منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 01 - 2025, 05:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,295,324

الله جعل “كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا” لأجل خير داود




الله جعل “كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا” لأجل خير داود. وهو يعمل أيضًا هكذا لأجلنا؛ فعنايته الإلهية، يومًا فيومًا، تعمل بالصواب بصورة معجزية لصالحنا.

ونقترب الآن لهذه الأعداد (ع11-15) من زاوية أخرى؛ فنرى صورة إنجيلية بديعة، ونرى مثال جميل لخاطئ ضال خلَّصه المسيح. وتوجد خطوط واضحة في هذه الصورة الإنجيلية المحبوبة، نستطيع أن نتأمل فيها كل على حدة:

(1) جنسيته: «فَصَادَفُوا رَجُلاً مِصْرِيًّا فِي الْحَقْلِ» (ع11). وفي الكتاب المقدس مصر رمز للعالم؛ أي العالم الأدبي الذي ينتسب إليه غير المتجدد، والذي فيه يسعى إلى إشباع رغائبة الجسدية، والذي كانت بدايته من أيام قايين” عندما «خَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ» (تك4: 16)، وبنى هو ونسله مدنًا وبحثوا عن اختراعات ذكية من النحاس والحديد، وصنعوا أدوات موسيقية. وأمضوا بصقة عامة أوقاتًا طيبة في نسيان الله. وظل هذا مستمرًا إلى يومنا هذا. وأرض مصر تصور هذا. وهناك فرعون الذي هو رمز للشيطان الذي يحكم ويطغى.

(2) حالته المزرية: «لأَنِّي مَرِضْتُ» (ع13). هذه حالة كل واحد من نسل آدم الساقط. فمرض رهيب يعمل في الإنسان في حالته الطبيعية، وهذا المرض هو الخطية «وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا» (يع1: 15). هذه هي الخطية التي سلبت النفس جمالها الأصلي، والتي تُظلم الذهن، وتُفسد القلب، وتجعل الإرادة تنحرف، وتشل كل قدرات الإنسان نحو الله. ولم يكن هذا المصري مريضًا فقط لأقصى حد، ولكن أيضًا على وشك الهلاك جوعًا «لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلاَ شَرِبَ مَاءً فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَثَلاَثِ لَيَالٍ» (ع12). وكأنه يصرخ: «أَنَا أَهْلِكُ جُوعًا!» (لو15: 17).

(3) بليته المُحزنة: «قَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ» (ع13). كان عبدًا، وها قد ظنه سَيِّده أنه أصبح بلا فائدة، فأهمله بلا قلب، وتركه للهلاك، وهذه هي الطريقة التي يعامل بها إبليس عبيده، فهو يستخدمهم كأدوات طالما يقدر على استخدامهم، ولكن إذا أصبحوا بلا فائدة له، فإنه يتركهم لحماقتهم. وهكذا عامل يهوذا وكثيرين آخرين من قبله ومن بعده للآن.

(4) إنقاذه: «فَأَخَذُوهُ إِلَى دَاوُدَ» (ع11). فلا شك أنه كان ضعيفًا جدًا ومريضًا، ولا يقدر أن يأتي إليه بنفسه، وحتى لو كانت له القدرة على فعل ذلك، فكيف كان يعرف داود، وداود كان غريبًا عنه تمامًا. وهكذا حالة الخاطئ إزاء الشخص المُبارك الذي يرمز له داود. ولهذا يقول المسيح: «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي» (يو6: 44)، فكل واحد من مختاريه قد “أُحضِر إلى المسيح بالروح القدس”.

(5) مخُلّصه: لا شك أن هذا المصري شبه الميت يُمثل مشهدًا تعيسًا للغاية؛ لقد اُقتيد أو حُمل إلى محضر الرجل الذي حسب قلب الله. ولكن ذات حالة الخراب والتعاسة التي كانت له جذبت قلب داود إليه، وهكذا الأمر مع المُخلِّص؛ فمهما كان خراب الخاطئ الذي عملت فيه الخطية، ومهما كان مُقززًا أدبيًا كفريسة للخطية، فإن المسيح لا يرفض قط أن يقبله، فلا بد أن يقبل شخصًا جذبه الآب إليه.

(6) تعزيته: «وَأَعْطُوهُ خُبْزًا فَأَكَلَ وَسَقُوهُ مَاءً، وَأَعْطُوهُ قُرْصًا مِنَ التِّينِ وَعُنْقُودَيْنِ مِنَ الزَّبِيبِ» (ع11، 12). يا لها من خطوط ثمينة في صورتنا هذه للنعمة الإلهية المُذخرة لنا في المسيح. فأي واحد يُحضره الروح القدس للرب لا يُرسل قط فارغًا. وهذا يُذكرنا بالترحاب الملكي للابن الضال، والوليمة الغنية التي قُدّمت له.

(7) اعترافه: عندما سأله داود: «لِمَنْ أَنْتَ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟»، ردَّ إجابة أمينة ومستقيمة: «فَقَالَ: أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيٍّ» (ع13). ومن الملفت أن هذا يُقدم صورة باهتة لحقيقة أنه عندما يُحضر خاطئ مُختار إلى المسيح، ويُعطَى خبز الحياة والماء الحي، فإنه يأخذ موقعه الصحيح، وبصراحة يعترف بما كان، وما هو بالطبيعة «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1يو1: 9).

(8) دعوته: «فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: هَلْ تَنْزِلُ بِي إِلَى هَؤُلاَءِ الْغُزَاةِ؟» (ع15). وفي هذه الطريقة نرى كيف أن داود أوضح طلباته للشخص الذي منحه امتياز صداقته. ومع أنها طلبات مباركة إلا أن نلاحظ أنها في صيغة الالتماس بأكثر من الأمر المباشر. وبنفس الكيفية فإن الكلمة للمؤمن هي: «فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ» (رو12: 1).

(9) رغبته في الضمان: «فَقَالَ: احْلِفْ لِي بِاللهِ أَنَّكَ لاَ تَقْتُلُنِي وَلاَ تُسَلِّمُنِي لِيَدِ سَيِّدِي، فَأَنْزِلَ بِكَ إِلَى هَؤُلاَءِ الْغُزَاةِ» (ع15). فلن يكون هناك فرح في خدمة السَيِّد الجديد إن لم يتأكد أنه لن يُعاد إلى سلطان السَيِّد القديم. فيا له من أمر مبارك أن نعلَّم أن المسيح يُخلّص شعبه ليس فقط من الغضب الآتي، بل أيضًا من سلطان الخطية.

(10) عرفانه بالجميل: «فَنَزَلَ بِهِ» (ع16). فقد أصبح الآن مُكرسًا لخدمة أغراض داود، وهكذا فعل كما طُلب منه. وهكذا فإنه ينطبق علينا نحن المسيحيين «أَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أف2: 10). فيا للنعمة أن نخدم المسيح بحرارة القلب، بعد أن كنا نخدم الخطية في أيامنا السالفة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
" وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ
كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ
كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ
وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ
كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا


الساعة الآن 02:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025