ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الروح القدس أقنوم في اللاهوت أم أنه مجرد قوة أو تأثير؟ لقد استنتج البعض من أعمال ١: ٨ أنه قوة. لكن هذه الآية تُوضح أن التلاميذ قد نالوا قوة عندما حل الروح القدس عليهم، لكنه هو نفسه ليس قوة بل شخصًا، والقوة تُنسب إليه إذ هو مصدرها (ارجع إلى لوقا ٤: ١٤). هرطقات بخصوص الروح القدس يُنكر العديد من أتباع البدع لاهوت الروح القدس، تمامًا كما يُنكر غيرهم لاهوت ربنا يسوع المسيح. والواقع إن هذا الفكر هو امتداد للأريوسية. فأريوس الذي ظهر في أوائل القرن الرابع الميلادي في مدينة الإسكندرية، علَّم بأن الآب وحده هو الله. ومع أنه قد تمَّ الرد على هذه البدعة في حينه بواسطة مجمع نيقية وبطله أثناسيوس، لكن ضلالتهم لم تنته بعد. فشهود يهوه على سبيل المثال، ما زالوا يُنكرون لاهوت الروح القدس. وسوف نقوم بتوضيح هذه الحقيقة الهامة في إيماننا المسيحي فيما بعد. لكن هناك بدعًا أخرى لم تُنكر لاهوت الروح القدس بل أنكرت أقنوميته. على سبيل المثال بدعة: ”يسوع وحده“، فمع اعترافهم بأن الروح القدس هو الله، لكنهم يُنكرون أنه أقنوم في اللاهوت. ففي زعمهم إن الله شخص (أو أقنوم) واحد، لكنه ظهر في كل عصر بصورة مختلفة واسم مختلف. أو بتعبير أقل خشية واحترامًا، ارتدى أقنعة مختلفة، لكنه ذات الشخص. هؤلاء ليسوا امتدادًا لأريوس المبتدع بل لسابليانوس. وأتباع بدعة ”يسوع وحده“ يُعلّمون أن يسوع هو الآب والابن والروح القدس(!). لكن الكتاب المقدس يعلن لنا أن الروح القدس شخص، أو بتعبير أدق أقنوم في اللاهوت. ومن المعروف أن الشخص يتميز على الأقل بثلاثة أمور: أن له عقلاً يُفكر، كما أن له إرادة ومشيئة، بالإضافة إلى المشاعر والأحاسيس. تُرى هل ينطبق هذا على الروح القدس؟ نعم، فهو له الفهم والإدراك، إذ يقول الرسول بولس عنه إنه «يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ»، كما أنه ليس سواه يعرف أمور الله (١كو٢: ١٠، ١١). إنه بالإجمال يعلم (رو٨: ٢٦)، ويُعلّم (يو١٤: ٢٦). ثم إن له إرادة: فيقول عنه الرسول في ١كورنثوس ١٢: ١١ «قَاسِمًا (الروح) لِكُلِّ وَاحِدٍ ... كَمَا يَشَاءُ». وفي أعمال ١٥: ٢٨ يقول الرسل والمشايخ: «لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ». ثم في أعمال ١٦: ٦، ٧ يقول: «مَنَعَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْكَلِمَةِ فِي أَسِيَّا ... فَلَمْ يَدَعْهُمُ الرُّوحُ». كما أن للروح مشاعر: فنحن نقرأ أنه يحزن ٣٠ «وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ» (أف ٤: ٣٠)، وأيضًا «وَلكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ» (إش٦٣: ١٠). وليس فقط يحزن، بل أيضًا يحب (رو١٥: ٣٠). وعليه فإن الذي له المعرفة والفهم، والذي له إرادة ومشيئة، والذي له مشاعر وأحاسيس، لا يمكن إلا أن يكون شخصًا، وليس مجرد قوة أو تأثير. ضمير المذكر العاقل دائمًا نظرًا لأن الروح القدس شخص، فإنه يرد