رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة والحب العملي "لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ" [ع 1] واضح أنه يتكلم عن مجتمع كنسي "ملآن ذبائح"، فإن كانت كنيسة العهد القديم قد انشغلت بأنواعٍ كثيرة من الذبائح من بينها ذبيحة السلامة (لا 3: 1-17) التي هي "رائحة سرور للرب" (لا 13: 5، 16)، فموضوع سرور الله هو مصالحة الإنسان مع خالقة كما مع إخوته، أي الحب العملي. هكذا يليق بكل مؤمنٍ إذ يقدم ذبيحة شكر لله لكن لن يُسر الله بها، ما دام يحمل في قلبه كراهية من جهة أخيه. كثيرًا ما ينشغل الإنسان أو الأسرة أو الكنيسة بأنشطة ضخمة، لكن بلا سلام داخلي، إذ يليق أن ينسحب الشخص إلى حين، ليجلس في هدوءٍ مع الله، يغرف من الحب الإلهي ويفيض قلبه بالحب من أجل خلاص كل البشرية. لقد سحب الله موسى من وسط قصر فرعون بكل أنشطته وولائمه وإمكانياته، ليعيش في برية قاحلة لمدة 40 عامًا يتمتع بلقمة يابسة ومعها سلامة مع الله عن أن يعيش في قصر فرعون وسط ولائم وفيرة مع خصام. وانسحب إيليا إلى جوار نهر كريت (1 مل 17)، وترك الكل يعاني من القحط ثلاث سنوات ونصف، ليختبر الجميع اللقمة اليابسة، ويتصالحوا مع الله كما مع أنفسهم، عن أن يتمتعوا بالخيرات مع خصام. لننسحب إلى حين من الانشغال بالأنشطة الكنسية الكثيرة لنجلس مع الله بكوننا أهل بيت الله، فننعم بالسلام معه، وينعكس هذا السلام على علاقتنا بإخوتنا، وحتى على الأنشطة الكنسية ذاتها. يقول الرسول: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 5: 1). "اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب 12: 14). * السلام الحقيقي علوي. مادمنا مرتبطين بالجسد نحمل نيرًا لأمور كثيرة تتعبنا. ابحثوا إذن عن السلام, وتحرَّروا من متاعب هذا العالم. اقتنوا ذهنًا هادئًا، ونفسًا هادئة غير مرتبكة, لا تثيرها الأهواء، ولا تجتذبها التعاليم الباطلة, فتتحدَّى قبول إغراءاتها حتى يمكنكم أن تنالوا "سلام الله الذي يفوق كل فهمٍ يحفظ قلوبكم" (في 4: 7). من يطلب السلام يطلب المسيح, لأنه هو نفسه سلامنا, الذي يجعل الاثنين إنسانًا جديدًا واحدًا (أف 2: 14), عاملًا سلامًا بدم صليبه، سواء على الأرض أم في السماوات. القديس باسيليوس الكبير * إنهم يواظبون معًا في الصلاة، معلنين بإلحاح وباتفاق صلواتهم أن الله يسكن مع من هم بفكرٍ واحدٍ في البيت. يدخل إلى البيت الإلهي فقط الذين لهم اتفاق في صلواتهم. * أوصانا الله أن نكون صانعي سلام وفي وحدة وبفكرٍ واحدٍ في بيته... ويريدنا إذ وُلدنا ثانية أن نستمر هكذا. إذ صرنا أولاد الله نظل في سلام الله، وإذ صار لنا الروح الواحد يكون لنا أيضًا القلب الواحد والفكر الواحد. لا يقبل الله ذبيحة المخاصم، بل يوصيه أن يترك المذبح ويتصالح أولًا مع أخيه، حيث يُسر الله بصلوات صانع السلام. الشهيد كبريانوس الأب يوسف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|