09 - 12 - 2012, 07:37 PM | رقم المشاركة : ( 621 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
616 - نقف امام الله ونرفع له احتياجاتنا ونطلب ، وبعد ان نطلب ننتظر الاستجابة وسداد الاحتياج . ونمد ايدينا في تعجّل ونفتحها في توتر وعدم صبر . وتتوتر اصابعنا وتهتز وتمل وتتحرك وتبتعد . تنقبض وتُقفل وتتشاغل بأشياء أخرى بعيدا ً عن عطاء الله . وحين تأتي الاستجابة تجد الكف مغلقة ً والأيدي بعيدة ، ولا تصلنا بركات الله وعطاياه التي طلبناها وسألناها منه . نُتلف صلواتنا بالتعجل وعدم التروي وعدم الانتظار ، لا نصبر حتى تنضج الثمار ونحاول أن نقطفها فجة . الله يريدنا ان نسير الطريق معه ويسير احيانا ً ببطء ، ونحن نتقافز امامه ، نُسرع السير ، نريده ُ أن يجري معنا ، وهو يريدنا أن نتبعه لا يتبعنا نحن ، نحن نتبعه هو ، هو يريدنا أن نلحق به ، لا يلحق بنا هو ، نحن نسير معه . وتختلف سرعتنا عن سرعته ونفقد الطريق وننحرف . يسير في طريق ونسير نحن في طريق ٍ آخر . واحيانا ً يريدنا الله أن نسرع ،ونحن نتباطأ ونتكاسل ، وتختلف سرعتنا ايضا ً عن سرعته ونفقد الطريق وننحرف ، يسير في طريق ونسير نحن في طريق ٍ آخر . نفقد الطريق بالتسرع الأهوج ، ونفقد الطريق بالتباطؤ الكسول . الله يريدنا ان نسير في طريقه . يطلب داود النبي أن يعرف الطريق ، يقول " عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ" ( مزمور 27 : 11 ) ويقول ايضا ً " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ." ( مزمور 37 : 23 ) سر في طريق الله ، الله يرشدك الى الطريق . لا تنحرف عنه ، اعرفه ُ وثبّت خطواتك فيه تَسر في سرور وسعادة واطمئنان وامان . لا تسرع السير إن ارادك الله أن تبطئ ، ولا تبطئ السير إن ارادك الله أن تُسرع . سر بخطوات تتفق وخطوات الله . اتبعه هو يسير الطريق أمامك .
|
||||
10 - 12 - 2012, 07:51 PM | رقم المشاركة : ( 622 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
617 - كانت السفينة تنزلق على الماء الساكن في سلام ٍ وهدوء . كانت السماء صافية ً والموج هادئً والقمر منتشر فضيا ً . وكان التلاميذ مستلقين مسترخين ونسمة ٌ خفيفة تدفع القلوع ، والمسيح في المؤخرة على وسادة ٍ نائم . كل شيء ساكن ٌ هادئ . وفجأة ً " حَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ " ( مرقس 4 : 37 ) وايقظوا المسيح ، " وَقَالُوا لَهُ : يَا مُعَلِّمُ ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ ؟ فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ ...... فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. " وحياتنا مليئة ٌ بالعواصف ، أنواء ورياح ٌ وأمواج ٌ وبروق ٌ ورعود . قد تكون عاصفتك حزنا ً لفقدان عزيز ٍ فجأة بدون توقع . وقد تكون عاصفتك فشلا ً وخسارة ً وضياع مال ٍ وفقدان ثروة ، أو العاصفة التي تهاجمك مرضا ً وألما ً ووجعا ً ومعاناة . او العاصفة التي تهاجمك ظلما ً واضطهادا ً وتعذيبا ً . لا تنظر للسماء الداكنة السوداء . لا تركز في الموج العالي حولك . لا تفزع لصوت الرعد الهادر . لا ترتجف من لمعان البرق فوقك . العاصفة كما تهدد ، تقوّي ، تنمّي ، تصفّي ، تطهّر . العاصفة لا تقتل ، الله لا يتركها تتمادى وتتجبر . الله يمسك خيوط العواصف في يده ، تتحرك تحت سلطانه . الله يسمح بها لنكتسب قوة ً وصلابة وخشونة . الشجرة المغروسة في مهب الريح تمتد جذورها وتتكاثف فروعها ، تهزها الريح يمنة ً ويسرة ، وتتعمق الجذور وتتقوى وتتشعب . والمسيح في المؤخرة موجود ، مر بالعاصفة قبلك . انظر الى موسى وهو على مشارف ارض الموعد لا يخطو اليها . انظر الى ايوب وهو يتلقى النوائب ويرتمي في الرماد مضروبا ً . انظر الى يوسف وهو خلف الاسوار مظلوما ً منسيا ً مقهورا ً . انظر الى المسيح وهو مشدودٌ على الصليب ، مجروح ٌ ، مهان ٌ ، مصلوب . من يحيا بدون عواصف ؟ من يهرب من الموج ويختفي بعيدا ً عن الريح ؟ كلنا وسط العواصف ، نتقوى ، نتعزى ، نُحفظ في يد الله . إن هبت الرياح فها أنا ، أنا ، واهتزت البطاح فلا اخشى العنا . النوء ينميني ، جذوري تمتد . والضيق يحييني ، الغصن يشتد . اثبت في المسيح ، تمسك به
|
||||
12 - 12 - 2012, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 623 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
618 - جاء المسيح الى يوحنا المعمدان ، الى الاردن ليعتمد منه ، وخطا في النهر واحنى رأسه وصب يوحنا الماء عليه . " وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ " انشقت السماوات ، والروح ، روح الله نزل مثل حمامة ٍ عليه ، وصار صوت ، صوت ٌ من السماء : " أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " ( مرقس 1 : 11 ) السماء انشقت ، انفتحت وروح الله نزل بشكل ٍ ملموس ٍ محسوس ، وصوت الآب يُعلن ويؤكد ويصرّح : هذا هو الابن الحبيب الذي يُسر به . وبعد ذلك في ذروة الاعلان ، للوقت ، في الحال " أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ ، وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ . وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ." من الغلبة والنصرة والمجد الى القفر والبرية والوحوش والشيطان . عجيب وغريب عمل الروح ، وسط النجاح والفوز والرفعة ، للوقت يخرجنا الله الى البرية ، الى الانعزال والانزواء والتجارب . بالأمس نحلّق في سماء البهجة ، واليوم نغوص في اعماق الألم ، وهو .. هو ، الروح الذي ينزل من السماء المفتوحة . هو .. هو ، الروح الذي يقودنا الى البرية الجافة . الصوت الذي يُعلن انك ابنه الحبيب الذي سُرّ به . نفس الصوت يدعوك أن تمر في بوتقة التجربة . للوقت حالا ً ، ما ان نرتفع حتى ننخفض . ما ان نعلو ونسبح في الاعالي وسط سحاب الفرحة حتى نجد انفسنا نحط على ارض ناشفة جافة ٍ مليئة بالاشواك . وفي الحالين الروح هو الذي يرفع وهو الذي يُخفض . والله الذي يسمح بالتحليق وهو الذي يسمح بالهبوط . التجارب في حياتك ليست صدفة ، ليست عشوائية . الله لا يسمح للشيطان ان يتلاعب بك ويلهو . التجارب في حياتك مقصودة ، مدبرة ، مرتبة ، معدّة ٌ تماما ً . يجعلك الروح تمر بها ليهيئك لعمل عظيم مجيد يعدّك له . يدربك على النزال ، على الصبر ، على التسليم الكامل له . واعلم ان التجربة تقويك وتدربك وتؤهلك للنصرة . في التجربة تخدمك الملائكة ، في التجربة تسندك يد الله .