دائمًا في الكتاب المقدس بضمير المذكر لا المؤنث. والمسيح في حديث العُليَّة مع تلاميذه (يو١٤-١٦) استخدم ضمير المذكر العاقل عند الحديث عن الروح القدس، ثم تبعه الرسل بعد ذلك. فمثلاً يقول المسيح في يوحنا ١٤: ٢٦ «وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ (وليس التي سيُرسلها) الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ (وليس فهي تُعلّمكم) كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ». ونفس الأمر نجده في يوحنا ١٥: ٢٦؛ ١٦: ٧، ٨، ١٣، ١٤). وعلى نفس الدرب سار الرُّسُل، فيقول الرسول بولس في أفسس ١: ١٣، ١٤ عن الروح القدس «الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا»، وليس: التي هي ... إلخ. وهكذا. ورغم أن كلمة ”الروح“ باليوناني تأتي في صيغة التعادل أو المحايد (لا مذكر ولا مؤنث)، وكان المفروض أن الضمير الذي يرتبط بها يأتي أيضًا في صيغة التعادل عينها، لكن الوحي دائمًا يُشير إليه بضمير المذكر العاقل للتأكيد على شخصيته. وهو نفس ما نجده في ترجمتنا العربية للكتاب المقدس. وهي غلطة شائعة عن غير قصد بين بعض البسطاء، أن يُشيروا إلى الروح القدس أحيانًا بصيغة المؤنث، كما أنها أيضًا غلطة شريرة ومنتشرة بين أصحاب البدع أمثال شهود يهوه وغيرهم ممن يُنكرون التثليث، أن يتحدثوا عنه دائمًا في صيغة المؤنث، كأنه مجرد قوة أو تأثير، مع أنه – بحسب إعلان الكتاب المقدس – هو أقنوم في اللاهوت. فليس فقط أصحاب البدع، إن تحدثوا عنه، تحدثوا هكذا، بل أيضًا كثير من المؤمنين البسطاء يتكلَّمون عنه بصيغة المؤنث. وبعض الترانيم بالأسف تقع في هذا الخطأ عينه، وهو ما نود أن نركز عليه كي ما نتداركه. وإذا أردنا التوسع في التعرف على شخصية الروح القدس نقول: الروح القدس يتصرف كشخص؛ فهو: (١) يسكن في المؤمنين (يو ١٤: ٧). (٢) يُعلّم (يو ١٤: ٢٦؛ لو ١٢: ١٢). (٣) يشهد للمسيح (يو ١٥: ٢٦). (٤) يشهد لنا (عب ١٠: ١٥). (٥) يدين (تك ٦: ٣). (٦) ويُبكت (يو ١٦: ٨). (٧) يرشد إلى جميع الحق (يو ١٦: ١٣). (٨) يوحي بكلمة الله (أع ١: ١٦؛ ٢بط ١: ٢١). (٩) يتكلَّم إلى الخدام (أع ٨: ٢٩؛ ١٣: ٢). (١٠) يدعو الخدام (أع ١٣: ٢). (١١) يُرسل الخدام (أع ١٣: ٤). (١٢) يمنع الخدام (أع ١٦: ٦، ٧). (١٣) يقود المؤمنين (رو ٨: ١٤). (١٤) يتكلَّم إلى المؤمنين (١تي ٤: ١؛ رو ٣: ٢). (١٥) يشفع في المؤمنين (رو ٨: ٢٦). فالذي يتكلَّم ويُعلّم، ويشهد ويشفع، ويُدين ويُبكت، ويقود ويُرشد، ويُحي ويدعو، ويُرسل ويمنع، لا يُمكن إلا أن يكون شخصًا، فهذه الأعمال لا تُنسب للقوة أو التأثير بل للشخص. اعتراض والرد عليه يدَّعي بعضهم أن مثل هذه التصرفات قد تُنسب إلى جمادات. فنحن قد نقول عن الكتاب إنه يُعلّم، وأن اللوحة تًرشد، أو أن الخريطة تَهدي وتقود. لكن يقينًا هناك خلف هذه الجمادات عقل مفكر كتب الكتاب أو وضع اللافتة أو رسم الخريطة. ففي النهاية هذه الأمور لا يمكن أن يعملها جماد بل شخص. الروح القدس له