رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثالوث إن كلمة أرثوذكس مكونة أصلاً من مقطعين (أرثو = استقامة ذكسا = مجد. أي أن معناها "الطريقة المستقيمة في تمجيد الله". ليس فقط من حيث استقامة التعليم، بل أيضاًمن حيث استقامة الحياة والسلوك. من هنا ندرك ضرورة أن يربط التعليم الأرثوذكسيبين العقيدة والسلوك اليومي. ولا تشعر - حينما تستمع إلى متحدث أرثوذكسي - أنهيتجاهل العقيدة ويكتفي بالحديث الروحي، فالعقيدة هي ما انعقدت عليه الحياة. إذاتكلم الواعظ الأرثوذكسي عن الله، أعطانا فكرة عن وحدانية الجوهر وتثليثالأقانيم. فالكنيسة الأرثـوذكسية تـرى أنه "لا حياة بدون لاهوت، ولا لاهوت بدون حياة". أى أنها ترفض أن يبقى اللاهوت مجرد أفكار ونظريات سليمة، منفصلة عن الحياة والسلوكوترفض أنيكون علم اللاهوت نشاطاً فكرياً محضاً، لا ينسحب على الحياة الداخلية: فتلتهب حباًفي الرب، والحياة الخارجية: فتسلك سلوكاً أميناً، والحياة الكنسية: فيتحد الإنسانبالرب يسوع رأس الكنيسة، وبأعضائها السمائيين، وبإخوتهالمؤمنين. إذا تحدث الواعظ الأرثوذكسي عن الفداء، لم يكتف بالإشارةإلى دم السيد المسيح، بل أنه يشرح لاهوت الفداء، واشتراك الأقانيم فيه، ومسئوليةالمؤمن إزاءه. وإذا تحدث عن التجسد، لا يكتفي بالتأمل الروحي فقط، بل يغوص معالقديس أثناسيوس الرسولى، في أبعاد التجسد الإلهي، ودوره في خلاصنا وفدائنا،وإمكانية اتحاد الله بنا. لهذا قال القديس أثناسيوس: "لو لم يكن المسيح إلهاً، فكيفيمكن أن أصير ابناً لله؟ وقال العلامة أوريجانوس: "اللاهوتى هو الإنسان الذي يعرفكيف يصلى". وقال الآباء في القديم: "اللاهوتي هو الشهيد . لهذا تصدت الكنيسة لكل انحراف لاهوتى أو عقيدى، لا لمجرد التمسك بالتسليم الرسولى القديم،ولكن لأن هذا الإيمان أساسى لحياتنا اليومية، وخلاصنا الأبدى. وهكذا نفهم لماذاوقفت أمام آريوس، الذى انتقص من ألوهية الرب يسوع، لأنه بذلك جعل الفادى محدوداً،والفداء ناقصاً، مما يجعلنا نخسر بركات الفداء الإلهى غير المحدود، ونهلك! كما تصدتبعد ذلك لمقدونيوس، الذى انتقص من ألوهية الروح القدس، الذى ينقل إلينا بركات الفداء. ثم تصدت لنسطور الذى فصل بين اللاهوت والناسوت خشية أن تحرمنا هرطقته منسكنى الله فينا... وهكذا. ولعل رسائل معلمنا يوحنا تعطى أقوى مثل لأهمية اللاهوتفى تعليمنا، حينما تصدى للذين أنكروا التجسد، سر التقوى، فما أخطر أن يترفع اللاهوتعن الناسوت، ولا يحل فيه.. فهذا معناه أن الله سيرفض أن يسكن فينا.. فكيف إذن سنحيا معه فى الأبدية؟ ورسائل معلمنا بولس، تحفل بالفكر اللاهوتى المسيحى فىبداياتها، ثم بالتطبيق العملى فى نهاياتها، وهكذا يربط بين اللاهوت والحياة.. وهذاهو المنهج الأرثوذكسى! وهذه بعضالأمثلة الاهوتية الهامة 1- الله جوهر واحد وثلاثةأقانيم: طبعاً الله جوهر واحد.. فهو جوهر "لا نهائي ليس له بداية ولا نهاية.. أصل الوجود.. الذات اللانهائية، والحكمة اللانهائية، والحياة اللانهائية!! يستحيل أن يكون هناك أكثر من ذات لا نهائية، وإلا صار كل منهممحدوداً!! والجوهر الإلهي الأزلي الأبدي يختلف عن جوهر الإنسان، حيث الإنسان لهبداية (يأخذها من الله)، وحتى إن كانت له أبدية فهذه أيضاً يأخذها من الله، أو بسبب الروح العاقلة الخالدة التي أخذها من الله عند خلقه... وقال الله: "نعمل الإنسانعلى صورتنا، كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء، وعلى البهائم، وعلىكل الأرض.. فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم،وباركهم الله، وقال لهم: "أثمروا، وأكثروا، واملأوا الأرض، وأخضعوها وتسلطوا علىسمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك 26:1-28). الإنسان إذن جوهره مكون من تراب + نسمة حياة... "وجبل الرب الإله آدمتراباً من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفساً حية" (تك 7:2). الترابصار جسماً والنفس الحية هى الروح العاقلة، النسمة الإلهية، واهبة الخلود للبشر. كل الناس لهم بداية، و لهم نهاية كل الكائنات الأخرى.. لها بداية ولها نهاية. الله وحده.. بلا بداية ولا نهاية! أزلي أبدى اللانهاية الوحيدة في الكون، وفى الفكر، وفى الوجود ولـكن هـذا الجوهرالواحد فيه ثلاثة أقانيم... - فالله ألآب.. هو الأصل- والله الابن.. مولودمنه - والله الروح.. منبثق من ألآب. وهذا الأمر يمكن أن نبسطه في الشمس،كمثال مادي محدود، لمجرد محاولة الفهم.. قرص الشمس.. هو الأصل، ضوء الشمس.. مولود من القرص الناري، حرارة الشمس.. منبثقة من القرص الناري شمس واحدة = قرص + ضوء + حرارة.. 