|
||||
14 - 12 - 2012, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 624 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
619 - قال المسيح : " أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. " ( يوحنا 10 : 10 ) هذه ارادة الله لنا حياة ٌ افضل . وهو يريد ان يرانا نعيش هذه الحياة الأفضل . لكننا ننحرف احيانا ً ونبتعد عن ارادة الله ومشيئته ، ونجد انفسنا نعيش حياة لا تتفق وما يريد لنا الله ، ونشقى ونتعب ونيياس ونتذمر ونكره الحياة وننفر منها ، ويعمل الله على ان يعيدنا الى الحياة الأفضل التي أتى ليحققها لنا . وكعازف الكمان الذي يقضي الوقت يضبط اوتار كمانه قبل العرف ، هكذا يقضي الله الوقت ليضبط اوتار حياتنا لتتفق مع مشيئته . يشد الوتر ، يجذبه بقوة ، يسحبه ويلويه ويثنيه ويقسو عليه ، ويضع أذنه عليه ويُعمل أصابعه ُ فيه ، يشده ُ مرة ً ومرات ، وكلما لم تكن نغمته ُ مرضية يزيد الشد والجذب والضرب الى ان تصعد النغمة متفقة ً مع اللحن الذي يريد أن يعزفه . وقت الجذب يعلو صراخ الوتد ، يئن ، يعاني ، يتلوى . أما وقت اتفاق النغمة مع اللحن فيشدو ، يغني ، ينشد . هكذا نحن حين تختلف مشيئتنا مع مشيئة الله ، يجذبنا ويشدنا ، يسحبنا ويلوينا ، يثنينا ويقسو علينا حتى تتفق مشيئتنا مع قصده فيعزف علينا اجمل الألحان . الا انه وهو يوفّق النغمة في حياتنا مع لحن مشيئته ، فهو كالموسيقي يحتضن الكمان ويجذبه نحو قلبه . ونسمع في حضنه ِ دقات قلبه ِ الحنون وهو يؤكد محبته ُ لنا . مهما جذب اوتارنا لا يقطعها ، مهما شدها لن يمزقها . حين تكون نغمة حياتنا نشازا ً يهذبنا ويطوّعنا ويشد أوتار قلوبنا . قد يسمح ببعض الألم ، بعض الحزن ، بعض التجارب ليشد الأوتار . وتتفق النغمة مع اللحن ، وتتناسق ارادتنا مع مشيئته . ويعلو التسبيح ويُعلن : لتكن ارادتك لا ارادتي .... هل تشعر باصابع الله تشد اوتار قلبك ؟ هل تراه وهو يحرك حياتك يمنة ً ويسرة ؟ هو يوفّق النغمة التي بك مع اللحن الذي يريده منك . هو يحتضنك ويلف يده ُ حولك ويرعاك ويُحبك . ما اعظم اللحن الذي سيخرجه منك عنئذ ٍ .
