النعمة تسبق المغفرة، وتخلق شروطها، وتتبعها. النعمة هي التي تحرّك قلوبنا إلى التوبة، وتسمح لنا بالاعتراف بحاجتنا إلى الغفران. النعمة هي التي تمكّننا من قبول غفران الله ومسامحة الآخرين بدورنا. والنعمة هي التي تمكننا من أن نحيا حياة جديدة تتحول بخبرة الغفران.
تذكّروا أن غفران الله ليس حدثًا لمرة واحدة، بل هو حقيقة مستمرة في حياتنا. في كل مرة نقترب فيها من سرّ المصالحة، نواجه من جديد محبة الله الرحيمة هذه. نحن مدعوون للعيش في هذه النعمة والسماح لها بأن تتخلل كل جانب من جوانب حياتنا.
دعونا لا ننسى أبدًا أن غفران الله متاح لنا دائمًا، مهما ضللنا. وكما قلت مرارًا، الله لا يملّ أبدًا من مسامحتنا؛ نحن الذين نملّ من طلب المغفرة. دعونا نتحلى بالشجاعة للعودة إليه مرارًا وتكرارًا، لنختبر قوة غفرانه المحررة وحقيقة نعمته المحولة..