منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 04 - 2025, 10:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

لماذا طلب الرب أن يحفروا في الوادي جبابًا

فَقَالَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ:
اجْعَلُوا هَذَا الْوَادِيَ جبابًا جبابًا. [16]
الجباب جمع "جب" يستخدم لحفظ المياه. وقد جاءت الوصية هنا أن يجعلوا جبابًا في الوادي، أي يعلنوا إيمانهم عمليًا بتوقع فيض المياه الساقطة من الجبال، حيث تسقط الأمطار بعيدًا، وتجري إليهم من الجبال إلى الوادي الذي هم حالين فيه.
عملوا جبابًا في أرض يابسة قبل ظهور أية بوادر للمطر، هكذا بالإيمان نصدق مواعيد الله، ونعمل في يقين بتحقيقها.
طلب الله منهم أن يعملوا جبابًا لحفظ الماء، فلا يكتفوا بشرب الماء، إنما يحرصوا على حفظ ما يتبقى من ماء، وذلك كما طلب ربنا يسوع: "اجمعوا الكسر"!
لعلهم دهشوا لقوله: "جبابًا، جبابًا"، فإنه ليس ماء، ولا ما يدل على سقوط أمطار، ولم يكن الوقت شتاء، حيث المطر لا يسقط في الصيف في الشرق الأوسط.
يريد الله أن يعمل، فيُقدِّم إله المستحيلات ما هو مستحيل بالنسبة لنا. يطلب منا أن نعمل قدر إمكانياتنا بالرغم من أن عطيته مجانية، وليس ثمنًا أو مكافأة لاستحقاقنا. إن كان الله يرسل ماءً دون رياح أو أمطار على الوادي، هذه المياه تملأ الوادي، إنما يلتزم الملوك أن يحفروا جبابًا تمتلئ ماء لتشرب الجيوش وكل حيواناتهم.
لماذا طلب الرب أن يحفروا في الوادي جبابًا؟
1. بلا شك كان عدد المحاربين في الجيوش الثلاثة ضخمًا جدًا. وكان اجتماعهم معًا فرصة لكي يتمجد الله وسط هذه الأعداد، لأن قادة جيش إسرائيل والجنود إن لم يكن جميعهم فأغلبهم كانوا من عبدة البعل، وكل جيش أدوم يعبدون الأوثان. فحفر الجباب قبل ظهور أية بوادر للمطر تجعل الكل يتساءلون ما هذا الذي نفعله.
الإنسان الظمآن يود ألا يرهق نفسه بالعمل حتى لا يزداد ظمأه. لكن الملوك الثلاثة أصدروا الأمر بحفر الجباب، وربما ظن الكثيرون أن هذا العمل يحمل نوعًا من الغباء. فإذ امتلأت الجباب ماءً دون رياح ولا أمطار، ما كان يمكن لأحدهم أن ينكر عمل الله الحيّ، الذي يستحيل على الأوثان تحقيقه.
كما طلب أليشع عوادًا ليُسَبِّح الله علانية أمام الجيوش الثلاثة، هكذا تحرَّكتْ الجيوش الثلاثة لحفر الجباب.
2. كان يكفي أن يطلب الله أن يضعوا أواني المياه في الطل فتمتلئ ماءً، لكن الله يريد أن يعطينا أكثر مما نسأل وفوق ما تحتاج.
3. طلب حفر الجباب يكشف عن تكريمه للإنسان، فذاك الذي يملأ الجباب ماءً دون رياح أو أمطار، أما كان قادرًا أن يُرسل سحابًا تمطر عليهم، فيرتوون هم وحيواناتهم. لكنه أراد لهم أن يعملوا القليل حسب إمكانياتهم، وهو يقوم بالمستحيلات.
يؤكد القديس يوحنا الذهبي الفم دور المؤمن العملي، ويهبه الله ما هو فائق للطبيعة.
v"ليس للإنسان طريقه" (إر 10: 23). لا يقف (النبي) عند هذا، إنما يضيف: "لَيْسَ لإِنْسَانٍ... أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ".
الآن ما يعنيه هو ما يلي: "ليس كل شيءٍ يتوقف علينا. بعض الأمور تعتمد علينا، والبعض على الله. بمعنى اختيار الأفضل، وأخذ القرار، وإظهار الغيرة واحتمال كل متاعب يتحقق بناء على نيّتنا، بينما بلوغ هذه إلى النتيجة المطلوبة، وحفظنا من الانحراف نحو الخطأ، وبلوغ هدف الأعمال الفاضلة تتحقق بنعمةٍ من فوق.
كما ترون، الله هو الذي يمنحنا الفضيلة، دون أن يترك كل شيءٍ حتى لا ننحرف في غباوتنا، ولا يأخذ كل شيء بطريقة ننحرف إلى اللامبالاة. مع هذا الجانب البسيط لمسعانا، يقوم بنفسه بالجانب الأكبر.
في الواقع إن كان كل شيءٍ يتوقف علينا، يتشامخ البعض فيسقطون. لننصت لقول الفريسي (لو 18: 10-14)، أي تشامخ بلغ إليه، كيف تباهى، حاسبًا رأسه أكبر من العالم كله.
لذلك عوض أن يكون كل شيء يعتمد علينا، ترك القليل لنا، لتوجد حجة أن نكلل بحقٍ.
لقد أشار في المثل الذي فيه قال إنه وجد أناسًا في الساعة الحادية عشرة وأرسلهم إلى الحقل للعمل (مت 20: 6-7). لكن أي عمل يقدر أن يتمموه في الساعة الحادية عشرة، لا شيء! فإنه حتى الوقت القصير كان كافيًا ليعطيهم الله المكافأة كاملة.
القديس يوحنا الذهبي الفم

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شكرا لاصحاب الوجه الواحد والقلب الواحد والموقف الواحد
فإن الناموس والإنجيل كلاهما عمل الرب الواحد
الخادم الناجح الذي يُسَرُّ الرب بأن يستخدمه
لماذا خسوف القمر يوم الجمعة هو الأطول في القرن الواحد والعشرين
لماذا يسمح الرب بموت الاطفال ؟ لماذا لم يحميهم ؟


الساعة الآن 08:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025