![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() للقديس يوحنا الذهبي الفم داود صاحب العين البسيطة لعل أول لقاء فيه تعرَّف الملك شاول على الصبي داود، وأدرك إمكانياته الفائقة خلال إيمانه الحيّ برب الجنود، كان على أرض المعركة مع جليات الجبار، خرج داود مُنتصِرًا، يُقَدِّم سيف جليات لخيمة الاجتماع، علامة شكره لله والاعتراف بأنه هو القائد الحقيقي للمعركة. كانت فرصة رائعة يحتضن فيها شاول داود كابن له، لا كمُنافِسٍ له حتى وإن مدحته النساء، بأنه غالب الربوات بينما مدحن شاول كغالب للألوف. عين شاول الشريرة حوَّلت نظرته من احتضانه كابنٍ له إلى الغيرة منه كمُنافِسٍ خطير، يمكن أن يغتصب منه العرش. أما داود وهو أصغر من شاول وأقل منه في المركز والإمكانيات والعمر، فبعيْنه البسيطة تعامل مع الملك كأبٍ مع ابنه. صار الصبي أبًا، والملك الأكبر عمرًا أشبه بابن في عينيّ داود. هذه الأُبوَّة التي تبدو مناقضة للطبيعة والعُرْف، سكبت في قلب داود وفكره فهمًا وحكمة. فعندما عفا داود عن شاول ولم يقتله، كما لم يسمح لأحدٍ من رجاله أن يَمِسَّه، تعامل داود مع شاول، كأبٍ يتحدَّث مع ابنه. لقد عاتب داود شاول، لكن أراد ألا يجرح مشاعره، فقدَّم له أعذارًا، بأن مقاومة شاول له، ومحاولته قتله جاءت من المشورات التي قدَّمها المحيطون بشاول له. داود كأبٍ يتحدث مع شاول ابنه، يود أن ينزع عنه العار، فلا ينسب تصرفاته إلى قلبه الشرير وإرادته الفاسدة، وإنما إلى المُشِيرين حوله. هكذا يفعل الآباء الحكماء مع أطفالهم حتى يفتحوا الطريق أمام أبنائهم لمراجعة أنفسهم وتغيير أفكارهم الشريرة إلى التفكير بروح الصداقة. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|