رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحل علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود, التى دارت بين العديد من القوى الثورية وسط غياب جماعة الإخوان, وبين رجال الأمن المركزى على مقربة من وزارة الداخلية, وذلك بعد أن اعتدى الأمن على مجموعة من مصابى الثورة فى محيط مجمع التحرير صباح يوم السبت الموافق 19 نوفمبر من العام الماضى.
وباعتبارى شخصا من الأشخاص الذين تابعوا هذه الأحداث عن قرب كبير دعونى أطلعكم على ماقبل أحداث محمد محمود بالتفاصيل, لأن الأحداث الجميع طالعها على وسائل الإعلام المرئية وكانت تبث لحظة بلحظة وبذلك لسنا فى حاجة إليها, وأنا أرى الواجب علينا فى معرفة ما قبل الأحداث والتى تسببت فى هذا الأحداث جملة وتفصيلاً. كانت البداية من الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل, والذى كان يقود حملة كبيرة للمطالبة برحيل المجلس العسكرى وإسقاط أعضائه من أجل تسليم السلطة فى أقرب وقت ممكن وعدم إعطائهم الفرصة فى الاستمرار لأن وجودهم هو جلب الدمار والتخريب فى مصر ، وبالتالى قام أبو إسماعيل بدعوة أنصاره بداية من يوم الجمعة 28 أكتوبر للاحتشاد فى ميدان التحرير للمطالبة برحيل المجلس العسكرى والمطالبة بتسليم السلطة. وفى هذا اليوم كان التجمع بالتحرير فى هذا اليوم مقتصراً على أنصار أبو إسماعيل، ولكنه ليس بالقليل وكان حشد جميع لما كان يملكه أبو إسماعيل من أنصار ودعم من القوى السلفية، وذلك فى الوقت الذى لم يكن يحضر أبو إسماعيل ميدان التحرير إلا فى وقت متأخر من نهار يوم الجمعة سواء فى هذا اليوم أو غيره، واستمرت التظاهرات المطالبة بإسقاط المجلس العسكرى حتى حضر أبو إسماعيل وتحدث فى المتظاهرين. وفتح أبو إسماعيل النار على الجميع فى كلمته مطالبا بضرورة رحيل العسكر، وأن المجلس العسكرى يتباطأ فى تحديد موعد للانتخابات الرئاسية وأنه لم يسلم السلطة ووصفهم بالقردة والخنازير والمتآمرين على الشعب المصرى والمتحالفين مع الفلول لإعادة نظام مبارك من جديد مهدداً بالاعتصام فى ميدان التحرير إذا لم يرحل المجلس العسكرى أو يحدد موعد الانتخابات الرئاسية فى أقرب وقت ممكن. وطالب أبو إسماعيل أنصاره بإمهاله بعض الساعات من أجل إجراء اتصالاته مع القوى السياسية من أجل الاعتصام فى التحرير أو العودة فى الجمعة بعد القادم والاعتصام، ولكن فى النهاية طلب من أنصاره مغادرة الميدان على أن يعدوا الجمعة بعد القادم الموافق 18 نوفمبر وأنه لم يخرجوا من الميدان إلا بحد أدنى تحديد موعد الانتخابات الرئاسية لتسليم السلطة. انتاب أنصار أبو إسماعيل الضجر ولكنهم استعموا لكلامه وغادروا الميدان على أن يعودوا الجمعة بعد القادم، ولكن فى نيتهم الاعتصام فى التحرير وعدم المغادرة إلا بتحديد موعد نهائى يلتزم به المجلس العسكرى بتسليم السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية. وبالنظر إلى الساحة السياسية فى هذا التوقيت نرى أنها كانت مشتعلة نظراً لما كان يقوم به د.على السلمى، نائب رئيس مجلس الوزراء, بإعداد وثيقة مبادئ فوق دستورية من أجل الالتزام بها فى كتابة الدستور الجديد، وذلك التى كانت تتضمن على المادة 9 و10 وتعطى بعض المميزات للمؤسسة العسكرية وعلى رأسها إدارج ميزانية الجيش رقم 1 فى ميزانية الدولة وعدم مناقشتها فى البرلمان. كانت هذه الوثيقة بمثابة التأكيد على أن المجلس العسكرى يعمل على عمل وضع خاص له فى الفترة المقبلة، الأمر الذى رفضه جميع القوى الإسلامية والمدنية فى الشارع المصرى وقرر الخروج فى تظاهرات حاشدة فى ميدان التحرير فى مليونية أسموها:"مليونية إسقاط ويقة السلمى" فى 18 نوفمبر والتى كان أبو إسماعيل داعيا أنصاره للاعتصام فى هذا اليوم لتحديد موعد للانتخابات الرئاسية. نزلت القوى الإسلامية والمدنية إلى ميدان التحرير واتفقوا جميعاً على إسقاط وثيقة السلمى وهذا الأمر الذى نجحوا فيه، وانتهى الجميع من تظاهرات فى تمام الساعة الثامنة مساء هذا اليوم، وتبقى أنصار أبو إسماعيل فى الميدان ولم يغادروا فى الوقت الذى لم يحضر أبو إسماعيل أيضا طوال اليوم وحضر فى تمام الساعة العاشرة، مؤكداً