اذكر يا رب اجتماعاتنا، باركها
ليست اجتماعاتنا هى التي نجتمع فيها مع بعضنا البعض، إنما التي نجتمع فيها مع الله، وحينما نجتمع مع بعضنا البعض، يكون الله في وسطنا حسب وعده الصادق: "حيثما اجتمع اثنان وثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت18: 20)
.
اجتمع الله مع آدم وحواء في الجنة، فكانت أول كنيسة. واجتمع مع نوح وأسرته في الفلك، وكان في وسطهم. وكذلك كان في وسط الثلاثة فتية في أتون النار. واجتمع الرب مع موسى فوق الجبل، وكان اجتماعاً مباركاً، أضاء فيه وجه موسى بالنور لأنه اقترب من النور الحقيقي.
وفى العهد الجديد، كان الرب يجتمع مع تلاميذه، في أي مكان: على الجبل، في بيت حيث شفى المفلوج، وفي البرية حيث بارك الخمس خبزات، أو بين الحقول، وفي جلسة خاصة على بئر يعقوب، وفي بيت مريم ومرثا (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).
ومن أجمل الصور التي قدمها لنا سفر الرؤيا: الرب في وسط المنائر السبع، في وسط كنيسته.
إنها صورة الله في وسط شعبه، وفي يده اليمنى ملائكة الكنائس.
سبقها الرب باجتماعه مع تلاميذه أربعين يوما بعد القيامة " يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله". ودعاهم إلى ذلك الاجتماع بقوله للمجدلية: "اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم أن يمضوا إلى الجليل هناك يرونني"..
إن مجرد رؤيته يمكن أن تكون هدفا في ذاتها: إذ قال لهم قبلا "أراكم فتفرح قلوبكم. ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم".
ونحن نجتمع مع الله في بيته، لذلك نفرح بالذهاب إلى بيت الرب، كما فرح المرتل قائلاً: "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز121).
وكان الله يجتمع مع الناس في البيوت:
وكان أول البيوت التي صارت كنائس، بيت مارمرقس (اع12: 12)، وفي عليته حل الروح القدس، وتعلم قديسنا مارمرقس مثالية الاجتماعيات، وعلمنا إياها.