رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزامير المصاعد مزمور 125 ملجأ الأمان 1اَلْمُتَوَكِّلُونَ عَلَى الرَّبِّ مِثْلُ جَبَلِ صِهْيَوْنَ الَّذِي لاَ يَتَزَعْزَعُ بَلْ يَسْكُنُ إِلَى الدَّهْرِ. 2أُورُشَلِيمُ الْجِبَالُ حَوْلَهَا وَالرَّبُّ حَوْلَ شَعْبِهِ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ. 3لأَنَّهُ لاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا الأَشْرَارِ عَلَى نَصِيبِ الصِّدِّيقِينَ لِكَيْ لاَ يَمُدَّ الصِّدِّيقُونَ أَيْدِيَهُمْ إِلَى الإِثْمِ. 4أَحْسِنْ يَا رَبُّ إِلَى الصَّالِحِينَ وَإِلَى الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ. 5أَمَّا الْعَادِلُونَ إِلَى طُرُقٍ مُعَوَّجَةٍ فَيُذْهِبُهُمُِ الرَّبُّ مَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. رأينا فيما سبق أن هذه المجموعة من ترانيم المصاعد تتميز بصياغتها المملوءة الصور واللوحات، والآن أضيف أن هذه الصور مأخوذة من لقطات حية من الحياة اليومية، فصورة الحارس (مز121)، والزارع (مز126)، والأسرة (مز128)، والعشب الجاف على السطوح (مز129)، والرقـيب (مز130)، والطفل النائم "الفطيم" (مز131)، ومدينة أورشليم المحاطة بالجبال (مز125)، كل هذه الصورة مأخوذة من البيئة المألوفة للحجاج اليهود. وهذا المزمور (125) يعبر عن الثقة والثبات فى وسط مخاطر الحياة بسبب الإيمان العميق بقوة الرب الثابتة وأمانته الأبدية (انظر مز 23، 123، 131). ففى أوقات الضغط والاضطهادات والظروف الصعبة كثيراً ما تغيب هذه الحقيقة عنا، فيخور إيماننا وتفشل حياتنا الروحية لأن اليأس يتسرب إلينا ونعجز عن رؤية الله وسط كل مشكلاتنا. لقد كتِب هذا المزمور فى فترة قلق وخوف بعد حرب الأعصاب التى شَنّها السامريون على اليهود العائدين من السبىّ. (عز 9 : 4 ، 10 – 14 ، نح 4 : 7 – 9 ، 6 : 9 – 14 ). ولقد تأثر بعض اليهود بسبب هذه الفترة لدرجة حدوث هزة إيمان وضعف ويأس دفع المرنم إلى طلب تدخل الله، ليخلّص شعبه ويطرد أصحاب الطرق المعوجة. ويُختَم المزمور بصلاة تعبدية، لسلام الشعب "سلام على إسرائيل" وهى خاتمة متكررة فى المزامير، ففى مزمور 29 : 11، يقول المرنم "الرَّبُّ يُعْطِي عِزّاً لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ. " وفى مزمور 122 : 7 و8، "لِيَكُنْ سَلاَمٌ فِي أَبْرَاجِكِ..". وفى مزمور 128: 6، "سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ". والسؤال الذى يجيب عنه هذا المزمور هو : كيف يمكننا أن نختبر الإحساس العميق بالسلام وسط ضغوط الحياة اليومّية والمشكلات المتعددة؟ والإجابة التى يقدمها المرنم والتى تعبر عن قناعته واختباره هى : نحن نختبر الأمان والسلام حين نتعلق بشخص الرب ونحتمى فيه، لأنه ملجأ الأمان الثابت والدائم الذى لا يتغير، ولا يسقط، ولا يمكن اختراقه. وفى "ملجأ الأمان" يمكننا أن نرى فكرتين كبيرتين : أولاً : الرب الحامى (1 – 3) : الرب يحيط (1 و 2) : يقول المرنم : "1اَلْمُتَوَكِّلُونَ عَلَى الرَّبِّ مِثْلُ جَبَلِ صِهْيَوْنَ الَّذِي لاَ يَتَزَعْزَعُ ... 