على وعده لهم بضرورة الاعتصام من أجل تحقيق مطالبهم ولكنه طالبهم الانتظار لساعة من الوقت لكى نتفق على آلية الاعتصام وماذا سيفعلون بالظبط. ولكن أتت الرياح بمالا تشتهى السفن وفجر أبو إسماعيل مفاجأة مدوية بحق بعد ساعات طويلة من الانتظار، وبالتحديد فى تمام الساعة الواحده من مساء اليوم الجمعة والتى طالب فيها أبو إٍسماعيل أنصاره أنهم لن يعتصموا فى الميدان وعليهم العودة إلى منازلهم من أجل أن يكونوا حريصين على إجراء العملية الانتخابية التى تتم بعد أيام حتى لا يتلاعب بها العسكر. من هذا التوقيت أعتبر أن أحداث محمد محمود بدأت بالفعل من هذه الكلمات، حيث غضب أنصاره منه وبعض القوى الشبابية التى كانت تنتظر أن يعلن الاعتصام لكى يساندوه، وانفجر هذه القوى فى هتافها: "قول لى يا حازم يا صلاح ليه بتخرّب الكفاح"، كما قاموا بالهتاف ضده مطالبينه بالصدق فيما قال والعمل على الاعتصام من أجل تحقيق أهداف الثورة الأمر الذى قاد أبو إسماعيل بالعودة مرة أخرى لاعتلاء المنصة ليقول :"أنا قولت اللى عليا واللى عايز يعتصم يعتصم .. أما أنا وأنصارى لم نعتصم وسنذهب لنحرس صناديق الانتخابات". وعقب ذلك قررت بعض القوى الشبابية الاعتصام فى التحرير بصحبة عدد من مصابى الثورة فى محيط المجمع العلمى, أذكر فى هذا اليوم أنى قلت للزميل محمد معوض, أنه من المنتظر أن يحدث شىء فى صباح الغد لأن قوات الأمن ستأتى غداً لفتح الميدان مما يؤدى إلى حدوث اشتباكات والأمر من المنتظر أن يتطور. وبالتأكيد ما تحدث فيه حدث فى صباح اليوم وصلت تشكيلات الأمن المركزى وقوات الشرطة العسكرية إلى ميدان التحرير لفض الإعتصام وفتح ميدان التحرير وللأمانة تم هذا بسهولة ويسر نظر لقلة الأعداد وتم الإنتهاء منه بشكل سريع، وتم فتح الميدان وعادة حركة المواصلات دون أى مواجهة ولكن عند عودة قوات الأمن إلى ثكناته فى محيط وزارة الداخلية اصطدم بالعشرات من مصابى الثورى ناحية المجمع العلمى ، وقام بالإعتداء عليه لفض اعتصامهم والذى كان يدخل أسبوعه الثانى من هنا رأى الشباب أن هذا لا يجوز وقاموا بالاشتباك ما قوات الأمن وبدأت المواجهة الدامية التى استمرت لأكثر من أسبوع كامل. وبدأت عمليات الكر والفر وإطلاق الغاز المسيل للدموع وتبادل إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء، وذلك فى الوقت الذى مرت فيه سيارة تابعة للأمن المركزى من ميدان التحرير وقام بإيقافها الشباب وإشعال النيران فيه والاعتداء على من بها، مما أدى إلى تزايد أعداد قوات الأمن واقتحمت ميدان التحرير وألقت القبض على العشرات، واستمرت المواجهة حتى انسحبت قوات الأمن وتركزت فى مدخل محمد محمود المؤدى إلى وزارة الداخلية وتمركز الشباب فى ناحية ميدان التحرير وبدأت المواجهات الامية وسقوط الضحايا. فى هذا التوقيت والذى كان يصادف عصر يوم السبت 19 نوفمبر بدأت شخصيات سياسية النزول إلى الميدان كان للحقيقة أولها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وأعقبه د.محمد البلتاجى والذى تعرض لموقف محرج وتم طرده من الميدان وغيرها من الشخصيات التى كانت تحرص من اليوم الأول على وقف الصدام إلا أنها كانت تفشل. واستمر الصدام حتى وصل عدد الضحايا إلى مايقرب من 40 شخصا والآلاف من المصابين حتى بدأ التحرك السياسى من جانب المجلس العسكرى وقام بقبول استقالة د.عصام شرف وحكومته، وأمرها بتسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة، وألقى طنطاوى خطابا سياسيا وصفه الثوار بالتحرير بأنه مثل خطابات مبارك والذى استعرض فيه أن المجلس العسكرى سيسلم السلطة فى 30 يونيو وكان أول مرة يحدد ميعاد محدد لتسليم السلطة، بالإضافة إلى مطالبته القوى السياسية غير الراضية عن أدائه والمطالبة برحيله أن تطرح وجوده أو عدمه للاستفتاء على الشعب. ولكن شباب التحريرلم يرضوا عن هذا الخطاب وطالبوا برحيل المجلس العسكرى ومحاسبة المسؤولين عن أحداث محمد محمود حتى انتهى الأمر بأكمله وانتقل الشارع المصرى إلى الانتخابات البرلمانية التى انشغل فيه ونسى أحداث محمد محمود. بقلم محمود فايد الوفد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|