البابا شنودة الثالث
إن كنت قد تبت ودخل نور الله إلى قلبك:
فلكي تحتفظ بتوبتك، افصل نفسك عن كل أعمال الظلمة.
إنها قاعدة وضعها الله لنا منذ البدء، يرويها سفر التكوين بقوله "ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة" (تك 1: 4). وتستمر القاعدة في العهد الجديد إذ يقول "أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو 6: 14). لا يمكن أن يجمع إنسان روحي بين الاثنين في حياته.
لذلك فكل من يسير في طريق الله:
لا بد أن يفصل ذاته عن كل أسباب الخطية والعثرة.
فهكذا أراد الله منذ بدء الخليقة. ولكن القاعدة كسرت فسببت الخطية. أول كسر لهذه القاعدة كان عندما جلست حواء مع الحية (تك 3)، ورأينا كيف طغت الظلمة على النور. ويحدثنا الكتاب عن كسر آخر خطير لهذه القاعدة، حينما يروى قبيل الطوفان أن "أولاد الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا" (تك 6: 2). وكانت النتيجة أن شر الإنسان قد كثر واضطر الله إلى تطهير الأرض من الفساد بالطوفان.