منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 08 - 2024, 04:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

أدونيَّا يخطِّط لاستلام الحكم




أدونيَّا يخطِّط لاستلام الحكم:

5 ثُمَّ إِنَّ أَدُونِيَّا ابْنَ حَجِّيثَ تَرَفَّعَ قَائِلًا: «أَنَا أَمْلِكُ». وَعَدَّ لِنَفْسِهِ عَجَلاَتٍ وَفُرْسَانًا وَخَمْسِينَ رَجُلًا يَجْرُونَ أَمَامَهُ. 6 وَلَمْ يُغْضِبْهُ أَبُوهُ قَطُّ قَائِلًا: «لِمَاذَا فَعَلْتَ هكَذَا؟» وَهُوَ أَيْضًا جَمِيلُ الصُّورَةِ جِدًّا، وَقَدْ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ بَعْدَ أَبْشَالُومَ. 7 وَكَانَ كَلاَمُهُ مَعَ يُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ، وَمَعَ أَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ، فَأَعَانَا أَدُونِيَّا. 8 وَأَمَّا صَادُوقُ الْكَاهِنُ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَنَاثَانُ النَّبِيُّ وَشِمْعِي وَرِيعِي وَالْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ لِدَاوُدَ فَلَمْ يَكُونُوا مَعَ أَدُونِيَّا. 9 فَذَبَحَ أَدُونِيَّا غَنَمًا وَبَقَرًا وَمَعْلُوفَاتٍ عِنْدَ حَجَرِ الزَّاحِفَةِ الَّذِي بِجَانِبِ عَيْنِ رُوجَلَ، وَدَعَا جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بَنِي الْمَلِكِ وَجَمِيعَ رِجَالِ يَهُوذَا عَبِيدِ الْمَلِكِ، 10 وَأَمَّا نَاثَانُ النَّبِيُّ وَبَنَايَاهُو وَالْجَبَابِرَةُ وَسُلَيْمَانُ أَخُوهُ فَلَمْ يَدْعُهُمْ.

كان أدونيَّا الابن الرابع لداود (2 صم 3: 4؛ 1 أي 3: 2) لكن بعد موت إبشالوم وأمنون وكيلآب صار أدونيَّا هو أكبر أبناء داود الأحياء في ذلك الحين، فحسب نفسه الوارث للعرش (1 مل 2: 15)، وقد أراد أن يطمئن لذلك قبل موت والده. لكن الله، الملك غير المنظور، احتفظ بحقِّه في اختيار الملك الأرضي (تث 17: 15) الذي يمثِّله في إسرائيل.
لم يشتهِ داود النبي المُلك قط، ولم يجرِ وراء العرش. وحين اختاره الرب ومسحه صموئيل النبي لم يسعَ ليحقِّق ذلك، ولا حسب ذلك سماحًا إلهيًا ليقاتل شاول ويحتلّ مركزه. على العكس كان شاول يطلب نفسه، مكرِّسًا طاقته لهذا العمل، وحين سقط شاول بين يديه أكثر من مرَّة لم يمسه بأذى. وحين قُتل شاول بكاه داود ورثاه بحب قلبي صادق. لكن جاء بعض أولاده يتكالبون على العرش، كما فعل قبلًا إبشالوم الذي لم يطلب العرش وحده بل وطلب رقبة أبيه. وها هو أدونيَّا الآن يندفع ليغتصب العرش. لقد أعد المركبات والخيول، لا ليحارب عن بلده، وإنَّما لكي يغتصب المركز بالمظهر. ويلقي الكتاب باللوم على والده الذي لم يكن حازمًا في تربيته.
في كبرياء قلبه لم يشته المُلك لكي يخدم الآخرين، ويعمل لصالح شعبه، ولمجد الله، وإنَّما لكي يحقِّق الأنا، في تشامخ وأنانيَّة وحب السلطة والسيطرة.
"ثم أن أدونيَّا ابن حجيث ترفَّع قائلاً: أنا أملك،
وعدَّ لنفسه عجلات وفرسانًا وخمسين رجلًا يجرون أمامه" [5].
* لا شيء يجعل الرِجل تَزِلّ إلاَّ الكبرياء!
المحبَّة تحرَّك الرِجل للسير والتقدُّم والصعود، أمَّا الكبرياء فتدفع الرِجل إلى السقوط.
القديس أغسطينوس


