يسوع المطلوب... والميزان المقلوب... ووصية المحبوب
السبت 11 فبراير 2012
للقمص روفائيل سامي طامية- فيوم
+يسوع المطلوب:-
وفي الغد لما رأي الجمع الذين كانوا واقفين في عبر البحر أنه لم تكن هناك سفينة أخري سوي واحدة وفي تلك التي دخلها تلاميذه وأن يسوع لم يدخل السفينة مع تلاميذه بل مضي تلاميذه وحدهم. غير إنه جاءت سفن من طبرية إلي قرب الموضع الذي أكلوا فيه الخبز إذ شكر الرب. فلما رأي الجمع أن يسوع ليس هو هناك ولا تلاميذه دخلوا هم أيضا السفن وجاءوا إلي كفرناحوم يطلبون يسوع( يو6:22-24) واضح من الآيات السابقة أن من يطلبون يسوع هم عينات من البشر تختلف في أفكارها وإيمانها ومعرفتها عن من هو يسوع فمنهم المؤمنون الذين عرفوا أنه مخلص العالم ومنهم مغرضون الذين لهم أغراض شخصية ومنهم الباحثون عن أخطاء له متربصين أن يصطادوه بكلمة ولكن السيد كان من الجميع معطاء ومحبا ورؤوفا ورحيما وبارا فكان يشفي المرضي ويقيم الموتي ويشبع وقت الجوع يفرح وقت الفرح ويحزن لهم وقت الحزن, كان مشاركا ومتواضعا مع إنه الإله المخلص والفادي القدوس لذلك كان يتزاحم الجميع علي أن يراه ويسمع صوته فياتري عزيزي القارئ هل يمكن أن تحدد أنت من أي نوع من هذه العينات التي خرجت تطلب يسوع.. ليتك تقرأ ما كتبه القديس بطرس قائلا:لذلك أيها الأحباء إذ أنتم منتظرون هذه اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولاعيب في سلام...فأنتم أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم.ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلي يوم الدهر آمين(2بط3:14-18).
+والميزان المقلوب:-
ولما وجدوه في عبر البحر قالوا له يامعلم متي صرت هنا.أجابهم يسوع وقال الحق الحق أقول لكم أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم(يو6:25, 26) هذا هو حال العالم وكل من انغمس في قاعه وترابه فهولاء لهم شكل الذين يريدون أن يكونوا مع يسوع ولكن في الحقيقة الميزان عندهم مقلوب والحقائق مغلوطة هم لايفكرون في يسوع إنما يفكرون في بطونهم وشهوة الأكل مسيطرة علي أفكارهم ولايدرون من يكلمون ولا علي من يبحثون إنهم في الظاهر يبحثون عن يسوع وفي الحقيقة كما كشف المسيح له المجد لهم مايبحثون عنه وهو أنهم أكلوا فشبعوا فالسيد ليس في الحقيقة إلها عندهم وإنما آلهتهم بطونهم كما قال الكتاب عنهم علي لسان الرسوللأن مثل هؤلاء لايخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء(رو16:18) نعم فبدلا من أن يبحثوا علي خلاص نفوسهم وينطلقوا في طريق الحق والحياة يبحثون علي ما يشبع بطونهم وينقلب الميزان منهم فيسقطون في خطاياهم لم يتعظوا من عيسو قديما الذي اشتهي العدس ونسي البركة والبكورية فكم من بشر يضحون بالأبدية من أجل الأكل والشرب ويقطعون أنفسهم من جسد الكنيسة الأم والمسيح فيها الرأس وتضيع منهم فرصة الخلاص المعد لنا والذي وسائطه الصوم الكنسي والصلاة وممارسة الأسرار المقدسة.. يحذرنا بولس الرسول من أن نقلب ميزان حياتنا ونهتم بالبطن قبل أن نهتم بالأبدية فيقول الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضيات(في3:19).
+ووصية المحبوب:-
اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لأن هذا الله الآب قد ختمه(يو6:27) وصية نابعة من قلب كبير محب إذا حفظها الإنسان صار في طريق الأبدية ولاسيما عندما تكون صادرة من إلهنا الحي الذي جاء من أجلنا قال عنها الكتاب قديماإن هذه الوصية التي أوصيك بها اليوم ليست عسرة عليك ولابعيدة منك(تث30:11) وقال عنها أيضا الحكيملأن الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الأدب طريق الحياة(أم6:23) فياتري بماذا أوصي المحبوب لقد أوصي بالاهتمام بالطعام الباقي الذي يقودنا إلي شهوة الحياة الأبدية عندما يدخل المسيح فينا ونحن فيه بالتناول والاقتراب منه فهو سر مختوم بعمل الروح القدس والحضور في القداس الإلهي حسب إيماننا فيه فيقول القديس أغسطينوس(كل الحياة واشرب الحياة تكن لك الحياة كاملة...فهذا الخبز الذي ترونه علي المذبح والذي تقدس بكلمة الله هو جسد المسيح) أي أن هو طعام الحياة الأبدية الذي حذر الرسول الخطاة من الأكل منه أو يكونوا سبب عثرة لكل من يأكل منه لأنه هو سر قداستهم فيقول في رسالته الأولي إلي أهل كورنثوسفالآن فيكم عيب مطلقا لأن عندكم محاكمات بعضكم مع بعض لماذا لا تظلمون بالحري لماذا لا تسلبون بالحري.لكن أنتم تظلمون وتسلبون وذلك للإخوة.أم لستم تعلمون أن الظالمين لايرثون ملكوت الله لاتضلوا لازناة ولا عبدة أوثان...ولاسارقون ولا طماعون ولاسكيرون ولاشتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله.وهكذا كان أناس منكم لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبرتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا(1كو6:7-11) فالحسن أن نطلب يسوع والأحسن أن نجاهد ونعدل الميزان المقلوب ونحفظ وصية المحبوب ونعمل بها ونتقدس في دمه
وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع
دستور...وعبور...وإله منظور.