|
||||
14 - 12 - 2012, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 625 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
620 - هل تسير بنفس سرعة الاحداث حولك ؟ الحياة تجري ، الناس تجري ، الكل يجري بجوارك . هل تتسابق مع المتسابقين ، هل تلهث معهم ؟ هل تستطيع وانت تجري ان ترى طريقك جيدا ً ؟ هل تستطيع وانت تتسابق أن تسمع صوت الله واضحا ً ، أم العجلة المسرعة تلفك ، تبتلعك ، تجرك معها ؟ فلا تستطيع ان ترفع رأسك الى اعلى خوف التأخر والتخلف ؟ قد لا تكون ارادة الله لك أن تجري . قد لا تكون مشيئة الله أن تتسابق مع المتسابقين . هل ترى الله وسط الذين يجرون والذين يتسابقون ؟ أنت مدعو لأن تتبع الله وتسير في طريقه بنفس درجة سرعته . لا تدفعك صوت الاقدام الجارية فتجري معها . لا يغرك التحدي فتشمّر عن ساعدك وتتسابق .اسمع صوت الله يهمس اليك ، يوجهك ويقودك ويرشدك . لن تسمع صوته وسط ضجيج الجري وسرعة التسابق . يقول الله على لسان اشعياء النبي : " اِعْتَزِلُوا ، اعْتَزِلُوا . اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ ....... اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ." ( اشعياء 52 : 11 ) دعوتك تختلف عن دعوتهم . مهمتك لا تتفق ومهمتهم . سعيك غير سعيهم . هدفك غير هدفهم . لا تتزاحم مع المتزاحمين . لا تخرج معهم . يقول الله : " لأَنَّكُمْ لاَ تَخْرُجُونَ بِالْعَجَلَةِ ، وَلاَ تَذْهَبُونَ هَارِبِينَ . لأَنَّ الرَّبَّ سَائِرٌ أَمَامَكُمْ " وعليك ان تسير خلفه . اهدأ ، اسكن ، انقطع عن الحركة ، توقف ، اصغ السمع ، استمع لصوت الله ، دعه ُ يتكلم معك . انتظر امامه ، انظر اليه ، اتبع خطواته ، اجلس معه ، تحدث اليه ، تمتع بالشركة معه . لا ترتبط بالعالم ولا بأهل العالم . لا تتبع طريق العالم ولا تتسابق وتجري دائما ً . قف ، اسكن امام الله . الله لا يخرجك بالعجلة . الله يسير امامك في هدوء ٍ وتأني . سر خلفه في هدوء بدون عجلة .
|
||||
14 - 12 - 2012, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 626 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
621 - تمر بنا اوقات معاناة وألم وتجارب وحزن . يهاجمنا مرض ٌ يقعدنا ويحبسنا ويقيدنا بفراشنا . يقابلنا فشل ، يسقطنا ، يدفعنا ، يلقي بنا الى اسفل . يحل بنا ظلم ٌ واضطهاد ، يمزق ظهورنا بسياطه القاسية . يزور ديارنا الموت ، يُلقي بغلالته السوداء فوقنا . ونتلفت الى الله ، نرفع وجوهنا اليه فنستنجد به . نصرخ اليه ، نطلب عونه نترجى رحمته ُ ونجدته . ولا يجيبنا ، لا نسمع صوته ، لا نراه يتحرك الينا . وتزداد حدة الالم وتحمّى نار الأتون وتقسو لسعات السياط . كيف يسكت الآن . لماذا لا يتحرك ؟ ألا يسمع ، ألا يرى ؟ جائته المرأة الكنعانية بابنتها المجنونة تستصرخه ان يشفيها . رأى لوعة المرأة ، أحس بعذاب الأم أدرك تمزق داخلها ، لكنه برغم ذلك كله لم يجبها بكلمة .... لم يجبها بكلمة . وحسبته المرأة لا يبالي ، لا يهتم ، لا يرى ولا يسمع . وصرخت اعلى وبكت وقالت : " ارْحَمْنِي ، يَا سَيِّدُ " ( متى 15 : 22 ) " يَا سَيِّدُ ، أَعِنِّي ". والحّت عليه بايمانها واصرارها . تبعته ُ وحاورته ُ وسجدت له . وقال لها : " يا امْرَأَةُ ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ " الله يرى ويسمع ، يبالي ويهتم حتى وإن لم يجبك بكلمة ، حتى وهو صامت ، وهو ساكت ، وهو ساكن ، يسمع زفراتك وينفطر قلبه . يرى دموعك ويعطف ويتحنن وهوصامت ٌ ساكت ساكن . يقترب منك وانت تتألم وتشكو وتستنجد به ووجهه كله حب ٌ وحنان . ويعبر في صمت ٍ وسكون بدون كلمة . وتتعجب لذلك ، فهو يقترب من غيرك من المتألمين الصارخين اليه ويجيب ويتألم ، ويحنو ويرق ويربت على اكتافهم ، لماذا أنت ؟ لماذا ؟ هل لأن محبته ُ أقل ؟ هل لأن اهتمامه أضعف ؟ هل لأنك اخطأت ؟ هل لأنه لا يرضى عنك ؟ بالعكس ، المؤمن الحديث الضعيف يحتاج الى كلامه ولمساته ، أما المؤمن القوي الناضج القديم فيحتاج الى صمته ِ وسكوته يسكت في محبته ِ حبا ً لك يسكت في محبته ِ سكوتا ً صاخبا ً . صوت سكوته ِ محبة .
