|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة الله، لأن الرب يُعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم. يُذخر معونة للمستقيمين. هو مجن للسالكين بالكمال" [5-7]. في سفر الأمثال يؤكد سليمان الحكيم العلاقة الوثيقة بين الحكمة ومخافة الرب. فقد سبق فرأينا أن مخافة الرب هي بدء الحكمة، وفي نفس الوقت من يبلغ الفهم ويتمتع بالمعرفة والحكمة يُدرك مخافة الرب ويتلامس معها عمليًا. مخافة الرب ليست شعارًا لسفر الأمثال وحده، بل هي شعار الكتاب المقدس كله. يقول القديس أمبروسيوس أنه يمكن بناء بيت الحكمة فقط إن تأسس خوف الله بعمق في النفس. البحث عن الحق يجب أن يرافقه دائمًا سيرة في الحق الذي نجده. بهذا يقدم الله لأتقيائه مفاهيم متجددة للحق، وخبرة حية متزايدة لقوة الحق. * أريد أن يكون لي خوف مناسب مؤسس على العقل والإدراك... فلا يكون لنا خوف دون إدراك، ولا إدراك دون خوف. العلامة أوريجينوس يرى سليمان الحكيم الحكمة صادرة كما من فم الله لتتجه نحو أًذنيّ المؤمن، وتنطلق إلى قلبه كما إلى فكره، وهناك تستقر حيث تُقدس إرادته وأحاسيسه ومشاعره، وبالتالي كلماته وتصرفاته.الله هو ينبوع كل حكمة ومعرفة وفهم، والحكماء والفهماء الحقيقيون هم قنوات يفيض خلالها الله بالحكمة على كثيرين. الحكمة الإلهية هي مجن لأُناس الله الذين يسلكون باستقامة، أو معين لهم لنوال النصرة. فإننا إذ نتمسك بالحكمة ونحفظها، تتمسك هي بنا وتحفظنا. * بالنسبة للذين يتبررون بالفلسفة، تقودهم المعرفة إلى التقوى كمُعين لهم. القديس إكليمنضس السكندري يعلق العلامة أوريجينوس على ما ورد في الترجمة السبعينية: "يجدون حاسة إلهية" للنص العبري: "تجد معرفة الله" [5]، موضحًا أنه كما يحمل الجسد حواسه الخاصة بالأمور الزمنية هكذا تتمتع نفس المؤمن بحواسٍ إلهيةٍ تخص الأمور السماوية.*لكي تتعلم من الكتابات المقدسة أنه توجد حاسة إلهية غير حواس الجسد، اقرأ فقط ما يقوله سليمان الحكيم: "ستجد حاسة إلهية" [5]. * لئلا يُظن أن قولنا بأنه لا تُعرف الأمور العقلية بالحواس قول غير سليم استخدم سليمان الحكيم مثلًا، إذ يقول: "ستجد أيضًا حاسة إلهية"، مظهرًا بهذا أن هذه الأمور العقلية لا يُبحث عنها بحاسة جسدية، بل بحاسة أخرى معينة يدعوها "إلهية". يليق بنا أن نتطلع خلال هذه الحاسة إلى كل كائن من الكائنات العاقلة التي نحسبها علوية. بهذه الحاسة تُفهم الكلمات التي ننطق بها، وبها توزن عباراتنا التي نكتبها. لأن الطبيعة الإلهية تعرف تلك الأفكار التي تدور في داخلنا ونحن في صمت. * عرف (سليمان) أن في داخلنا نوعين من الحواس: حواس قابلة للموت، يمكن أن تفسد وهي بشرية، والأخرى خالدة وعاقلة، يدعوها "إلهية". بهذه الحاسة الإلهية، ليست بحاسة العينين، بل حاسة القلب النقي، الذي هو العقل، يُرى الله للذين يستحقون ذلك. فإنه بالتأكيد تجد في كل الكتب المقدسة، القديمة والجديدة، تعبير "القلب" يتكرر عوض "العقل"، أي القوة العاقلة. العلامة أوريجينوس يعلق القديس أغسطينوسعلى العبارة "من فمه (وجهه) المعرفة والفهم" [6]، قائلًا:*الإيمان الحقيقي والتعليم الصادق يُعلنان أن كلا النعمتين هما من الله. يقول الكتاب المقدس: "من وجهه المعرفة والفهم"، وفي سفر آخر يقول: "المحبة هي من الله" (1يو7:4). *"الرب يُعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم" [6]. منه ينالون الرغبة ذاتها نحو المعرفة، إذا ما تلاحمت (تزوجت) بالتقوى. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|