قال المعترض الغير مؤمن : ارتد سليمان في آخر عمره وعبد الأصنام وبنى المعابد لها، وبعد موته انقسم بنو إسرائيل إلى قسمين، فصار يربعام ملكاً على عشرة أسباط، سميت بني إسرائيل وصار رحبعام ملكاً على السبطين الآخرين, وارتد يربعام والعشرة أسباط معه، وهاجر الكهنة إلى مملكة يهوذا, وبقيت الأسباط 250 سنة، ثم أبادهم الله وسلط عليهم الأشوريين، وتبددوا واختلطوا مع الوثنيين فتزاوجوا وسمي نسلهم بالسامريين ,
وللرد نقول بنعمة الله : مع أن أغلب ملوك عشرة أسباط إسرائيل كانوا أشراراً، إلا أن الله كان يرسل إليهم الأنبياء لإرشادهم وهدايتهم, وكان أغلب ملوك يهوذا يخافون الله, ولنورد تواريخهم بالاختصار بعد انقسام مملكة اسرائيل، (أي بعد شاول وداود وسليمان) فنقول:
(1) رحبعام بن سليمان وكان شريراً، غير أن النبي شمعيا كان معاصراً له,
(2) أبيام بن رحبعام، وسار في آثار أبيه,
(3) آسا بن أبيام كان قلبه كاملًا مع الرب وعمل المستقيم,
(4) يهوشافاط، وكان باراً صالحاً، وكان معاصراً له ياهو بن حناني النبي,
(5) يهورام بن يهوشافاط، شرير سار في طرق ملوك إسرائيل,
(6) أخزيا بن يهورام كان مثل والده,
(7) يوآش بن أخزيا عمل المستقيم,
(8) أمصيا وكان ملكاً صالحاً,
(9) عزريا كان صالحاً، وفي آخر أيامه قام الأنبياء إشعياء وهوشع وعاموس,
(10) يوثام وكان صالحاً وعمل المستقيم في عيني الرب، وكان معاصراً للنبي إشعياء وميخا,
(11) آحاز كان شريراً، وكان معاصراً له النبي إشعياء,
(12) حزقيا وكان من أتقى ملوك يهوذا، وكان معاصراً له النبي إشعياء,
(13) منسى كان شريراً، وفي أيامه تكلم الرب بفم الأنبياء عن خراب يهوذا,
(14) آمون كان شريراً,
(15) يوشيا بن آمون كان صالحاً، وعمل المستقيم أمام الله، وكان من أعظم المصلحين، وكان معاصراً له من الأنبياء خلدة النبية وارميا وصفنيا,
(16) يهوآحاز كان شريراً,
(17) يهوياقيم كان شريراً,
(18) يهوياكين ابنه كان شريراً,
(19) صدقيا كان مثل سلفه شريراً,
فهذه هي سيرة ملوك يهوذا، منهم الأتقياء، ولم ينقطع الأنبياء في أغلب عصورهم, وبصرف النظر عن ذلك فكان الكهنة وأئمة الدين هم المحافظين على كتب الله وعبادته, فإذا استدل المعترض بأن قُبح سيرة الملوك دليلٌ على ضياع كتب الدين، فالقرآن إذاً يكون قد ضاع لأن سيرة أغلب ملوك المسلمين شريرة.