|
||||
16 - 12 - 2012, 07:46 AM | رقم المشاركة : ( 627 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
622 - بعد ان مات المسيح على الصليب جاء يوسف الرامي الى بيلاطس الوالي وطلب جسد يسوع ليدفنه ، وأذِنَ له بيلاطس ، فانزل جسد المسيح من على الصليب . وأخذ هو ونيقوديموس جسد المسيح ولفاه بأكفان ٍ مع الأطياب . وكان هناك بستان ٌ وفي البستان قبر ٌ جديد ، وهناك وضعا جسد المسيح ودفناه في قبر ٍ في بستان . ورأى التلاميذ والمريمات أين دُفن المسيح . دُفن المسيح في قبر ٍ في بستان . وفي صباح أول الاسبوع جاؤوا الى البستان ونظروا في القبر ، ولم يجدوا جسد المسيح في القبر . وجدوا الاكفان موجودة والقبر فارغا ً . قام المسيح من الموت كما قال ، لم يكن بالقبر ، قام من الموت . بعد أن كان القبر في البستان ، أصبح في القبر بستان . اصبح القبر بستانا ً ، انتصرت الحياة على الموت ، ولا بد أن تنتصر الحياة ، لا بد أن ينتصر الحياة ، المسيح الحياة . قال المسيح : " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ " ( يوحنا 14 : 6 ) أَنَا هو الطريق ، أنا هو الحق ، أنا هو الحياة .... جاء المسيح لتكون لنا حياة ، مات المسيح ليميت الموت ويعطي الحياة . قال : " أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." ( يوحنا 10 : 10 ) اصبح القبر بستانا ً ، انتصر الرجاء على اليأس . جاء التلاميذ الى القبر يجرون اقدامهم نحو المسيح الميت ، فوطأت اقدامهم ورود وزهور البستان ووجدوا المسيح قد قام . قال : " أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا " ( يوحنا 11 : 25 ) اصبح القبر معبرا ً والموت جسرا ً وطريقا ً للحياة الابدية . فقد القبر ظلامه والموت سلطانه ، قضى الرجاء على اليأس ، اصبح القبر بستانا ً ، انتصر الحق وغلب كل الأعداء ، اهتزت الأرض وتزلزلت ، هرب الحجر وتدحرج بعيدا ً وقام المسيح من الموت ، خرج من القبر منتصرا ً غالبا ً . وقمنا نحن أيضا ً معه ، قمنا معه غالبين منتصرين " أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ ؟ " ( 1 كورنثوس 15 : 55 ) انكسرت شوكة الموت وتمت الغلبة على الهاوية . خرج من بطن القبر بستان ، في القبر بستان . وطردت الحياة الموت ، وقتل الرجاء اليأس ، وغلب الحق الأعداء . من القبر لك حياة ٌ ورجاء ٌ ونصرة . في المسيح لك الحياة والرجاء والنصرة .
