رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر ((18)) بقلم قداسة البابا شنودة 10\10\2010 حياة الفضيلة تتبرهن بالاختبارات لابد من اختبارات يجتازها كل شخص لكى يثبت أنه فاضل بالحقيقة إن نجح فى تلك الاختبارات التى تقيم بها شخصيته وتتحدد بها أبديته ودرجته فى تلك الأبدية. قد تكون فترة الاختبار قصيرة بالنسبة إلى البعض. يوحنا المعمدان مثلأ ربما فترة خدمته كانت حوالى سنة أو ربما أزيد قليلأ ولكنه عبر فيها عن نجاح هائل فى الخدمة وتواضع وإنكار ذات وشجاعة وقد اكتفى الله بفترة الاختبار القصيرة هذه وأخذه إليه وهو فى سن الثانية والثلاثين تقريبا . نفس الوضع بالنسبة إلى فترة اختبار القديسين مكسيموس ودوماديوس اللذين انتقلا إلى الفردوس فى شبابهما وكذلك القديس ميصائيل السائح الذى وصل إلى درجة السياحة وهو فى حوالى الخامسة عشرة من عمره كانت فترة اختبار قصيرة ولكنها كافية.. كافية للتعبير عن نوعية الشخصية وروحانيتها وجهادها ومدى المحبة الكائنة فى القلب من نحو الله.أيتساءل أحد ويقول لماذا يارب تأخذ مثل هذه النفوس الطاهرة فى هذه السن المبكرة؟ فيجيب الرب:لقد نجحوا فى اختبارهم ويكفى هذا الجهاد .وبالمثل الاختبار الذى تم بالنسبة إلى بعض الشهداء والمعترفين. لقد تم اختبار إيمانهم وثباتهم فيه واحتمالهم من أجله ربما فى أيام أو شهور وكان ذلك يكفى انتقلوا بعده إلى الفردوس على إنه بصفة عامة نقول بالنسبة إلى اختبار الناس: إنه تؤخذ الحياة كلها للاختبار وليست مجرد فترة منها لأن البعض قد تمر عليه فترة ضعف مثلأ ولكنها لاتدل على طبيعة حياته كلها وإنما هى فترة فتور أو سقوط استقام بعدها ونما فى النعمة.وربما تكون فترة البداية سيئة مثل أوغسطينوس أو موسى الأسود أو مريم القبطية ولكن تدخل التوبة وتغير مجرى الحياة كلها ..ولذلك قال الرسول أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم عب 13 : 7 . إن الله يأخذ الحياة فى جملتها وبخاصة فى نهايتها . . لأنه فى اختبار الإنسان يعطيه فرصة لتصحيح مسلكه أو فترة للنمو ولا يأخذه فجأة فى ساعة ضعف طارئة. .!وكل إنسان اجتاز الاختبار بما فى ذلك أبوانا الأولان اختبرهما الله بوصية تبدو بسيطة أنهما لايأكلان من ثمرة معينة وهذه الوصية تبين مدى طاعة الإنسان ومدى التزامه بالوصية ونوعية القلب أمام الإغراءات والشهوة والحروب الخارجية.المهم ليس فى نوع الاختبار إنما فى موقف الإنسان منه. أدم وحواء اختبرا بالامتناع عن ثمرة أما أبونا إبراهيم فكان اختباره أصعب أن يترك أهله وعشيرته وبيت أبيه ويخرج وهو لايعلم إلى أين يذهب عب 11 : 8 . وكان الاختبار الأصعب من ذلك لطاعة أبينا إبراهيم هو تقديم ابنه محرقة للرب تك 22 : 1 ، 2 . يوسف الصديق وداود اختبرا بالنساء. . واحد منهما كان أعزب وضغطت عليه الحرب من الخارج بشدة ومع ذلك نجح فى الاختبار. والثانى كان متزوجا وله عدد كبير من الزوجات ومع ذلك فشل وأضاف إلى خطيته مع المرأة خطايا أخرى تبعت ذلك.