رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإسلاميون صنعوا من الإسلام مشكلة : تصوروا مشكلة الإسلام (1) لا حول ولا قوة إلا بالله، هل يمكن أن يتحول الإسلام إلى مشكلة؟ سؤال مثير وساخن أرجو ألا يتوقف عنده القارئ قبل أن يستكمل رحلته مع سلسلة من المقالات التي ستتوالى تحت هذا العنوان. بداية، المشكلة ليست في الدين الذي تحول على أيدينا إلى مشكلة، فأمور كثيرة في حياتنا تحولت بفعل الجهل إلى مشاكل مزمنة.. ولعل ما حدث في ميدان التحرير يوم الجمعة 12 أكتوبر 2012 وتداعياته تؤكد مدى ما بلغناه من جهل، وتنذر بما هو قادم. حفظ الله مصر. ولكن متى أصبح الإسلام مشكلة، وكيف يمكن أن يتحول «دليل هدى» إلى «مرشد ضلال»، وكيف ينقلب النور إلى ظلمة، وكيف تتبدل راحة القلوب وسماحتها إلى غلظة وقسوة وحقد؟ أسئلة كثيرة تستنطق الصمت الذي خيم على المصريين، وتدفع كل مهموم بقضايا هذه الأمة إلى أن يجتهد في بحور الإجابات. وفي سياق هذا الإبحار، سألتقط من التاريخ الحديث «لحظتين».. أعتقد أنه حتى الآن لم يستطع العقل المسلم المعاصر هضمهما بشكل طيب، وشكلتا لديه حالة من عسر الهضم والفهم والامتصاص، وهو ما ساعد على بقائنا لقرنين من الزمان في حالة انتفاخ فكري؛ شفانا الله وإياكم من شره. أما اللحظة الأولى فهي: الحملة الفرنسية على مصر 1798-1801 ميلادية، والثانية كانت: سقوط الخلافة العثمانية عام 1923، وأعتقد أن كل الأحداث التي مرت على أمتنا الإسلامية في العصر الحديث كانت أسيرة لهاتين اللحظتين، وأعتقد أن اللحظة الثالثة التي تقاربهما في الثقل على الإسلام والمسلمين هي لحظة وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى حكم مصر قبل أشهر من عامنا هذا 2012، وسأترك الزمن ليحكم على عمق تأثير اللحظة الثالثة ومدى أهميتها في سياق التاريخ الإسلامي. وأمام اللحظات الثلاث تجسدت مشكلة الإسلام، أو مشكلتنا مع الإسلام، وبدلا من أن يدفعنا زخم هذه اللحظات ودوي تأثيرها إلى الاجتهاد والتعقل، سقطنا في بئر الصراعات والخلافات، وأمام كل لحظة تجسد انشطار الأمة إلى فصيلين متصارعين يدعى كلاهما احتكاره الحقيقة. وتمثل هذه القناعة أولى ملامح الجهل الذي أدخلنا هذا السرداب، الذي لم تفلح كل الجهود في أن تخرجنا منه طوال أكثر من قرنين من الزمان. لو فهمنا ثقافة الاختلاف، وتعملنا قبول الآخر وبحثنا دوما عما نتفق فيه كي نتقارب، لكنّا أنهينا هذا الليل الذي طال بأكثر من قدرته على الاحتمال.. ولو كنا شعرنا بإسلامنا، لذابت قلوبنا في فيض نوره. وفي تشخيصه البديع لمشكلتنا مع الإسلام، أوجز كاتبنا الكبير الأستاذ خالد محمد خالد، رحمه الله، قائلا: «إننا من طول ما ألفنا بعض الآيات القرآنية، وبعض الأحاديث النبوية، أصبحنا لا نهتز من أعماقنا للسر الباهر الذي تحمله، والحكمة الثاقبة التي تمنحها |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|