|
||||
17 - 12 - 2012, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 628 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
623 - ما اكثر احسانات الله واعظم اعماله واغزر بركاته لنا . حين نتأمل ونحصي ونعدد نفرح ونبتهج ونتهلل . احيانا ً لا نشعر بها اوقات اليسر والسعادة والبهجة . لكننا قطعا ً نراها واضحة ً وسط العسر والحزن والتجربة . في وسط النهار تحت ضوء الشمس الوهاج المبهر لا تظهر النجوم ولا نرى شعاع القمر الفضي . في وسط الألم نتذكر الراحة وفي وسط التجربة نرى النصرة . في ظلمة الموت تضيء الحياة وفي الحزن تنطلق الفرحة . يرنم داود النبي ويقول : " هَلُمُّوا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ "
"حَوَّلَ الْبَحْرَ إِلَى يَبَسٍ ، وَفِي النَّهْرِ عَبَرُوا بِالرِّجْلِ. هُنَاكَ فَرِحْنَا بِهِ. " حين امر الله شعبه ان يتقدموا الى البحر ويعبروا خافوا وارتعبوا . رأوا الماء كثيرة ً والبحر عميقا ً . كيف يخوضون كل تلك المياه ؟ كيف يعبرون ذلك البحر ؟ وامتدت اقدامهم في تردد وارجلهم في رعب ولمست بطون اقدامهم الماء البارد فارتجفوا وارتعشوا ، ثم استقرت على الرمل . الرمل الدافئ الصلب الراسخ . وجدوا انفسهم على اليابس ، حملهم قاع البحر . وهربت المياه من تحت اقدامهم ، ارتفعت سورا ً بجوارهم ، ارتفعت المياه سورا ً عن اليمين وعن اليسار يحميهم ويحفظهم . وعبروا ، ساروا في سلام . وسط البحر فرحوا بالرب . وانت وانا نسير وسط البحر ، نعبر النهر ونفرح بالرب . بركات الرب كثيرة ٌ جدا ً ، انظر حولك وانت تراها . احسانات الرب متعددة عددها واحصها تُدرك كثرتها . قد لا تراها في النهار لكنك لا بد تراها في الليل . قد لا تدركها في الضجة ، لكنك لا بد تعرفها في السكون . إن حل بك ظلام وألم َّ بك حزن والتف حولك هم دقق النظر ، أصغ السمع ، ارهف الحواس ، سترى احسانات الرب متراكمة ً حولك ، ستسمع بركات الرب صاخبة ً بجوارك . يشرق نور الله وسط الظلام . تظهر رؤى الله وسط الضباب ، تنزل بركات الله وسط الجفاف . تنزل بركات الله وسط الجفاف . تتحرك يد الله وسط البحر والنهر . |
||||
17 - 12 - 2012, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 629 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
624 - تمر بنا الايام ، تتوالى ، تتابع ، تسير ، تتقدم . ونراقبها ونراها ونتأملها وهي تمر بنا وتعبر الحياة سريعة . احيانا ً نراها ً سريعة ً خاطفة ونحن نتمتع بالسعادة والنجاح ، واحيانا ً نجدها بطيئة ً ثقيلة ونحن نعاني حزنا ً أو فشل . تمر بنا الايام ونسمع وقع اقدامها عزفا ً وموسيقى راقصة . وتمر بنا الايام وتضرب اقدامها الارض انينا ً وصراخا ً مكتوما ً . في الحالة الاولى وقت العزف ندخل الحلبة نلهو ونرقص ، وفي الحالة الثانية وقت الانين تتسمر اقدامنا وتحلّق عيوننا . نتلفت حولنا نبحث ونترجى نريد من نستأنس به . في الفرحة نسعد بأننا وحدنا نرتشف السعادة كلها دون منافس . في التجربة نشقى اننا وحدنا نبحث عمن يساعدنا ويشاركنا ويعيننا . وقت الايام الايام السعيدة التي تمر بنا سريعة نتمنى أن نعطلها ونبقيها . وقت الايام التعسة التي تجرفنا بطيئة ً نتمنى أن نعجلها ونطردها وننسى او نتناسى اننا لسنا وحدنا . لسنا وحدنا وقت الفرحة ولسنا وحدنا وسط الم التجربة . هو معنا دائما ً معنا في كل وقت وكل الايام ، الله معنا . يقول المسيح : " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) كل الايام المرحة وكل الايام التعسة وسط بوتقة الالم والتجربة " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " معنا كل الايام حين تمر الايام المرحة وتعبر ، هو باق ٍ . معنا كل الايام حين تمر الايام القاسية متثاقلة ، هو باق ٍ ، الى انقضاء الدهر ، حتى نهاية الايام حين ينتهي الزمن . الله معك حتى ينقضي الدهر ، حين لا يكون هناك دهر . الله معك حتى تنتهي الايام ، حين لا تكون هناك ايام . الله معك حتى يختفي الزمن حين لا يكون هناك زمان . الى هناك يعينك الرب " إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ " حتى هناك يحفظك الله ، لا يتركك ، لا يهملك ، كل الايام الى انقضاء الدهر . إتكل عليه هو باق ٍ ولو مرت الايام . اعتمد عليه هو أمين ولو غدر الزمن . الجأ اليه هو دائم ولو انقضى الدهر .
