منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 09:50 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,294,858

سعادة تبلغ حد الانبثاق والظهور حتى أثناء الشعور بالضيق





ما جلبه لي "التأمل بكل الوعي، واليقظة

على المستوى الشخصي لعب التأمل دوراً بالغ الأهمية في حياتي، فإن حدثتكم عنه فذلك لأن قصتي تبدو لي مشابهة للكثير من قصص الآخرين.

ربما كان الأمر سهلاً بالنسبة لي، فقد كنت طفلاً يميل إلى التأمل ويستهويه الهدوء والوحدة. إلا أنه عندما كبرت، جرفتني الإيقاعات والعادات التي تسود حياة البالغين كالقيام بالفعل ورد الفعل والانفعال والمشارعة، ومن ثم تخطيت أزمة على المستوى الشخصي ذلك لأنه من النادر أن نلجأ للتأمل سواء بالمصادفة أو بدافع من فضول بسيط. هنالك دوماً الكثير من الآلام التي يجب تخفيفها، ومن المشكلات التي يجب حلها. أتذكر زميلة في الجامعة طرحت سؤالاً خلال ندوة قائلة: «هل هناك من أحد لا يواجه مشكلة ولا يعاني من ألم ما؟ بالطبع لم يرفع أحد إصبعه. كل إنسان قد اختبر الألم وتمنى الشفاء منه.

أما المأساة التي حصلت لي شخصياً فقد كانت وفاة صديقي المقرب على ذراعي إثر حادث دراجة نارية. دفعتني الصدمة للجوء إلى دير قريب من تولوز كان قد حدثني عنه العديد من مرضاي الذين يهربون إليه طلباً للهدوء. اكتشفت في هذا الدير حياة التأمل والخشوع والهدوء والتضرع. أذكر أن ذلك لم يكن مألوفاً لي في البداية فقد تخليت عن عادة عدم فعل شيء والهرب من المحن سواء في العمل أو في اللهو كنت في موقف شخصي مؤلم، وصلت إلى الدير محملاً بالكثير من الآلام. واجهت في الأيام الأولى كماً كبيراً من الضيق والبؤس ومن حالات الريبة مما قد يجلبه لي وجودي في هذا المكان. هذا ما يعيشه الكثير من مرضانا خلال جلسات التأمل الأولى...

ولكن بالمثابرة بدأ ذلك ينجلي شيئاً فشيئاً. خضعت لتجربة التغيير الداخلي في الوقت الذي كان العالم الخارجي على حاله لم يتغير. إنها نظرتي، هي التي تغيرت. خرجت من الدير وأنا أشعر بأنني اختبرت أمراً ذا أهمية وقيمة بنظري، إنه أمر حيوي بالنسبة لي. قمت بعد ذلك بالاختلاء بنفسي لفترة وبالتدرب على التأمل. لطالما استهواني ذلك إلى أقصى حد ولطالما اندفعت إلى ممارسة التأمل كما لو أنني أذهب في عطلة. شكلت ذكريات تلك الدورات التدريبية مزيجاً من بعض اللحظات الصعبة كالملل والسأم، ومن العديد من اللحظات المؤثرة كالشعور بالكمال والتناغم.

فقد منحني مثلاً بالرجوع إلى الوراء يبدو لي مما لاشك فيه أن التأمل هو بمثابة أداة نفسية قدمت لي أفضل ما يمكن على الصعيد الشخصي، مساعدة كبيرة جداً في لحظات الشدة العاطفية، وأصبحت بعد ذلك حالات الضيق تلك أقل حدة وديمومة إلى درجة أنني أصبحت أكثر قدرة على مواجهة الأحداث السيئة والمضايقات. وقد منحني التأمل القابلية على تذوق اللحظات الجيدة على نحو أفضل وعلى فهم أنه لا يكفي أن تكون مصادر السعادة الممكنة موجودة، بل يتعين على المرء أن يشرع أبواب روحه أمام هذه السعادة، وأن يوليها انتباهه ويفتح لها قلبه. وقد جعلني هذا أدرك أنه لا يجب الاكتفاء بالنظر إلى السماء أو إلى زهرة ما في طريقنا، بل يجب أن نتوقف للحظات لنستنشق ونتذوق اللحظة التي نعيشها... هذا المزيج بين هبتين مقدمتين من التأمل، أي القدرة على تجاوز لحظات الشدة والحضور الطاغي في لحظات السعادة، ساعدني على سلوك طريقي نحو ما أسميه سعادة جلية. إنها سعادة تبلغ حد الانبثاق والظهور حتى أثناء الشعور بالضيق.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من اسباب اللهث عند الكلاب الشعور بالضيق أو الألم
عند الشعور بالضيق قول يارب
صلاة عند الشعور بالضيق
صلاه عند الشعور بالضيق
عند الشعور بالضيق


الساعة الآن 09:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025