ولعل البعض يسأل :لماذا سمح الله أن يدخل داود فى اختبار يعرف مقدما أنه سوف يفشل فيه؟ نقول أن هذا السقوط كان سببا لانسحاق داود واتضاعه حيث بكى طول عمره بسبب هذه السقطة وبلل فراشه بدموعه مز 6 واتضع بسببها كثيرا وانتفع روحيا.ونقول أيضا أن الله لم يجرب داود بذلك.وكما يقول القديس يعقوب الرسول لايقل أحد إذا جرب:إنى أجرب من قبل الله. .ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته.. ديع 1 : 13 ؛ 14 وكذلك لم يجرب الله يوسف بامرأة فوطيفار إنما شر هذه المرأة كان اختبارا له..إن ظروفا معينة قد تحدث فى حياة إنسان وتكون اختبارا له. .وقد يأتى الاختبار من حسد الشياطين وحيلهم. وحدث ذلك فى قصة أيوب الصديق حينما اشتكى عليه الشيطان وطلب أن يقع فى يديه مدعيا أنه إن زالت نعمة الله عنه فإنه فى وجهه يجدف عليه أى 1 : 11 . وما أكثر الاختبارات التى يقع فيها الإنسان نتيجة لحروب الشياطين ومؤامراتهم. وقد يأتي الاختبار بسبب مضايقات من البشر. ربما تعيش امرأة مع زوح قاس متعب وتصرخ إلي الله يارب لماذا تتركه يتعبنى هكذا؟! وقد تكون إجابة الرب مثل هذا الزوج هو اختبار لاحتمالك..وإن نجحت فى الاحتمال إما تكسبين الرجل أو على الأقل تناليىن أكاليل.والأكاليل هي إحدى منافع الاختبارات..وعلى رأى أحد القديسين الذي قال لايكلل إنسان إلا إذا انتصر ولا ينتصر إلا الذي حارب . نفس الوضع نقوله بالنسبة للتلميذ أو طالب العلم،توضع له اختبارات وهذه تبين نوع عقليته وذاكرته وجهده في تحصيل العلم وبناء عليه يكافأ بالنجاح أو التفوق. وفى كل مناحي الحياة ومجالات العمل نجد اختبارات لكفاءة الإنسان ومقدرته وفى السماء يأخذ الإنسان الأكاليل المعدة للغالبين كما ورد ذلك فى كل رسالة من رسائل الرب إلى الكنائس السبع. وقد سجل ذلك فى سفر الرؤيا رؤ 3،2 . والاختبارات هى تقييم لحياة الإنسان وعمله وروحياته. تبين صلابته أو ليونته قوته أوضعفه فإن فشل ينطبق عليه قول الوحى الإلهى وزنت بالموازين فوجدت ناقصا دا 27:5 وهذا واضح فى مثل البيتين.. البيت المبنى على الصخر اختبرت صلابته الرياح والأمطار هبت كلها عليه فلم يتزعزع وظل ثابتا بعكس البيت المبنى على الرمل لما صدمته الرياح وسقطت عليا الأمطار سقط وكان سقوطه عظيما هذه الرياح والأمطار هبت كلها عليه فلم يتزعزع وظل ثابتا بعكس البيت المبني البيت المبنيعلي الرمل لما صدمتة الرياح والامطار كانت اختبارا للبيت أظهرته على حقيقته.والله يعرف حقيقتنا دون أن يختبرنا فلماذا الاختبار إذن؟وما حكمته؟