|
||||
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 18 - 12 - 2012 الساعة 07:51 PM |
|||||
19 - 12 - 2012, 07:50 PM | رقم المشاركة : ( 630 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
625 - بعد ان مات موسى النبي نقل الله قيادة شعبه الى يشوع . وسار يشوع بالشعب الى الارض التي وعد الله شعبه بها . وعلى مشارف الارض وصلوا الى ضفة نهر الاردن العظيم . وكان النهر ممتلئ ً بالمياه ، فالوقت وقت حصاد والمياه تنحدر من فوق . من اعالي الارض تجري المياه غزيرة فائضة مندفعة بكل قوة . ووقف الشعب خائفا ً . بعد كل ذلك السير والسعي وقفوا عاجزين . نسوا وقفة ً مماثلة امام البحر والمصرييون يتبعونهم ليفتكوا بهم . نسوا خلاص الرب الذي صنعه معهم ذلك اليوم . نسوا ما عمل ، نسوا كيف سخّر الله البحر ليحميهم من اعدائهم ويخلّصهم منهم . نسوا ذلك كله وصرخوا كما صرخوا لموسى . خافوا ووقفوا . اما يشوع فلم ينسى شيئا ً . هو يعرف الله ويعبده كما عبده موسى قبله . وقال يشوع للشعب : " تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ " ( يشوع 3 : 5 ) كما عمل امسا ً لكم عجائب يعمل اليوم ويعمل غدا ً ايضا ً عجائب . وأمر يشوع الشعب ان يرتحلوا ويسيروا ويتقدموا الى المياه . حمل الكهنة تابوت عهد الرب على اكتافهم وساروا الى النهر . وقال يشوع للشعب : " اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ " حينما تستقر بطون اقدام الكهنة حاملي تابوت الرب سيد الارض كلها . حينما تستقر بطون اقدامهم في مياه الاردن ، أن مياه الاردن تنفلق . وحدث ذلك تماما ً . تقدم الكهنة وهم يحملون التابوت على اكتافهم وتحركت اقدامهم واستقرت بطون اقدامهم وانغمست في المياه ، فوقفت المياه المنحدرة من فوق وقامت ندا ً وسدا ً وعبر الشعب النهر . ساروا وراء التابوت مباشرة ً ، لم ينتظروا اندحار الماء . ساروا فاندحر الماء ، وقف النهر . احنى التيار رأسه لأقدام الكهنة . توقف جريان الماء ، خاف ، تجمد ، ابتعد وافسح الطريق . افسح الطريق لاقدام الكهنة واقدام الشعب ، افسح الطريق امامهم . حين تواجه بحر الصعوبات ، حين تقترب من شواطئ نهر التجارب ، انظر الى الله الى سيد الارض كلها وتقدم الى الامام . لا تنتظر اندحار الصعوبات والتجارب . تقدم ، سر ، اعبر . فما ان تستقر بطون اقدامك في المياه حتى تنفلق المياه ، تهرب العقبات والتجارب . تقف تبتعد تنحسر تتجمد تُفسح الطريق ، فتسير على ارض ٍ مستوية يابسة جافة رطبة .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|