1- وكما أنه يستحيل أن ينفصل القرص عن الضوء عن الحرارة.. هكذايستحيل أن ينفصل ألآب، عن الابن عن الروح القدس. 2- وكما أن القرص والضوء والحرارة شمس واحدة،كذلك الله ألآب والله الابن والله الروح القدس إله واحد. 3- وكماأنه يستحيل أن يوجد القرص بدون ضوء أو حرارة، ويستحيل أن يوجد الضوء بدون قرص أوحرارة، ويستحيل أن توجد الحرارة بدون قرص أو ضوء.. كذلك يستحيل أن يوجد ألآب بدونالابن والروح القدس، ويستحيل أن يوجد الابن بدون ألآب والروح القدس، ويستحيل أنيوجد الروح القدس بدون ألآب والابن.. هو منبثق من ألآب، ويرسله لنا الابن، ولكنالثلاثة هم في جوهر واحد. 2- نؤمن بإله واحد : لذلك نهتف في قانون الإيمان مرات كثيرة كل يوم ونقول: "نؤمن بإله واحد" ثم نشرحالتفاصيل فيما بعد... فهذا الإله الواحد في الجوهر، مثلث في الأقانيم. كذلكنختم البسملة المسيحية قائلين: باسم ألآب والابن والروح القدس.. إله واحد. كما أن الكتاب المقدس بعهديه يقول: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد (تث 4:6،مر 29:12) حتى الشياطين يؤمنون بإله واحد: "أنت تؤمن أن الله واحد، حسناًتفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون" (يع 19:2( عقيدة الوحدانية أمر راسخ فيالمسيحية، ومن يقول بتعدد الآلهة هو - بالضرورة - يكفر بالإلهالواحد -3 مثلث الأقانيم : فالله ألآب هو الحكيم. والله الابن هو الحكمة. والله الروح القدس هو. روحالحكمة. ولاشك أن الحكيم + الحكمة + روح الحكمة = واحد. الله الآب هو المحب، والابن هو المحبة المولودة منه، والروح القدس هو روح المحبة المنبثقةمنه.. والمحب + المحبة + روح المحبة = واحد. الله ألآب هو القدير, والابنهو القدرة الكامنة فيه والمولودة منه، والروح القدس هو. روح القدرة المنبثقةمنه.. والقدير + القدرة + روح القدرة = واحد. -4ألآبوالابن والروح القدس: الابن مولود من ألآب، قبل كل الدهور، نور مننور.. كولادة النور من النار.. هل هناك فرق زمني؟ حينما أشعل شمعة، ويصدر عنها نور،من يسبق الآخر زمنياً النور أم النار؟ لا فرق زمني إطلاقاً.. ومن يصدر من الآخرالنور أم النار؟ طبعاً النور يصدر من النار.. دون فرق زمني. كذلك دون انفصال،فمع أن النور يولد من النار إلا أنه لا ينفصل عنها، أليس كذلك؟ على نفس الطريقةألآب يلد الابن، ميلاداً أزلياً روحياً، وليس بالطبع ميلاداً تناسلياً جسدياً - كمايتصور البعض - بل هو كولادة النور من النار، أو ولادة الفكرة من العقل.. فمع خروجالنور من النار إلا أنه كامن فيها، لم ينفصل عنها. ومع ولادة الفكرة من العقل،وتسجيلها على الورق، إلا أنها تظل كامنة في العقل، ولا تنفصل عنه بالولادة. إن كان هذا ممكناً في الحسيات: كالنار والعقل البشرى، فكم بالحري فيالإلهيات؟ألآب غير الابن غير الروح.. لكن الجوهر واحد.. يتمايزون كأقانيم?دون أن ينفصل أحدهم عن الآخرين. وفى هذا يقول القديس أغسطينوس: الله ألآب ليسهو الابن، وليس هو الروح ، لكن ألآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله. 5- المثلث الذهبى : لوتصورنا مثلثاً ذهبياً (أي شريحة ذهبية) أ ب ج، متساوي الأضلاع.. -1 الزاوية أغـير الزاوية ب غير الـزاوية ج. لكن الزاوية أ = الـزاوية ب = الزاوية ج. 2- كل منأ ، ب ، ج تساوى المثلث كله، فكل زاوية نجد أنها تشمل المثلث كله، الشريحة الذهبيةكلها. هكذا أقنوم ألآب غير أقنوم الابن غير أقنوم الروح.. ألآب هو الأصل، والابنهو المولود منه، والروح القدس هو المنبثق منه.. ألآب هو الله. الابن هوالله. والروح هو الله. ويستحيـل أن نفصـل أ عـن ب عن ج، وكذلك يستحيلأن تنفصل الأقانيم الثلاثة أحدها عن الآخر. * ألآب يخلق العالم بالابن، فيالقدس. * والابن يفدى العالم بالآب، في الروح القدس. * والروح يقدسالعالم بمشيئة ألآب، وعمل الابن. *ألآب والابن والروح القدس إلهواحد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|