الحقّ الإلهي
في هذه الأيام نسمع عن أمراض كثيرة وخطيرة، فنقول: إنها أمراض الأيام الأخيرة, وهي غضب الله وقصاصه. لكننا ننسى أنّ الانسان مريض بالخطية منذ أن أخطأ آدم وحواء, وطُردا من الجنة أي من حضرة الله, بسبب الكبرياء وعدم الطاعة، أيضاً ننسى أنّ مرض الخطية مزمن ومحبط ومخزٍ، يشبّه بالعث الذي يعشش في الملابس ويُتلفها. إنّ الخطية تتلف الروح والنفس والجسد، كما ننسى أيضاً أننا مجرّبون من الشيطان ليس فقط بمرض الخطية بل أيضاً بأمراض جسدية, وسببها أعمال الإنسان الشريرة الذي لوّث البيئة بسموم الشر وبسببها تلوّث الهواء, فيُصاب الانسان بأمراض مختلفة. لذلك يجب أن نعترف أنّ الخطية فاصل بين الإنسان الخاطئ والله, لذلك نتجنبها لأنّ الله قدوس وبارّ. لقد عمل الإنسان شروراً فظيعة ضدّ كلمة الله وتعاليمه؛ زنى وكذب واحتال وسرق وقتل وعمل الفحشاء التي أنهى الله عنها وأنذر من نتائجها وأعلن عن قصاصها، ولكن بالرغم من كلّ شرّ الإنسان وما عمل ضدّ إرادة الله, دبّر الله له طريق النجاة من الهلاك، وبسبب عظيم محبة الله وكثرة نعمه ورحمته علينا أرسل ابنه الرب يسوع المسيح الذي صلب على خشبة "صليب العار" وصنع منه جسراً للعبور إلى ملكوت السموات تعبيراً وتأكيداً عن المصالحَة التي صدرت من الله لبني البشر، لذلك في أي وقت يلتجئ له أي إنسان معترفاً بضعفه يجده سنداً ومعيناً وشافياً ومطهّراً ومعطياً رحمة للتائبين، ويعطيهم تبريراً وتقديساً, والنتيجة حياة أبدية. أيضاً يستطيع شفاء الأمراض الجسدية بحسب مشيئته، وقد سمح بوجود الأطباء والدواء لمساعدة المرضى, لكنه هو طبيب الأطباء يشفي روحياً وجسدياً ونفسياً، ولا يعسر عليه أمر. وإن لم يُشفَ الجسد فلا نفشل لأنه تراب وإلى التراب سيعود، وأما الروح فإن لم تُشفَ تكون الخسارة فادحة ولا سبيل للتراجع لأنها ستلاقي عذاباً أبدياً. أما إرادة الله فهي: "أنّ جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحقّ يُقبلون" تي 2: 4 وقال الرب يسوع:" أنا هو الطريق والحق والحياة." يوحنا 14: 6 لذلك هو أعدّ جسر العبور الذي خطّط له الله منذ بدء العالم, الذي هو الصليب, ونوال الحياة الأبدية، فالله يحذّر هذه الأيام لكي يُقبل كثيرون إلى التوبة, لأنّ الأيام شريرة. لذلك علينا أن نصحو ونسهر ونثق بصدق مواعيد الله. طوبى لمَن لا يعثر, بل ليجتهد للنجاة من الهلاك، وبهذا سيكون الفرح في السماء بحضرة الإله العظيم، له كل المجد.