على الأقل بهذا الاختبار يعرف الإنسان ذاته وإن سقط يعرف ضعفه وإن عوقب لايشتكى على عدل الله ونما يقول مع اللص اليمين نحن بعدل جوزينا لو 23 :ا 4 وأيضا إذا عرف ضعفه يتضع ويحترس ويدقق فيما بعد وقد يكون اختبار الشخص الناجح درسا لغيره إن الله كان يعرف قدرة أيوب على احتمال الاختبار فسمح بذلك لكى يعطى به درسا للأجيال به نطوب الصابرين يع 11:5 وكان السيد المسيح يعرف تماما قدرة المرأة الكنعانية على سماع كلمة صعبة متي 15: 26 وإنها ستنجح فى الاختبار فسمح بذلك وقال لها بعد إجاباتها المنسحقة عظيم هو إيمانك وصارت بإجابتها درسا لنا . طرق للاختبار 1 - قد يختبر الإنسان بنقطة ضعف فيه:الشاب الغنى كان يحفظ الوصايا منذ حداثته وكان يشتاق إلى الحياة الأبدية ويسعى إليها وعلى الرغم من هذا كانت فيه نقطة ضعف وهى محبته للمال وقد اختبر فى هذه النقطة بالذات اذهب وبع كل مالك وأعطه للفقراء متى 9 ا:ا 2 فمضى حزينا وفشل فى الاختبار.. ابحث إذن:ماهى نقطة الضعف التى فيك التي تسقطك؟ 2 - وقد يختبر الإنسان بأخذ شىء منه:مثال ذلك أن يطالبك الرب بالعشور وبالبكور ويرى هل تدفع أم لا وهل تتحايل على الأمر؟ وهل تعتذر بأسباب أو على الأقل هل تؤجل؟وما هو مدى التزامك بالوصية؟ وقد يختبرك بيوم الرب،هل تحفظه وتعطى وقتك للرب؟ 3 - وقد يختبر الإنسان بالأمراض:كما حدث فى تجربة أيوب أى 2 وكما حدث بالنسبة إلى بولس الرسول الذى قال ولئلا أرتفع من فرط الإعلانات أعطيت شوكة فى الجسد ملاك الشيطان ليطمئنى لئلا أرتفع، 2 كو 2 ا:7 ويرى الله هل الإنسان يحتمل أم لا؟هل يقبل أم يتذمر؟ 4 - وقد يختبر الإنسان بعدم استجابة الصلاة كما صلى بولس الرسول من أجل أن يخلصه الله من هذه الشوكة التى فى الجسد وقال الى الله تضرعت ثلاث مرات ومع ذلك استبقى الله هذه الشوكة فى القديس بولس وقال له تكفيك نعمتى 2 كو 12 : 9،8 <،ولم يتذمر هذا القديس. 5 - وقد يختبر الإنسان 0بتأخر الله عليه!! أقصد ما يظنا هذا الإنسان تأخرا ويختبر الله هذا الإنسان ماذا يفعل؟هل يلجأ إلى الطرق البشرية مثلما لجأت سارة إلي هاجر لما تأخر حبلها تك 16 : 2 ومثلما لجأت رفقة إلى حيلة بشرية لخدع إسحق حتى يمنح البكورية ليعقوب تك 27 أم إن الإنسان لايتعبه التأخر ويستمر فى اللجاجة مثلما فعل إيليا النبى،لما صلى من أجل سقوط المطر،فلم يستجب الرب إلا فى الصلاة السابقة امل 18 : 44 إذ استمر فى صلاته ولم ييأس. 6 - وقد يكون الا ختبار بالاضطهاد أو سوء المعاملة: كما اختبرت الكنيسة بعصر الاستشهاد الذى استمر من عهد نيرون إلى حكم ديوقلديانوس أكثر من . 25 سنة باقسى ألوان التعذيب وصمدت الكنيسة فى هذا الاختبار،ونجحت فكوفئت بمرسوم ميلان سنة 313 . أما عن سوء المعاملة فهو اختبار يحدث فى محيط المجتمع أو الأسرة أو العمل فى جو الرؤساء أو الزملاء ويرى به معدن الإنسان. 