رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الحب القرباني في العلاقات؟ ؟ يتحدث الكتاب المقدس بعمق عن المحبة القربانية، خاصة في سياق الزواج والعلاقات الحميمة. هذه المحبة ليست مجرد عاطفة، بل هي خيار ملتزم بوضع احتياجات الآخر قبل احتياجات المرء، مما يعكس محبة المسيح غير الأنانية للكنيسة. في العهد القديم، نرى لمحات من هذا الحب القرباني في نشيد الأناشيد، حيث يعلن الحبيبان: "أنا حبيبي وحبيبيبي لي" (نشيد الإنشاد 6: 3). هذا الانتماء والإخلاص المتبادل ينذر بالرابطة العميقة القربانية العميقة التي سيجسدها المسيح فيما بعد. يقدم لنا العهد الجديد أغنى فهمنا للمحبة القربانية. ربنا يسوع نفسه يعلّمنا: "لَيْسَ لأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذِهِ: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَصْدِقَائِهِ" (يوحنا 15:13). تصبح هذه التضحية القصوى نموذجًا لكل العلاقات المسيحية. وقد فصّل الرسول بولس الرسول هذا الموضوع في رسالته إلى أهل أفسس موصيًا الأزواج بأن "أحبوا زوجاتكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها" (أفسس 25:5). هذا التوازي بين تضحية المسيح والحب الزوجي يرفع مفهوم التضحية في العلاقات إلى دعوة مقدسة. في 1 كورنثوس 13، الذي غالبًا ما يُطلق عليه "إصحاح المحبة"، يصف بولس طبيعة المحبة الحقيقية غير الأنانية: "المحبة صبورة، المحبة لطيفة. لا تحسد، لا تحسد، لا تتباهى، لا تتكبر. ولا تُهين الآخرين، ولا تبحث عن ذاتها، ولا تغضب بسهولة، ولا تحتفظ بسجل للأخطاء" (1 كورنثوس 13: 4-5). هذا الوصف يرسم صورة للمحبة التي تضع باستمرار احتياجات الآخر أولاً. يُظهر لنا الكتاب المقدس أيضًا أمثلة على الحب القرباني في العمل. نرى إخلاص راعوث لحماتها نعمي، تاركةً وطنها لرعايتها. ونشهد ولاء جوناثان لداود، مخاطراً بمنصبه لحماية صديقه. وبالطبع، لدينا المثال الأسمى في يسوع المسيح، الذي "لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (مرقس 10: 45). رسالة الكتاب المقدس واضحة: الحب الحقيقي، خاصة في الزواج، يتميز بالتضحية. إنه الحب الذي يعطي دون انتظار المقابل، ويخدم دون أن يسعى إلى التقدير، ويثابر خلال الصعوبات. هذا الحب القرباني يحوّل علاقاتنا ويجعلها انعكاسًا لمحبة الله لنا (أوليا وآخرون، 2019؛ سوبياني وآخرون، 2023). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|