رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الهاوية والهلاك أمام الرب، كم بالحري قلوب بني آدم" [ع 11] في الآية 3 يقول الحكيم إن عينيّ الرب مراقبتان الطالحين والصالحين في كل موضع. هنا يؤكد أن الله النور الحقيقي يرى كل شيء، حتى الهاوية والهلاك حيث قمة ظلمة الموت والدمار، فهما أمامه وليسا مخفيين عنه، فهل يختفي شيء مما في قلوب البشر عنه. وكما يقول الرسول: "كل شيء عريان ومكشوف لعينيّ ذاك الذي معه أمرنا" (عب 4: 13). ما يبدو لكثير من البشر أنه غير منظور مثل السماء والفردوس وجهنم والجحيم هي حقائق منظورة بواسطة الله، يقدمها لبنيه بروحه القدوس، فلا يرونها خيالًا كما يظن الآخرون، بل يرونها وقائع، ويشتاقون بكل قلوبهم للعبور إلى الفردوس، والدخول في السماء، والخلاص من قوات الظلمة. لقد وعدنا السيد المسيح أن روحه القدوس يأخذ مما له ويعطينا (يو 16: 15)، أي يأخذ مما هو منظور بالنسبة له، ويعلنه لنا، بل ونختبر الحياة الفردوسية، ونتذوق عربون السماويات، فلا نخشى الجحيم لأن لا موضع لنا فيه. * لنعجب إلى أين رفع الكنيسة؟ لقد رفعها كما بوسيلة معينة وأقامها في الأعالي، وأجلسها على عرشٍ سامٍ، لأنه حيث يكون الرأس هناك يوجد الجسد أيضًا. لا يوجد فاصل بينهما، وإلا فلا يعود الجسد جسدًا، ولا الرأس رأسًا. * في استطاعتنا -إن أردنا- ألا نكون في الجسد، ولا على الأرض، بل نكون في الروح، في السماء. لندخل إلى نفوسنا... إلى السماء، في الروح! لنمكث في سلام الله ونعمته، ولنتحرر من الجسديات، فننعم بالصالحات في المسيح ربنا. * يليق بكم وأنتم خارجون من هذا الموضع أن تعلنوا عنه أنه موضع مقدس. تخرجون كأناسٍ نازلين من السماء عينها، مملوءين وقارًا وحكمة، ناطقين وعاملين كل شيءٍ بلياقة... علِّموا الذين في الخارج أنكم في صحبة السيرافيم. علِّموهم أنكم محصون مع السمائيين، معدودون في مصاف الملائكة، تتحدثون مع الرب، وتكونون في صحبة السيد المسيح. وإذ يتطلعون إلى جمال نفوسكم المتلألئة تلتهب قلوبهم بمظهركم الصالح، مهما بلغ غباؤهم، لأنه إن كان جمال الجسد يغري ناظره، كم بالأحرى جمال النفس وتناسقها يهز ناظريها ويجذبهم إلى ذات الغيرة ؟! * الكنيسة هي أعلى من السماء وأكثر اتساعًا من المسكونة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سكب منها الله النور الحقيقي |
العقاب الذي يقوم على عدم التمتّع برؤية الله النور الحقيقي |
الأتضاع الحقيقي يرفع الإنسان من أعماق الهاوية |
يونس مخيون يضع النور على الهاوية |
الله هو النور الحقيقي |