7 - وقد يكون اختبار إنسان عن طريق العتاب أو الصراحة: فهناك أشخاص لايحتملون العتاب ويثورون وينفعلون وأشخاص لايحتملون الصراحة ويعتبرونها اتهاما أو إهانة وتظهر طبيعتهم التى كانت تخفيها عبارات المجاملة أو المديح ولذلك قال أحد أصحاب أيوب له إن امتحن أحد كلمة معك،هل تستاء أى 4 : 2 8 - والإغراءات هى اختبار أخر للإنسان سواء كانت إغراءات جسدية أو مالية أو خاصة بالمناصب والألقاب أو أية شهوة أخرى يتعرض لها الإنسان والشهداء لم يحاربوا بالتعذيب فقط وإنما بالإغراءات أيضا وانتصروا فى تلك الاختبارات. 9 - لذلك فإن النجاح والعظمة هى اختبار للإنسان هل يرتفع قلبه إن نجح فى حياته؟ وهل يتعالى على غيره؟ وهل يفقد تواضعه ويبقى كما هو..كما قال أحد الأدباء عمن ينجح فى هذا الاختبار أنه يكبر دون أن يتكبر ويحتفظ بثباته فى وثباته وقد فشلت هاجر فى هذا الاختبار فلما صار لها ولد بل مجرد حبلت صغرت مولاتها فى عينيها تك 16 : 4 10 -المواهب أيضا أختار للانسان أولا كيف يستخدمها هل فى الخير أم الشر؟ كالذكاء مثلأ والجمال والفن ..وثانيا هل يرتفع قلبه بها ؟كما حدث أن التلاميذ فى بعثتم التبشيرية الأولى فرحوا بإخراج الشياطين وقالوا للرب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك فوبخهم قائلأ لاتفرحوا بهذا لو0 1 : 17 ، 20 إن موهبة الألسنة كانت اختبارا لكثيرين.هل يستخدمونها لبنيان الكنيسة 1 كو 4 ا : 5 لتبشير الأمم الذين لهم لسان أخر. .أم يرونها مجالأ للظهور وللافتخار والمجد الباطل؟ 1 ا- من الاختبارات التي تتعرض لها البشرية التمدن mod ernism فهم فى زحمة التهافت على التجه يد يحتقرون كل ما هو قديم من عرف وتقاليد بل من تراث عظيم مجيد ويريدون أن يجددوا كل شىء بتحطيم كل التخم القديمة أم 22 : 28 ويدخل التجديد حتى فى اللاهوتيات والعقائد . 12 - يدخل الاختبا ر أيضا فى المحبة: وكما قال القديس يوحنا الرسول لانحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق 1 يو 18:3 . إن بطرس الرسول قال للسيد المسيح:أن شك فيك الجميع فأنا لا أشك ولو اضررت أن أموت معك لا أنكرك متى 33:26 ،ه 3 ولكن لما اختبرت محبته أنكر وجدف وقال لا أعرف الرجل متى 26 : 74 وبنفس الوضع تختبر الطاعة إذا تلقى الإنسان أمرا لا يوافقه. لأنك أن تلقيت أمرا يوافق رغبتك وأطعته ربما تكون قد نفذت رغبتك وليس الأمر الصادر إليك أما إذا تلقيت أمرا ضد رغبتك فهنا تظهر الطاعة وإذا غيرت رغبتك بسبب الأمر ورأيت إن العكس هو النافع لك،تكون قد ارتفعت من مستوى الطاعة إلى التسليم. |
26 - 05 - 2012, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
ميرسى جدا تيتو ربنا يباركك |
||||
05 - 09 - 2012, 06:19 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: حياة الفضيلة والبر ((18)) بقلم قداسة البابا شنودة 10\10\2010
ربنا ينيح نفسة الطاهرة في فردوس النعيم
شكرا علي المشاركة الجميلة ربنا يعوض تعب محبتك |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|