رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التعقل والغضب "تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ، وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ" [ع 11]. الذي تعلم في مدرسة الله الطويل الأناة، وتجاوب مع روح الله القدوس، فنال ثمرة الحب، إن غضب يُطيل أناته ويضبط نفسه، ويعطي لغيره الأعذار، كما يبذل كل الجهد لكسب من أساء إليه، وإذا بلغ إلى الصفح عن المسيء إليه يكون قد بلغ المجد الداخلي. لقد تمم الوصية الإلهية: "كن مراضيًا لخصمك ما دمت معه في الطريق" (مت 5: 25). * لا تظنوا أن الغضب أمر يُستهان به، إذ يقول النبي "تعكرت (ذبلت) من الغضب عيناي"(مز 6: 7).وبالتأكيد لا يستطيع متوعك العينين أن يعاين الشمس. فإذا حاول رؤيتها تؤذيه ولا تبهجه. القديس أغسطينوس * يجب قلع سم الغضب القاتل من جذوره في أعماق النفس، لأنه إذا بقي روح الغضب واستقر في قلوبنا أظلمت عقولنا وفقدت قدرتها على الرؤية، لأن الغضب يصيب بالعمى وبظلمة ضارة تجعل الرؤية الروحية مستحيلة. فلا تقدر على الحكم الصائب في أمرٍ من الأمور، بل يتعذر علينا التأمل الصالح الذي ينمي الحكمة فينا، بل لا نقدر أن نثبت في الصلاح، أو نقبل النور الحقيقي الروحي، لأنه مكتوب: "عيني قد تعكرت من الغضب" (مز 6: 7).وقد يمدحنا الناس كحكماءٍ، ولكننا لن نكون حكماء إذا لازمنا الغضب، لأنه مكتوب: "الغضب يسكن مستريحًا في صدر الأحمق" (جا 7: 9) LXX. وهو يعرضنا لفقدان ميراث الحياة الأبدية. وقد يظهر لنا أننا نفهم الطبيعة الإنسانية وندرك أسرارها، ولكن إذا ظل الغضب فينا، تم فينا ما هو مكتوب: "الغضب يدمر الحكماء" (أم 15: 1) LXX. ويحرمنا الغضب من إدراك "برّ الله"، لأننا بسبب الغضب نفقد الإفراز، ومع أن الناس قد يقولون عنا إننا قديسون وكاملون إلا أنه مكتوب "غضب الإنسان لا يصنع برّ الله" (يع 1: 20). القديس يوحنا كاسيان إن كنت تشتهي أن تنال نعمتي ومواهبي فاخرج رجل العدو وأبعده عنك، ومواهبي تأتي إليك... فمن يشتاق إلى مواهبي فليقتفِ آثاري، لأني مثل الحمل الذي لا شر فيه... ومع أني أوصيتكم بأن تكونوا ودعاء مثل الحمام، إذ بي أجدكم قد اتخذتم لأنفسكم قسوة الآلام. الأنبا برصنوفيوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مصادر التعقل |
التعقل هو ضبط النفس |
التعقل ( أم 19: 11 ) |
التعقل |
التعقل والسعادة |