الصفات الشخصية ١ – له مشيئة وإرادة: «قَاسِمًا لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ، كَمَا يَشَاءُ» (١كو ١٢: ١١). ٢ – له فكر واهتمام: «وَلكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ (أي فكر) الرُّوحِ» (رو٨: ٢٧). ٣ – له معرفة وإدراك: «الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ ... أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ» (١كو ٢: ١٠، ١١). ٤ – له لغة وكلام: «الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ» (١كو٢: ١٢، ١٣). ٥ – له محبة: «فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ» (رو١٥: ٣٠). والذي عنده محبة لا يمكن أن يكون غير عاقل. لا يمكن أن يكون مجرد قوة أو مجرد تأثير. ٦ – يُنسب له الصلاح: «وَأَعْطَيْتَهُمْ رُوحَكَ الصَّالِحَ لِتَعْلِيمِهِمْ» (نح٩: ٢٠). ٧ – له مشاعر وأحاسيس: «وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ» (أف٤: ٣٠). يُعامل كشخص (١) يُخاطب (حز ٣٧: ٩). (٢) يُجدَّف عليه (مت ١٢: ٣١). (٣) يُكذَب عليه (أع ٥: ٣). (٤) يُجرَّب (أع ٥: ٩). (٥) يُقاوَم (أع ٧: ٥١). (٦) يُطاع (أع ١٠: ١٩-٢١). (٧) يُحزن (أف ٤: ٣٠؛ إش ٦٣: ١٠). (٨) يُزدّرى به (عب ١٠: ٢٩). مشكلة وحلها إن كان الروح القدس أقنومًا إلهيًا، أي شخصًا إلهيًا، فكيف يقول الوحي عنه في أعمال ٢ إنه سُكِبَ؟ الإجابة إن اللغة في أعمال ٢ لغة تصويرية. فيُشبه الروح بماء يُسكب من السماء، تمامًا كما يُشبَّه في أماكن أخرى بالمطر. وأوجه الشبه بين الروح القدس والمطر كثيرة، فهو مثل المطر نازل من السماء، كما أنه منعش، وأيضًا هو مجاني مثل مطر السماء. القيمة العملية لهذا التعليم إن هذا التعليم ليس مهمًا فقط نظرًا لأنه حق كتابي يُعلمه ”كتاب الحق“ الذي نحن ملتزمون أن نتمسك به، بل إن له قيمة عملية مزدوجة في حياتنا، سواء في شركتنا مع الله أو في خدمتنا له. فلو كان الروح القدس مجرد قوة فإنه لا يمكن أن يكون لي شركة وعلاقة شخصية مع هذه القوة. لكن الروح القدس كما علمنا المسيح هو المُعزي الآخر، التعبير الذي يعني أنه يقف بجانبنا ويُلازمنا في رحلة الغربة الصعبة. ويا له من فكر مجيد! كم كان الأمر سيختلف لو أننا كنا بغير هذا المُعزي. كنا – بلغة المسيح – سنُصبح يتامى. وأما الآن فلنا الروح القدس رفيقًا لنا. ثم لو كان الروح القدس قوة هائلة فينا لكان معنى ذلك أننا نمتلك إمكانيات عظيمة يُمكننا أن نستخدمها بالانفصال عن الله، نستخدمها كيفما نشاء، أما والحقيقة أن الروح القدس هو أقنوم إلهي ساكن فينا فهذا يجعلنا لا أننا نستخدم قوة الله لحسابنا، بل أن نضع نفوسنا تحت تصرف هذا الأقنوم الإلهي الساكن فينا ليستخدمنا هو كما يشاء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الروح القدس هو شخص، إنه أقنوم إلهي، إنه الله الروح القدس |
أقنوم الروح القدس |
أقنوم الروح القدس: أقنوم الحياة |
- أقنوم الروح القدس: |
أقنوم الروح القدس |