سلطان الملك أو معجزات الملك
أرسل قديمًا ملك آرام مكتوبًا لملك إسرائيل قائلاً له: «فالآن عند وصول هذا الكتاب إليك، هوذا قد أرسلت إليك نعمان عبدي، فاشفِه من برصه»؛ فما كان من ملك إسرائيل، بعد أن قرأ الرسالة، سوى أنه مزّق ثيابه، وقال «هل أنا الله لكي أميت وأحيي، حتى أن هذا يرسل إلىّ أن أشفي رجلاً من برصه؟» (2مل5: 6،7). هذا عن واحد من ملوك الأرض، وموقفه إزاء أحد البُرَّص. أما نحن فإننا أمام ملك عجيب، سلطانه سلطان عظيم. فالبرص يهرب من أمامه، والشلل يختفي من كلامه، والحمى تخرج من لمسته، والريح والبحر جميعًا تطيعانه! على أن بيت القصيد هو ما أظهره هذا المجيد والعجيب، وهو يباشر سلطانه العظيم: فمع الأبرص أظهر الحنان، ومع قائد المئة أظهر حب العطاء، ومع حماة بطرس أظهر أحشاء الرأفات، ومع الرياح والبحر أظهر السلطان، ومع نازفة الدم أظهر الحنان الأبوي. فما أعجب هذا!
عند الناس: على قدر ما يوجد السلطان بهذا القدر يختفي الحنان! فهذه التركيبة العجيبة والمزيج الفريد من السلطان والفضائل الإلهية لن تجدها إلا في شخصه الكريم، وفي من يعيشون بالقرب منه متأملين ناظرين.