رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر ((17)) بقلم قداسة البابا شنودة 3\10\2010 حياتك في الفضيلة تقاس بنوع اهتماماتك قال السيد المسيح لمرثا:أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد اكو. 41:1 أما مريم فقد اختارت النصيب الصالح واهتمت به.. وأنت يا أخى بماذا تهتم؟ ماهى الأولويات فى حياتك؟ حسب أولوياتك يكون حياتك ويكون عملك وتكون إرادتك... إن الناس يختلفون فى اهتمامهم كما اختلفت مريم ومرثا.. كان اهتمام مرثا أن تهتم بالمسيح فى ضيافته بينما اهتمت مريم بمحبته ،والجلوس عند قدميه والاستماع إليه وصارت إحداهما مثالأ للخدمة والأخرى مثالأ للتأمل وقليلون -مثل القديس بولس-من جمعوا بين الأمرين.. الرعاة اهتموا بالخدمة والرهبان بحياة التأمل وحسب اهتمام كل واحد هكذا كانت حياته.. وأنت مثلأ حينما تستيقظ كل يوم، بماذا يكون اهتمامك؟ هل تهتم بحياتك اليومية، تغسل وجهك ،تفطر،تعد ملابسك تستعد للذهاب إلى عملك؟أم اهتمامك الأول كيف تبدأ اليوم مع الرب بالصلاة والقراءة والتأمل...؟حسب اهتمامك سيكون تصرفك. البعض يعتذر أحيانا ويقول:لم يكن لدى وقت للصلاة ...!وأنا دائما أرفض هذا العذر ولا أعتبره السبب الحقيقى ،وأقول: لو وضعت الصلاة والتأمل فى قمة اهتمامك لأمكنك أن تجد لهما وقتا.. نفس الوضع نقوله بالنسبة إلى الصلاة فى مجال الخدمة وفى حياة كثير من الخدام...إنهم يهتمون بتحضير الدرس أكثر من اهتمامهم بتحضير أنفسهم روحيا.. يهتمون بمواعيد الخدمة،واجتماعاتها وبالصور والهدايا والمكتبة والنادى،وبالافتقاد وبالأنشطة ..ونادرا ما يهتمون على نفس القياس بصلواتهم!!فلا نجد اجتماعات الصلاة مثل اجتماعات الشبان أو الشابات. النشاط يأخذ الاهتمام الأول،وليس الصلاة ولودخلنا فى التفاصيل لوجدنا أيضا العمل الروحى لا يأخذ الاهتمام الأول..فالنادى مثلأ:قد نهتم بمكانه وترتيبه وما توجد فيه من ألعاب ومن أنشطة رياضية وتسليات.. وقد نهتم بتنظيم الكارنيهات والمواعيد،والمسابقات وفرق التمثيل والكورال...وفى كل ذلك قد لا يوجد الإشراف الروحى الكامل.. ونجد النوادى فى ضوضائها وفى أخطائها لا تعطى الصورة الروحية المرجوة وربما لاتختلف عن النوادى العادية،لعدم وجود المشرف الروحى. لماذا؟ الجواب صريح..لأننا لم نضع ذلك فى قمة اهتمامنا. وفى الخدمة الاجتماعية قد نجد نفس الظاهرة اهتمامنا الأول أو الوحيد هو فى العناية بالفقراء ماديا سواء فى المساعدات المالية أومشاكل التعطل أو المرض أو الإسكان وما إلى ذلك ويندر أن يعطى اهتمام حقيقى بروحيات هؤلاء المحتاجين.. وإن عقد لهم اجتماع روحى قد يكون شكليات.. اهتمام فيه بربط هؤلاء الناس بالله وبالاطمئنان على حياتهم الر وحية وعلى تناولهم واعترافاتهم وتوبتهم.. نفس الوضع ربما نجده أيضا فى إنفاقات ومشروعات بعض الكنائس. غالبية المال قد تنفقه على البناء والتعمير،أوعلى تجميل الكنيسة وتزيينها بالديكور وبالأيقونات وبالنجف الغالى.. ولا يعطى مجلس الكنيسة ولا كهنتها نفس الاهتمام لخدمة الفقراء والحالات المحتاجة من أجل الأحياء المجاورة المحتاجة إلى رعاية روحية ولا حتى الاهتمام بالخدمة الروحية فى نفس الكنيسة.. للاسف كل الاهتمام مركز فى البناء والديكور نفس الوضع فى عناية الأسرة بالطفل يقول الأب والأم إن اهتمامهما الأول هو تربية أطفالهما ورعاية مستقبلهم. وحسنا يقولون ولكن أى نوع من التربية يهتمون به؟ إنهم يهتمون بصحة أولادهم وأكلهم وشربهم ولبسهم وأيضا بتعليمهم واعدادهم لوظيفة لائقة ثم بعد ذلك بتزويجهم.. ويقول الأب بعد ذلك وتقول الأم كذلك: أشكرك يارب إنى أديت رسالتى نحو أبنائى.