منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 09:51 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,294,858

فوائد التأمل على الوجود أمام الذات وأمام العالم





ما أظهرته الدراسات حول ممارسة "التأمل بكل الوعي، واليقظة

إن فوائد التأمل كثيرة من الناحية الصحية، فهو ذو تأثير بيولوجي محبب حيث إنه يرفع المناعة ويقلل من مستويات الالتهاب، ويبدو أنه يحد من شيخوخة الخلايا ويغير من شكل الجينات المرتبطة بالشدة النفسية.

وهذا أمر مهم لأنه من بين العوامل التي تؤثر في صحتنا هناك عوامل سببها خارجي كالوراثة ودرجة نظافة أو تلوث الهواء والماء والغذاء. كما أن هناك عوامل متعلقة بنا كالتمارين الرياضية والتغذية والتأمل!

تقوم الفائدة الثانية المباشرة لهذه الممارسة على توازن الانتباه، فهذا الأخير هو عبارة عن ملكة لا بد منها لضمان الحد الأدنى من الاستمرارية في أعمالنا وأفكارنا وتعميق طريقة تفكيرنا وهذا ما نسميه التركيز. بيد أن مقدراتنا على التركيز مهددة من بيئتنا الحديثة التي تحاربنا طوال الوقت من خلال حالات التعطيل والتعلق والتحريض المرتبطة بالشاشات والإعلانات والمجتمع الاستهلاكي. ونظراً لضعف التحكم بذاتنا فنحن أنفسنا نستسلم في أغلب الأحيان لهذه التحريضات والتحفيزات وغيرها من الإغراءات.

ليس هنالك من مشكلة لو كنا نعيش في بيئة طبيعية تندر فيها هذه الإغراءات، ولكن بيئتنا المعاصرة اتخذت شكلاً صناعياً تستغله الشركات الكبرى التي تستفيد من زراعة عدد كبير من اغراءات داخلنا ظننا أنها حاجات أساسية لنا. في الواقع أن هذا الأمر لا يعكس إلا حقيقة أن القائمين على تلك الشركات هم بحاجة إلى التوسع أكثر فأكثر.

يعدّ التأمل أيضاً وسيلة لتعميق معرفتنا لذاتنا، فهو يساعدنا على الملاحظة بشكل أفضل، وعلى فهم آلية عمل دماغنا وبالتالي فهو يساعدنا على رؤية أفضل للحياة وللموت على الصعيد الفكري والعاطفي والتأثير القوي الذي تمارسه هذه الأفكار والمشاعر في تصرفاتنا واندفاعاتنا. هذا أمر أساسي لأن الكثير من آلامنا مصدرها أنفسنا! تعرضنا الحياة للمتاعب إلا أننا نضيف إليها جرعة جديدة من المتاعب من خلال اجترار الذكريات والشعور بالقلق واليأس وهذا ما يضاعف الألم. يسمح لنا التأمل أن نرى كيف يمكن لتفكيرنا أن يغادر أرض الواقع نحو الخيال أثناء تخيلاتنا. كما أنه يساعدنا على العودة إلى مواجهة المشكلات الواقعية بتجرد من أية إضافات.

وقد ثبتت صحة فوائد التأمل على التوازن العاطفي، فهي تؤدي شيئاً فشيئاً إلى الشعور بعدد أقل من المشاعر السلبية وبعدد أكثر من المشاعر الإيجابية. وهذا أمر مدهش فنحن لانطلب من متعلمي التأمل أن يشعروا بإرادتهم بالمشاعر السلبية بشكل أقل أو أن يشعروا أكثر بما هو إيجابي. ولكن بمجرد أن يكون المرء حاضراً في حياته، وفي سعادته، وفي حزنه، فإن هذا الأمر يدفعه بشكل طبيعي إلى إعادة التوازن. هذا أمر مهم لأن دماغنا يميل إلى تفضيل الفعل على التأمل حتى أثناء اللحظات المحببة، فهو يميل إلى الانتقال إلى اللحظة التالية بدلاً من التمتع باللحظة الآنية. كما أن دماغنا يميل إلى تفضيل ما هو سلبي، كالمشكلات التي تنتظر حلولاً، على ما هو إيجابي كالأشياء الجميلة التي تنتظر منا أن نعجب ونتمتع بها.

تتعلق فوائد التأمل أيضاً بالاستماع للآخر وبالعلاقات أي أنه بفضل الوعي الكامل نتعلم كيف نستمع حقاً إلى الآخر دون الحكم عليه ودون التحضير للإجابة. وهذا أمر مهم لأن عاداتنا الاجتماعية تجعل لقاءاتنا سيئة أحياناً، ذلك لأننا نرغب بإقناع الآخر بدلاً من أن نتعلم شيئاً باعتبار أننا محكومون بالوقت، ويهمنا أن نكون فعالين وأن نصل لزبدة الحديث. ولكن لا يمكن أن تعمل العلاقات الإنسانية دوماً في هذا السياق فنحن الآن كما في السابق بحاجة إلى التمهل وتقبل الآخر.



لإنهاء هذه القائمة الطويلة لدينا طبعاً فوائد التأمل على الوجود أمام الذات وأمام العالم، فالوصول إلى الوعي الكامل تتعدى فوائده أن يكون مجرد أداة بسيطة لتحسين أدائنا فيما يخص العقل والعاطفة والتصرفات، وهذا، أصلاً أمر جيد جداً. فالوعي الكامل يمثل على نحو كلي وتصاعدي وسيلة للعيش وتغيير علاقتنا بأنفسنا والعالم من حولنا. إنه طريق يصقل روحانيتنا، ذلك الجزء من أنفسنا الذي لا يخضع قسراً إلى قواعد المنطق والذكاء وليس من السهل أن نصفه بالكلمات. إن الروحانية هي حياة روحنا التي تنفتح على كل ما هو بالغ التعقيد لتحاصره بالذكاء وتجعله قابلاً للوصف بالكلمات، وهذه الأمور المعقدة هي الحياة والموت والآخرة واللانهاية والكون والخلق... الخ. يمكن أن تكون الروحانية علمانية أو أن تندرج تحت ممارسة دينية. وقد قال الدالاي لاما ذات يوم: «يمكن أن نعيش بلا شاي ولكن لا نستطيع العيش بلا ماء، وكذلك الأمر بالنسبة للديانة التي نستطيع العيش من دونها ولكن لا نستطيع العيش بلا روحانية». بلا روحانية لا نعود بشراً بل نصبح آلات.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التأمل والتفكير الذاتي لفهم الذات بشكل أعمق وتحديد نقاط القوة والضعف
ما أجمل الوجود مع الله فلا تحرم نفسك من التأمل والتسبيح
مفارقات بين آلام التأديب وآلام الحصاد
آلام من أجل البر وآلام من أجل الخطية
من هو الإنسان، في العالم وأمام الله


الساعة الآن 09:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025