![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يصَفِّق عَلَيْكِ بِالأَيَادِي كلّ عَابِرِي الطَّرِيقِ. يَصْفِرونَ وَينْغِضونَ رؤوسَهمْ عَلَى بِنْتِ أورشَلِيمَ قَائِلِينَ: أَهَذِهِ هِيَ الْمَدِينَة الَّتِي يَقولونَ إِنَّهَا كَمَال الْجَمَالِ، بَهْجَة كلِّ الأَرْضِ؟ [15] بعد أن كان العالم كله يتطلع إلى أورشليم كمدينة غاية في الجمال والقوة والقداسة، ليس من الجانب المعماري، وإنما بوجود هيكل الرب فيها، صارت موضع شماتة جيرانها والسخرية. هذا العار الذي حلّ بالبشرية، ووضح في سبي يهوذا، حمله السيد المسيح عنا، فصار ذاك القدير الممجد من الطغمات السماوية موضع عار وخزي. إن كان عدو الخير قد حسد آدم الأول على ما تمتع به، فأعد له خطة لكي يدخل به إلى الموت، فإنه لا يزال وسيبقى يحسد كل مؤمنٍ حقيقيٍ لكي يجتذبه من التمتع بالشركة مع المسيح ويهلكه بالخطية. حربه ضد أولاد لن تهدأ، لكن الذي معنا أعظم وأقوى من الذي علينا. *ماذا يعني: "بحسد إبليس دخل الموت العالم" (حك 2: 24). أنتم ترون أن هذا الوحش الشرير (الشيطان) رأى أن أول كائن بشري خُلق ليخلد، وسمته الشريرة (أي الحسد) قاده إلى عصيان الوصية، وبهذا جلب عليه عقوبة الموت. بهذا فإن الحسد يسبب خداعًا، والخداع عصيانًا، والعصيان موتًا... عدو خلاصنا أدخل سمة الحسد التي له، وجعل الإنسان الأول يسقط تحت عقوبة الموت مع أنه كان خالدًا. لكن بمحبة الرب الرعوية أعاد لنا الخلود بموته، فصرنا في امتيازٍ أفضل مما كنا عليه. الأول نزعنا من الفردوس، والأخير قادنا إلى السمو. الأول جعلنا تحت حكم الموت، والأخير منحنا الخلود. الأول حرمنا من مباهج الفردوس، والأخير أعد لنا ملكوت السماوات. أرأيتم إبداعات ربكم الذي وجَّه ضد رأس العدو بذات سلاحه (حسد إبليس) الذي هو مكره ضد خلاصنا. بالحقيقة ليس فقط تمتعنا بامتيازات أعظم، وإنما جعله أيضًا خاضعًا لنا بالكلمات: "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب" (لو 10: 19) . القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|