24 - 10 - 2024, 11:45 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
شهوات الشرير شريرة
12 اِشْتَهَى الشِّرِّيرُ صَيْدَ الأَشْرَارِ، وَأَصْلُ الصِّدِّيقِينَ يُجْدِي.
"شهوات الشرير شريرة،
وأصل الصديقين يجدي" [ع 12 LXX]
شهوات الشرير ِشريرة، كأنه يفيض بما في قلبه حتى على شهواته الداخلية وسلوكه الظاهر. إنه كمن يلقي بالشباك في كل موضع لكي يقتنص الشرور، وهو لا يعلم أنه وهو يصطادها تصطاد نفسه في حبائلها.
أما الصديق، إذ هو أصيل في فكره ومبادئه يتحرك باتزانٍ لخير الجميع، يحتملهم بالحب ولا يدينهم.
* كان رجلٌ شريفٌ له مدين، فظلّ يطالبه بالدين لمدة عشر سنوات ولم يُجبه، وكان الدائن يصبر عليه بطيب قلبه. وكان له صديق، فقال له: "إنني متعجّبٌ منك، كيف لم تحقد عليه، لأن لك زمانًا وأنت تطلب منه ولم يستجب؟"
فقال له: "أنت تعجب من أنني أطلت روحي عليه عشر سنوات، وهوذا الله يطلب مني أكثر من خمسين سنة أن أحفظ وصاياه، وحتى الآن لم أستجب له ولم أتمم مشيئته، وهو بطيب قلبه يصبر عليَّ. فإن كنتُ أنا الإنسان لم أستجب لله، وهو لا يغضب عليَّ، فلا عجب إن كان إنسانًا مثلي لا يستجيبني وأطيل روحي عليه".
*اِشتكى أحد الإخوة إلى شيخ قائلًا: "ماذا أصنع يا أبي، فإنّ أخي يُحزنني لأنه دوّار؟" فقال الشيخ: "اِحتمله يا حبيبي، فإنّ الله يردّه إذا رأى صبرك ومعاملتك له بالرفق واللين، وأبعد عنك القسوة، فإنّ شيطانًا لا يطرد شيطانًا. وبرفقك وصبرك يرجع، لأنّ الله إنما يردّ الإنسان بطول روحه وطيبة قلبه واحتماله".
فردوس الآباء
|