رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دروس من ساندى فى البدء كانت السخرية. رصد الجميع مجىء الإعصار (ساندى) واقترابه من السواحل الأمريكية بعد قتله للعشرات فى هاييتى، فكان الإفيه المصرى: «لو ساندى ده فى مصر كان زمانهم اتحرشوا بيه فى شارع جامعة الدول»، وخرجت -كالمعتاد- التفسيرات الدينية بأن هذا الإعصار (غضب من ربنا) على أمريكا الفاسقة الظالمة، وكانت قمة المأساة فى تغريدات منسوبة للداعية المستفز المثير للجدل وجدى غنيم، والحاصل على الدكتوراة من أمريكا -التى طردته فيما بعد- والتى دعا فيها (اللهم اجعل ساندى كريح قوم عاد)، ولم يكن الإعصار قد وصل بعد حين كان المسئولون الأمريكيون يصرخون لكى يتبع المواطنون التعليمات، وكاد حاكم نيوجيرسى (يطلع من هدومه) حين كتب للناس: «دعكم من الغباء واتبعوا التعليمات وغادروا منازلكم»، مؤكداً أن الإعصار (إيرين) الذى يعده البعض كارثة كبرى لم يستمر سوى لساعة ونصف الساعة، بينما سيستمر (ساندى) لثلاثة أيام كاملة. فى ساندى، الذى لا نعلم كم خلف من قتلى ودمار وأنت تقرأ هذه السطور، دروس يجب أن نلتفت إليها فى فن إدارة الأزمات والكوارث، فعمليات إجلاء السكان من المناطق التى سيضربها الإعصار بدأت من فترة، وتقديرات شراسة ساندى للخسائر جعلت الأمريكان يعطلون حركة الطيران فوق العديد من الولايات المضارة منه، ويغلقون مترو الأنفاق، ويعطلون التداول فى البورصة، ويحذرون من انقطاع الكهرباء فى مناطق بعينها، ويلغى مرشحوهم للرئاسة حملاتهم الانتخابية، ليبدو ساندى وكأنه طوق نجاة لأوباما فى مواجهة رومنى قبل أيام من الانتخابات لو أظهر دوراً قيادياً بارزاً فى إدارة أزمة وكارثة طبيعية، وجعل الأمريكان يشعرون بوقوفه إلى جانبهم، وربما كان سبباً قوياً لإقصائه لو ظهر بارداً بعيداً عن المسئولية، وعجزت (مفاصل الدولة) عن إدارة هذه الكارثة وبانت (مخوّخة) لتصدم المواطن الأمريكى الذى لا يعطى صوته سوى لمن يستحق من وجهة نظره. فى ساندى درس له علاقة بالاقتصاد القوى، حيث ستصل الخسائر وفق التقديرات المبدئية إلى 20 مليار دولار أمريكى، لكن نسبة لا بأس بها من هذه الخسائر قد تصل للنصف مؤمنة بالكامل، ليسترد أصحاب الخسائر ما سيخسرونه جراء كارثة طبيعية، ولو أردت درساً إعلامياً من ساندى فتوجه أرجوك إلى قناة CNN الشهيرة، وشاهد التغطية الإخبارية الحية للإعصار الكارثة، لترى المراسل فى قلب الحدث بالفعل، والمياه تصل إلى ركبته، والهواء يكاد يقذف به بعيداً بينما هو متشبث بميكروفونه، ومُصر على تقديم خدمة إعلامية محترمة، بينما مقياس قوة الإعصار أسفل الشاشة، إلى جانب خريطة للرياح واتجاهات ساندى، وتحديث مستمر بالخسائر أو النصائح أو التحذيرات، ولا ينقصهم سوى إجراء لقاء مع الإعصار نفسه!! خذ درساً فى الإنسانية من ساندى وجرب أن تكتب على تويتر أو فيس بوك كلمة تعاطف لما يحدث هناك، لتجد من يرد عليك وكأنه فى انتظار ما كتبت، وتشعر أنك جعلته يطمئن بالفعل ويشعر وكأنك تطبطب عليه وتقف بجانبه. خذ درساً فى كيفية حمد الله وشكره على نعمة عدم حدوث مثل هذه الكوارث فى بلدنا، وادع الله أن يحفظنا، وبالطبع لا داعى للتأكيد على أن ساندى لو جاء مصر فسيعتبره الليبراليون فشلاً من مرسى والإخوان وفرصة جديدة للهجوم عليهم، بينما سيعتبره السلفيون غضباً على الليبراليين الفاسقين، وقد تنزل القوى السياسية اعتراضاً فيه على مرسى وتدعو لمليونية لخلعه بسببه، ووحدهم الإخوان سيعتبرون أن ساندى من إنجازات طائر النهضة. الوطن |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ساندي سبوت |
زانجي |
ساندي الين |
نيويورك تتعافى من آثار الاعصار ساندي واوباما يحذر " ساندي ما زال يتحرك" .. شاهد الصور |
صور اعصار ساندي |