وُلد أدونيَّا في حبرون حين كان داود ملكًا على يهوذا. حسب في نفسه إنَّه الوارث الشرعي لكرسي أبيه، تسانده العناصر المحافظة مثل يوآب رئيس جيش إسرائيل وأحد أقرباء الملك (1 أي 2: 16)، وأبياثار الكاهن الذي نجا من المذبحة التي ارتكبها شاول الملك لكهنة نوب، وكان مرافقًا لداود حين كان هاربًا من وجه شاول في بريَّة يهوذا (1 صم 22: 20). كما سانده "رجال يهوذا" الذين كانوا في أورشليم.
اعتمد أدونيَّا على القوَّة الشعبيَّة مثل أخيه إبشالوم، وفشل الاثنان في تحقيق شهوة قلبيهما، مع أن أدونيَّا كانت تسنده القوَّة العسكريَّة (يوآب) ورجال الدين (أبياثار الكاهن).
بلا شك كان أدونيَّا يعلم بالقسم الذي نطق به والده أمام بثْشَبع بأن ابنها سليمان يكون وارثًا له على كرسيه، لهذا عندما خطَّط للمُلك لم يدْعُ سليمان ولا ناثان النبي وبناياهو والجبابرة الذين سمعوا بالقسم وكانوا متحالفين مع داود على إقامة سليمان ملكًا.
لكي يقيم أدونيَّا نفسه ملكًا استخدم وسائل بشريَّة. لقد خطَّط وتحرَّك لاستلام المُلك. اتَّكل على المركبات والخيل: "وعدَّ لنفسه عجلات وفرسانًا وخمسين رجلًا يجرون أمامه" [5]. لم يتجاوب مع تسبحة موسى النبي القائل: [الفرس وراكبه طرحهما في البحر. الرب قوَّتي ونشيدي، وقد صار لي خلاصًا] (تك 15: 1-2).
"ولم يغضبه أبوه قط قائلًا: لماذا فعلت هكذا.
وهو أيضًا جميل الصورة جدًا، وقد ولدته أمُّه بعد إبشالوم" [6].
ولعلَّ من الأخطاء الخطيرة التي سقط فيها داود العظيم في الأنبياء تهاونه في تربية أولاده؛ وتغاضيه عن أخطائهم، فلم يكن ينتهرهم ويؤدِّبهم على أخطائهم الجسيمة. لقد تحقَّق في داود الملك العظيم القول: "من لا يؤدِّب أولاده يؤدِّبه أولاده". حقًا كان داود النبي رقيقًا حتى مع شاول مضطهده، لكنَّه كان يليق به أن يكون حازمًا في تربية أولاده.
"ولم يغضبه أبوه قط قائلًا لماذا فعلت هكذا؟" [6]. فابنه أمنون اغتصب أخته ثامار. لقد اغتاظ داود جدًا (2 صم 13: 21) لكنَّه لم يكن حازمًا في معاقبته. وإبشالوم ابنه تمرَّد عليه (2 صم 15)، ولم يكتفِ باغتصاب كرسيه بل طلب رأسه، وحين قُتل إبشالوم المتمرِّد تأسَّف على ابنه فوبَّخه يوآب (2 صم 19: 5-8).
الأطفال الذين يتسلَّمهم الآباء هم وديعة ثمينة، أثمن من العالم كلُّه، يعهد بهم الله إليهم لا لكي يمتلكوهم أو يشكِّلوهم حسب أهوائهم، ولا للسيطرة عليهم أو للافتخار بهم، إنَّما أولًا وقبل كل شيء كأشخاص مات المسيح لأجلهم، لكي ينشأوا أعضاء حيَّة في جسد المسيح، هياكل مقدَّسة للروح القدس، أبناء الله، ورثة الله ووارثون مع المسيح، صورة الله التي تمجِّده.
بمعنى آخر يتطلَّع الوالدان إلى طفلهما لا كقنية ثمينة، وإنَّما ككائن حي له ذات قيمتهما لدى الله، يشاركهما ذات النصيب.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:
[إن كان البعض من أجل صنعهم التماثيل وطلاء صور الملوك ينالون كرامة عظيمة، فكم بالأكثر نتقبَّل نحن الذين نزيِّن صورة ملك الملوك، إذ الإنسان صورة الله، ربوات البركات، إذ نقيم مثالًا حقيقيًا؟‍‍‍‍‍‌‌‍‍‍‍ لأن المثال الحقيقي هو في فضيلة الروح، عندما ندرِّب أولادنا أن يكونوا صالحين وودعاء ومسامحين ومحسنين ورفقاء، وعندما نربِّيهم أن ينظروا إلى العالم الحاضر كلا شيء].


هكذا يرى القدِّيس ذهبي الفم أن الوالدين لا يقدِّمان تمثالًا لله بل صورة حيَّة له في ابنهما، يقدِّمانه حاملًا مثال الرب في شركة سماته للسيِّد المسيح، وأيقونة للسماء باستخفافه بارتباكات العالم وإغراءاته. وكأن الوالدين اللذين يحملان صورة الله ويتمتَّعان بشركة الطبيعة الإلهيَّة، ويتهلَّلان بالحياة السماويَّة في أعماقهما وفي بيتهما، إنَّما يقدِّمان جيلًا مقدَّسًا في الرب، لا يقل في الشهادة للرب عن الجيل السابق له، إنَّما يكمِّل عمله!
لا يقف الأمر عند استلامنا أطفالنا من يد الله كوديعة حيَّة، يقومون بتكملة مسيرتنا كما نكمِّل نحن مسيرة الأجيال السابقة، لتلتحم الأجيال معًا كجسد واحد يكمِّل عمل السيِّد المسيح رأس الكل، وإنَّما يلزمنا أن ندرك إنَّنا مطالبون بتقديمهم للرب تقدمة حب، بأن نبعث فيهم روح الجهاد كجنود صالحين روحيِّين يحملون الصليب معنا بفرح.
اتَّكل أدونيَّا على المظهر الخارجي: "وهو أيضًا جميل الصورة جدًا" [6]. كان كأخيه إبشالوم ليس فقط في جمال صورته، وإنَّما في إساءة استخدام هذا الجمال، حيث ربط جمال الجسد بقُبح النفس التي تتمرَّد حتى على الوالدين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لأرث أبي داود مع سليمان ولتبطل خطة أدونيَّا المغتصب
أدونيَّا يسجد أمام سليمان
فقد أظهرك الله مستحقًا لاستلام مريم
شاول كان يخطِّط ان يُقتل داود في الحرب
مصر تستعد لاستلام الـرافال


الساعة الآن 07:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024