2013, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: كيف تدرك مقدار عظمة محبة الله لك؟
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مقدار عظمة الرفعة التي أرتقت إليها العذراء في سر التجسد |
مقدار عظمة النعمة التي نالتها مريم البتول |
إذا أردت أن تعرف مقدار عظمة إنسان |
إن محبة الله لنا لا تدرك ولا تتغير |
هل تدرك محبة الله المتفانية لك؟ |