2أُورُشَلِيمُ الْجِبَالُ حَوْلَهَا وَالرَّبُّ حَوْلَ شَعْبِهِ". فكما تحيط الجبال بأورشليم من الشمال والشرق والجنوب (2)، هكذا يحيط الرب بشعبه ليحميهم، فجملة "الرب حول شعبه من الآن وإلى الدهر" هى رمز لعلاقة الرب بشعبه وحضوره الدائم حول شعبه، كما تشير إلى ثبات هذه العلاقة وعدم تغيّرها. كذلك توِّضح هذه الكلمات "جماعيّة" العلاقة مع الرب، أى أنه اختبار كل الشعب "الرب حول شعبه"، وهو أوسع وأبعد من اختبار الفرد (يؤ3 : 16 - 18). إن المؤمن يجد حمايته عندما يرتبط بالرب وبشعبه، فنحن فى المسيح وفى الكنيسة، ولا يمكن أن نكون فى المسيح وخارج الكنيسة، تماماً كما لا يجب أن نكون فى الكنيسة وخارج المسيح. إن قبول عمل نعمة الله والخلاص بالمسيح يشتمل فى ذات الوقت على الانضمام إلى كنيسة المسيح لأنها الجسد المبارك لشخصه الكريم. وعلاقة الإيمان هذه هى التى تميِّز وتجمع شعب الرب (1)، فهم "المتوكلون على الرب"، والمؤمنون والواثقون به وحده، والذين لهم عهد معه، واختارهم كما اختار صهيون قديماً (مز 78 : 68 - 69)، وهم الذين يلمسون ويرون حضوره حولهم، ولذلك هم "مثل جبل صهيون الذى لا يتزعزع بل يسكن إلى الدهر". إنهم راسخون كالجبل برغم الظروف الصعبة لأنهم ينظرون الرب ويثبتون النظر على شخصه. الرب يحرر شعبه (3) : إنه يحيط بهم ليحمى من الخارج ويحررهم ليحمى من الداخل، وهنا نبوة تؤكد حقاً ثابتاً : "3لأَنَّهُ لاَ تَسْتَقِرُّ عَصَا الأَشْرَارِ عَلَى نَصِيبِ الصِّدِّيقِينَ". إن سلطة الأشرار وحكم الأجنبى وقسوة الظروف لا تدوم على نصيب الصديقين. والصديقون هم المتوكلون على الرب. وهم المؤمنون العابدون حقيقة (1)، وهم كذلك السالكون فى بره (3). (انظر إر 7 : 1 – 7) ولعل القارىء العزيز يلاحظ هنا المقابلة بين "الصديقين" و "الأشرار". كذلك بين "نصيب" و "عصا". والفكرة هنا أن الأرض كانت تحت سلطة المقاومين، وكان الشعب يشعر بالقهر والظلم واليأس حتى إن البعض فشل فى إستمرار إيمانه فارتكب أعمالاً أثيمة، لأن الشر يفسد كل شىء. وهنا يأتى هذا الحق أن الرب يُقَصِّر هذه المدة ويُحّرر الأرض والشعب ويشجع المؤمنين به "لكيلا يمد الصديقون أيديهم إلى الإثم" أى لكيلا يفشل إيمان الشعب. فالمؤمنون الصديقون لهم إله عادل وأب محب يحيط بهم، ويحررهم ويخلصهم من قهر الناس أو الظروف. يحميهم من الخارج ومن الداخل وهو لا يسمح بدوام الأوضاع المقلوبة إلى الأبد، بل سيتدخل ويحرر ويسند إيمان أولاده. "لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ(يمكن يحتملها البشر، أو يتعرض لها كل البشر).. وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا."(1 كو 10 : 13) ثانياً : الرب المُجازي (4 و5) : ويتم هذا الجزاء فى شكلين : إيجاباً (4) : حينما "يحسن الرب إلى الصالحين وإلى المستقيمى القلوب". وهذه هى الطلبة التى يرفعها المرنم فى صلاته، فمجد الصلاح يقوم فى قدرة الله على كشف الحقيقة "أَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ." ( مز 84 : 11) كذلك ".. وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْخَيْرِ." ( مز34 :10). سلباً (5) : "5أَمَّا الْعَادِلُونَ إِلَى طُرُقٍ مُعَوَّجَةٍ فَيُذْهِبُهُمُِ الرَّبُّ مَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ." ويقصد بذلك أن الرب يطرد الراجعين إلى الطرق المعْوَجَّة بعيداً مع فعلة الشر. ثم يختم المرنم مزموره بصلاة تعبديـة حتى يحقق الله الخير، الذى هـو السلام والأمان لشعبه، فيقول "سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ." وهكذا يبدأ المزمور بالاتكال على الرب ويختم بالسلام للمتوكلين على الرب، فبين الاتكال والسلام يعيش المؤمن حياته كلها. أفكار تطبيقية مفهوم الأمان فى عالم متغير : كيف يمكن أن نختبر الأمان فى هذا العالم؟ بالنسبة للإنسان البعيد عن الله قد تبدو الحياة مليئة بالحقائق المسّرة والمؤلمة، وقد يعجز عن تفسير ظواهرالحياة الصعبة، وكل ما يمكنه عمله هو محاولة تَحمُّل مشكلاتها. أما بالنسبة للمؤمن، فالحياة مليئة بنفس الحقائق، لكن الإيمان يتعامل مع حقائق الواقع ويستخدمها، حتى المؤلمة منها يُحِّولها إلى تدريب للعقل والنفس وأيضاً إلى اختبار وانتصار للروح. لم تعد تصلح العقيدة الاسرائيلية، إن الصالح دائماً فى نجاح والشرير دائماً فى فشل وخراب (مز 1) ، لكن الكتاب المقدس يناقش هذه العقيـدة فى حياة أيوب وآسـاف (مز 73) وموقف يونان من أهل نينـوى (يون 3 : 1 - 4 : 3 وحب 1 : 1 – 4 : 12 و13). ولقد ناقش الرب يسوع أيضاً هذه العقيدة فى سياق الحديث عن المولود أعمى ( يو 9 : 3) وقال فى عظته الشهيرة على الجبـل إن الله ".. يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ"(مت 5 : 45). وهذا المزمور - مع ما سبق-هو إعادة صياغة لهذا المفهوم، مفهوم الأمان، إن شعب الرب - كغيره - ُمَعَّرض للظروف المختلفة : المُسِّرة والمحزنة على السواء. فهذا هو واقع الحياة والعالم. والإيمان الذى يغلب العالم لا يضمن دائماً الحصانة من الألم، لكنه يمنح يقين الأمان والسلام الداخلى وسط الظروف وبرغم الظروف، لأنه إيمان يرتبط بشخص الرب الحال حول شعبه. هذا ما يؤكده الأنبياء فى العهد القديم (2 مل 6 : 8 - 23) فلقد رأى أليشع مثلاً مركبات من نار وجيشاً إلهياً جباراً يحرسه ويحوطه وقت أن هاجمته قوى الأعداء. إن الإيمان يرى الرب خلف الأحداث ووسطها. وحياة الرب يسوع تؤكد هذا المفهوم ويُظهر الصليب هذا الإيمان الغالب الذى لا يقهر. كذلك تؤكده حياة وخدمة وشهادة الرسل، وقبل المسيح ورسله ظهـر هـذا المفهـوم أيضـاً فـى حياة أبطال الله القديسين (عب 11 : 36 - 39 ). مفهوم السلام فى عالم مُعَوّجٍٍ : لقد ارتبط تحقيق السلام فى هذا المزمور بالبروالعدل فى النهاية. ودام هذا السلام للصِدَّيِقين الصالحين ومستقيمى القلوب، وليس بالتنازلات والعدول إلى طرق مْعَوجَّة. (قض 5 : 6). ويمكننا أن نرى خلف كلمات هذا المزمور نوعين من السلام : أ- سلام النفس والقلب : لأن الله يقف بجوار المؤمنين به رغم مشكلات الأيام ومصائب الدهر. وهو الذى يمنح سلاماً يفوق كل تصور بحيث يحفظ القلب والفكر فى المسيح يسوع (فى 4 : 7). ولا يمكن للإنسان أن يحظى بربح هذا السلام ما لم ينل أولاً نوعاً آخر من السلام هو سلام المصالحة مع الله . "1فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ 2الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. 3وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً 4وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً 5وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.". (رو 5 : 1 - 5) ب- سلام المنطقة والعالم : وهذا السلام كان - ولا زال - يُبْنَى على العدل، فالسلام العادل والشامل لكل الأطراف فى نزاع ما هو الحلُ. إن سلام منطقتنا العربية لا يقوم بالطرق المعْوَجَّة مثل تكديس الأسلحة النووية أو تهديد الناس والأرض أو غيرها ... بل يقوم على التفهم الكامل لظروف واحتياجات الطرف الآخر المتنازع معى. إن هذا فقط هو ما يحقق السلام المنشود. السلام القائم على العدل للجميع، والمنافع المشتركة للكل |
22 - 05 - 2012, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مشاركة جميلة جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
22 - 05 - 2012, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل
|
||||
22 - 05 - 2012, 08:02 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
ربنا يبارك فى خدمتك الجميلة ويفرح قلبك دايما |
|||
23 - 05 - 2012, 04:22 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
شكراً أختى أيرينى على مرورك الجميل |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|