الآن ضميرى استراح من جهتهم ومع ذلك لا يضعون اهتمامهم الأول بتربيتهم الروحية وبمصيرهم الأبدى!! لايعطونهم الغذاء الروحى اليومى،مثلما يعطونهم غذاءهم الجسدى وان سالتهم عن واجبهم فى ذلك ربما يجيبون إننا أرسلناهم إلى مدارس الأحد ..! دون متابعة لما أخذوه أوحفظوه من دروس،ودون إضافة شىء خلال الأسبوع.. كأن الأب غير مسئول عن معلومات ابنه الدينية،وعن تربيته روحيا!!وكأن الأم غير مسئولة وهى التى استلمت ابنها من المعمودية كإشبينة له تتعهده بالعناية الروحية وبالتعليم الدينى،وبالتدريب على الفضائل ويبقى السؤال قائما وهاما فى كل ما قلناه: ما هو اهتمامنا الأول؟ اهتمامنا العميق الحقيقى؟ إنسان أخر فى الخدمة يهتم كيف تمتلى، الكنيسة بالناس هذا هو كل هدفه ولايهتم بأن يصل هؤلاء الناس إلي الله وربما يلجأ إلى وسائل عالمية!! مثلما تلجأ بعض الطوائف إلى منح المعونات المالية والاجتماعية لجذب بعض المحتاجين إليهم ويخرجونهم بذلك من كنائسهم!!الاهتمام كله ليس فى الملكوت إنما فى أن يزيد عددهم ولو على حساب كنائس أخرى كثيرون يهتمون بأنفسهم اهتماما جسديا. إما من جهة الأكل والشرب والملبس واما من جهة شهوات الجسد.. بينما يقول الرب لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون.. فإن هذه كلها تطلبها الأمم مت 32،25:6 أما عن وضع الإنسان همه كله فى شهوات جسده فيقول الرسول اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله..فالذين هم في الجسد لايستطيعون أن يرضوا الله رو 6:8 - 1 ويستمر الرسول إلى أن يقول: إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون رو 3:8 ا ففى أى شئ، نضع متعتنا وبالتالى اهتمامنا؟ كل شهوات الجسد الحسية تمتع بها سليمان فى مغالاة شديدة إلى أن قال ومهما اشتهته عيناى لم أمنعا عنهما جا 2 : 10وماذا كانت النتيجة؟.. رأى أن الكل باطل وقبض الريح دجا 11:2 والبعض يهتم بالراحة النفسية له ولغيره حتى ولو لم تكن على أساس روحى..الإم مثلا قد تضع فى اهتمامها الأول أن تكسب محبة ابنها وأن تريحه لكى يريحها ولو كان على حساب روحياته فتدلله وتعطيه كل ما يطلب وتغطى على أخطائه ولا توبخه على خطأ خشية أن تفقد محبته وينشأ الولد مدللا ويفسد.. لأن أمه لم تضع فى اهتمامها أن تقوده فى الطريق السليم حتى لوغضب حينا حتى لو وقفت ضد إرادته الخاطئة ثم تقنعه وتصلحه وتصالحه.. إنها إن اهتمت براحة نفسيته وليس بروحياته ستفقده أبديته بل حتى حياته الاجتماعية لأنه سيخرج إلى المجتمع فلا يجد نفس التدليل الذى اعتاده فى البيت فيتعب من المجتمع أو ينعزل عنه وتكون التربية المنزلية قد أضرت به نفسيا أيضا ولو بعد حين كذلك قد نهتم بحالة المريض النفسية وليس بمصيره الأبدى وبألوان كثيرة من الكذب والخداع نخفى عنه حقيقة مرضه ولا نلمح بخطورة المرض ولو من بعيد خوفا على نفسيته ومعنوياته التى نضعها فى قمة اهتمامنا.. إلى أن يفاجئه الموت ويموت بدون استعداد ويهلك.. المفروض فى الأمراض الميئوس منها أن نعد المريض لأبديته بحكمة. لست أنصح أن نكاشفه بحقيقة مرضه إن كان لا يحتمل.. وإنما نضع فى عمق اهتمامنا أن نعده روحيا حتى إن حدثت معجزة وشفى.. بكل حكمة نقوده إلى الحياة مح الله وليس بسبب الخوف من الموت.. إنما بأسلوب إيجابى مؤثر وبكل وسائط النعمة المتاحة. كذلك هناك سؤال أساسى نعرضه فى موضوع الاهتمام هل أنت تركز كل اهتمامك بنفسك؟ أم تهتم بغيرك ولو فضلته على نفسك؟ ما هو اهتمامك الأول؟ أهو ذاتك؟ أم أنت تخرج عن دائرة الذات لتهتم بالآخرين اهتماما من عمق قلبك تصل فيه إلى الخدمة والعطاء والبذل إلى حد بذل النفس أيضا.. هل تهتم براحتك أم براحة غيرك؟ وهل فى اهتمامك براحتك لا مانع لديك أحيانا أن تبنى راحتك على تعب الآخرين.. كالأسرة التى تطلب من عائلها طلبات فوق احتماله ترهقه وتحرجه وتربكه ولا تبالى! إن الروحيين والمصالحين جعلوا اهتمامهم الأول يتركز فى المجتمع الذى يعيشون فيه. الاهتمام بالأسرة، بالمعارف والأصدقاء، بالمجتمع بالكنيسة، بالوطن كله وبالعالم البشرى كله والمساهمة فى راحته وفى تخفيف أتعابه. وهكذا ظهرت هيئات وجمعيات هدفها إنقاذ الآخرين أو إعانتهم من كل ناحية مثل الهيئات العالمية للصحة ولتربية الأطفال ولإنقاذ العالم من الجوع والكوارث والمشكلات الاجتماعية.. كذلك الهيئات التى تعمل على طبع الإنجيل ونشره والتى تعمل على نشر الكلمة...والهيئات التى تجاهد للمحافظة على حقوق الإنسان السيد المسيح كان كل اهتمامه بالاخرين. كان يجول يصنع خير أع. 38:1 يكرز ببشارة الملكوت ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب مت 23:4 يتحنن على الكل ويشبع كل حى من رضاه يبشر المساكين، يعصب منكسرى القلوب، ينادى للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق أش 1:61 وفى نفس الوقت لم يهتم بذاته ولم يكن له أين يسند رأسه لو 58:9 لم يهتم المسيح بكرامته لما أغلقت إحدى قرى السامرة أبوابها فى وجهه ووبخ تلميذيه اللذين طلبا أن تنزل نار من السماء لتهلكها وقال لهما لستما تعلمان من أى روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص لو 51:9 - 56 وعلى الصليب كان كل اهتمامه بخلاص البشر وبالمغفرة حتى لصالبيه وبالفردوس للص اليمين كما اهتم بأمه القديسة العذراء وبتلميذه القديس يوحنا أحيانا يكون كل اهتمام الإنسان أن يصل إلى غرض ما: وربما لايكون غرضا روحيا وإنما هو لإثبات الذات ووجودها أو لارتفاعها بطريقة ما.. وفى سبيل هذا الوصول لايهتم بالوسيلة ماذا تكون: روحية أوغير روحية.. لايهمه أن تكون حيلا بشرية أوعالمية أو طرقا خاطئة.. تركيز الاهتمام كله فى الوصول إلى الغرض حتى لو ضيع هذا الإنسان نفسا..مثلما فعل أخاب الملك فى الحصول على حقل نابوت اليزرعيلى. وما فعلته الملكة إيزابل فى سبيل أن يصل زوجها إلى غرضه ولو بالجريمة والاتهام الباطل لنابوت وشهود الزور..حتى نال كلاهما عقوبة من الله تناسب ذنوبهما امل 21 وبالمثل ما فعلته رفقة لكى ينال بركة أبيه ومع أن الغرض هنا كان روحيا إلا أن التركيز عليه أفقدهما الوسيلة الصالحة فاستخدما أسلوب الخدا ع تك 27 . وبالمثل قد يهتم خادم اخر أن يملا عقول سامعيه بالمعلومات دون أن يضع اهتمامه فى حياتهم الروحية كيف تنمو.. كل اهتمامه فى المعلومات لا فى الروحيات...!أو أب كل اهتمامه أن يلقن أولاده كلاما من الكتاب يحفظونه ولا يهتم بالتدا ريب الروحية التى تعمق صلتهم بالله. والكتاب يقول افعلوا هذه،ولا تتركوا تلك مت23:23 +++++ ولعلنا بعد كل هذا،نسأل بأى شىء يجب أن نهتم؟ إن ربنا يسوع المسيح يقول فى العظة على الجبل: اطلبوا أولا ملكوت الله وبره مت 33:6 ، ما علاقتنا بالملكوت واهتمامنا به؟ هذا ما أود أن أحدثكم عنه فى مناسبة أخرى،إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
24 - 08 - 2016, 11:30 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة الفضيلة والبر ((17)) بقلم قداسة البابا شنودة 3\10\2010
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|